لا تخبر أحداً باي حلم مزعج ولا تذهب لتفسره او تسأل المعبرين
قال ابن عثيمين رحمه الله : كل حلمٍ مزعج فهو من الشيطان كما قال النبي عليه الصلاة والسلام، أي حلم تراه مزعجاً فهو من الشيطان، فما هو الطريق إلى التخلص منه؟ الطريق كما أمر النبي عليه الصلاة والسلام أن تقول: «أعوذ بالله من شر الشيطان ومن شر ما رأيت، وتتفل عن يسارك»، وإذا استيقظت وأنت في مرقدك انقلب على الجانب الثاني. فإن عاد عليك وأزعجك فقم وتوضأ وصل، ولا تخبر أحداً لأنك لو أخبرت أحداً ثم عبره على حسب الرؤيا وقع. فإن الرؤيا على جناح طائر إذا عبرت وقعت، وما أكثر الذين يسألون عن رؤىً يرونها في المنام تزعجهم، ولكننا نرشدهم إلى ما أرشد إليه الرسول عليه الصلاة والسلام، وهو أن يقول: «أعوذ بالله من شر الشيطان ومن شر ما رأيت»، ولا يخبر أحداً، وليتغافل عنها.
✍🏼قال عبد الحميد بن باديس - رحمه الله تبارك و تعالى - :
◽ إن شعور العبد برضا الله تعالى عنه، هو أعظم لذة روحية تعجز عن تصويرها الألسن ، وإحلال الرضوان على أهل الجنة ، أكبر من كل ما في الجنة من نعيم ؛
◽ فإن الغاية التي يسعى إليها الساعون ، ويعمل لها العاملون ، هي رضا الله تعالى عنهم ، والعمل الصالح ترتضيه العقول ، وتستعذبه الفطر ،
◽ ولكنه لا يفيد صاحبه إذا لم يبغ به مرضاة الله تعالى . ولهذا قال نبي الله سليمان -عليه السلام- : ﴿ رَبِّ أَوزِعني أَن أَشكُرَ نِعمَتَكَ الَّتي أَنعَمتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَن أَعمَلَ صالِحًا تَرضاهُ ﴾ .
• إذا نظرتَ إلى هذه الصّورةِ رأيتَ أوّلَ ما رأيتَ رجلًا قد احدودبَ ظهرُه يتوكَّأَ على عصاهُ، ثمّ إذا أنعمتَ فيها النّظَرَ علمتَ أنّ الصّورةَ ما هي إلا وهمٌ لا حقيقةَ له، فالحواسُّ قد تخدعُ الإنسانَ إلّا إذا عقلَها عقلُه عن الزّيغِ، وكذلك كثيرٌ من المواقفِ؛ قد يحكمُ المرءُ فيها من أوّلِ نظرةٍ فيرى بعد إنعام النظر وتقليبِ الرأيِ خلافَ ما حكمَ، وقد صدق التُّطيليُّ الأعمىٰ إذْ قال:
✦ فمن أعرض عن اللَّه بالكلّية أعرض اللَّهُ عنه بالكلّية ، ومن أعرض اللَّه عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس في أحواله وأعماله، وقارنه سوءُ الحال وفسادُه في دينه ومآله ،
✦ فإنّ الربّ تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس، وأظلمت أرجاؤها، وانكسفت أنوارها، وظهر عليها وحشة الإعراض، وصارت مأوى للشياطين، وهدفًا للشرور ، ومصبًّا للبلاءِ ،
✦ فالمحروم كلّ المحروم من عرف طريقًا إليه، ثمَّ أعرضَ عنها؛ أو وجد بارقةً من حبه ثمَّ سُلِبَها، لم ينفذ إلى ربِّه منها، خصوصًا إذا مالَ بتلك الإرادة إلى شيءٍ من اللذات ،
✦ أو انصرفَ بجملته إلى تحصيل الأعراض والشهوات ، عاكفًا على ذلك ليله ونهاره وغدوه ورواحه ، هابطًا من الأوج الأعلى إلى الحضيض الأدنى .
كان نبينا صلى الله عليه وسلم إذا أوذي يقول: (يرحم الله موسى لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر).
وأخبر عن نبي من الأنبياء أنه ضربه قومه فجعل يقول: (اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون).
وقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه جرى له هذا مع قومه فجعل يقول مثل ذلك، فجمع في هذا ثلاثة أمور: العفو عنهم، والاستغفار لهم، والاعتذار عنهم بأنهم لا يعلمون.
وهذا النوع من الصبر عاقبته النصر والعز والسرور والأمن والقوة في ذات الله وزيادة محبة الله ومحبة الناس له وزيادة العلم، ولهذا قال الله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ}، فبالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين.
فإذا انضاف إلى هذا الصبر قوة اليقين والإيمان ترقّى العبد في درجات السعادة بفضل الله، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
ولهذا قال الله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ. وَمَا يُلَقَّاهَا} يعني: الأعمال الصالحة مثل العفو والصفح {إِلَاّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَاّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}.