غدًا، أتقدم نحو الاختبار، وأشعر بقلبي يخفق بين الترقب والخوف، كأنني أسير إلى معركة لا أعرف خفاياها. لقد قضيت ليالي طويلة أراجع وأحلل، أبحث بين صفحات الكتب عن الأجوبة، وأحاول أن أُحصّن نفسي ضد المفاجآت التي قد تخبئها الورقة أمامي.
لكن هناك شعورًا دائمًا يطاردني: ماذا لو قرر الدكتور أن يقلب الموازين؟ أن يغير طريقته المعتادة، فيجعل الاختبار ساحة لتحدٍ جديد لا أملك فيه سلاحًا سوى حدسي؟ هذا الاحتمال يثقل على روحي، لأننا كطلاب نبحث عن عدالةٍ في أسئلة تمثل ما درسناه، لا أن تكون فخاخًا تختبر قدرتنا على التنبؤ بما لا يمكن توقعه.
لقد بذلت جهدي، ووضعت كل طاقتي في التحضير، لكن القلق يظل حاضرًا، كظلٍ يرافقني. أرجو أن يتحلى الدكتور بالتفهم، أن يدرك أن الاختبار ليس ساحة لإثبات قوته أو تعقيد مادته، بل فرصة ليكون ما تعلمناه جسرًا يقودنا إلى النجاح، لا هاويةً نضيع فيها.
غدًا، سأدخل القاعة حاملاً معي كل لحظة من التعب والسهر، وكل أمل في أن أجد ورقةً عادلة، تعكس ما بذلت من جهد. أما إذا حدث العكس، فسأتمسك بالصبر، مدركًا أن الحياة مليئة بالتحديات، وأن لكل تجربة درسًا، مهما كانت قاسية.
تصبحون على خير يا أصدقاء.