"مرحبًا، أنا أمير يا رفاق...
أجد نفسي الآن ضائعًا بين حروفي وتناقضاتي. بين رغبتي في الوضوح والضياع الذي يسكنني. شخصيتي المتناقضة تتأرجح بين الحلم والواقع، بين الجنون والحكمة، بين طموحاتي الكبيرة وشكوكي الصغيرة. رأسي كمدينة تعج بالزحام، مليء بالأفكار المتداخلة، وأحيانًا أشعر أنني أركض خلفها بلا جدوى.
أنا طالب صيدلة، أعيش وسط التركيبات الكيميائية والمعادلات المعقدة، أحاول أن أفهم تفاصيل الحياة كما أفهم تركيب الدواء. لكن حياتي ليست معادلة تُحل بسهولة. إنها مجموعة من التفاعلات العاطفية والفكرية، أعيشها كأنني في مختبر دائم، أحاول تجميعها، تحليلها، وفهمها، لكن أحيانًا كل ما أصل إليه هو مزيد من التعقيد.
علاقتي بالآخرين تشبه تركيبة دقيقة؛ تحتاج إلى توازن بين الجرعة الصحيحة والاحتمالات الخاطئة. أحيانًا أشعر بأنني أقرب إلى من حولي، وفي لحظات أخرى، تغمرني الوحدة وكأنني في عالمٍ منفصل. أتساءل دائمًا: هل فهموني حقًا؟ أم أنني مجرد لغز آخر في حياتهم؟
حياتي مثل ورقة ممزقة، أسعى لجمعها، لترتيبها، لكنها تتناثر من جديد. كلما اقتربت من شيء ما، تهرب الفكرة، تبتعد، وتتركني غارقًا في هذا البحر الهائج. كيف أكتب عن نفسي وأنا لا أزال أتعرف عليها؟ كيف أصيغ تناقضاتي، وكيف أفهم علاقتي بهذا العالم المزدحم؟
أنا هنا، بين الكيمياء والمشاعر، بين الطالب والحالم، بين الوضوح والضياع. وفي كل هذا الفوضى، قلبي يركض خلف فكرة واحدة، خلف شعور واحد قد ينقذني من هذا التيه."