"عزيزتي جنى"
بعد فترةٍ طويلةٍ من استبدال وحدتي بالزحام هربًا من قلبي،بكيتُ اليوم كعجوزٍ كرّس حياته في الكتمان ليبكي عند حافة لحدّه،على الرغم من أنني وقفتُ معكِ ضدي وأغرقتُني بكلمات قسوتكِ وضياع محبتي وكتابتي لدموعي التي أحسّ بها كل الناس إلاكِ،لكنني لا زلتُ أحن إليكِ كما يحنُ فلسطينيٌ لبيته المُحتل،أعتقد جدرانه مثلكِ،ظنّت أن المحتل خليلها فأعطته قلبها ليكتب فيه الكلمات الصادقة فلم تجد إلا هدمًا،لا أُخفيكِ شوقًا،قد انتزعت أوراق الرسائل كما يُنتزع العضد عن الجسد لأنزف دموعًا طيلة حياتي،أعرف أن لا أحد يحبكِ مثلي؛لأنكِ ترمين نفسكِ في قعرٍ دون أن يمدّ شخصٌ غيري يداه،أنتِ تغرقين هناك وأنا أُناجي هنا بيدٍ مبتورة إثر سكينِ غيابك،أتعرفين؟كبرتُ عشرين عامًا في غصون خمسة أشهُر،واجهت العالم بطريقةٍ باردة، وأكملتُ النوم في كلِ مرةٍ رأيتُ فيها كابوسًا مفزعًا يريد قتلي،كنتُ لوحدي بعيدًا عن رأسي المجروح،وأنا من اخترت أن أكون كذلك.
على الهامش:
كنتُ أعرف بضجركِ بقدر معرفتكِ بحنيّتي وانتظاري،ولهذا السبب تحديدًا غادرتكِ وتركت مابين ترائبي معكِ،ماكنتُ لِأبقى في مكانٍ يرفضني _وإن لم أرغب بغيره_صدقيني أنّكِ ستشعرين في هذا الحب،ولكن حين يستحيل الوصول إلي.
_آمنة محمد