ليحيى السنوار حكاية فريدة، سطَّر فيها اسمه في كتاب الخالدين، فنحن أمام رجل استثنائي ولد لكي يكون مقاتلًا اسطوريًا بكل ما تعنيه الكلمة، فقد خاض السنوار غمار التحدي والصعاب، ومر طوال حياته بتجربة تجلت في المساهمة الفعالة بتأسيس حركة المقاومة الإسلامية بغزة في القرن الماضي، ثم وجد نفسه في سجون الاحتلال طيلة عقدين، قرأ فيها طبيعة العدو الإسرائيلي وتركيبته السياسية والفكرية والشعبية وتعلم اللغة العبرية، وألف العديد من الكتب والروايات، وتعد رواية "الشوك والقرنفل" من أبرز مؤلفاته التي تروي قصة النضال الفلسطيني، وحين خرج من الأسر (محرَّرا بسطوة المقاومة التي عشقها)، عاد يتقدَّم الصفوف ليفاجئ المحبين والأعداء مرّة إثر مرّة بتصدُّره لمعارك بطولية عديدة أخرها كانت معركة "طوفان الأقصى " التي أذهلت العالم بأسره، وأدخلت الغزاة الصهاينة في حالة من البؤس لم يعرفوها في تاريخهم.
هذه السيرة الرائعة لم يكن لها أن تُتوج بغير الشهادة، والشهادة هنا كانت بعد مشاهد بطولية نسفت روايات الاحتلال، وسجلت أسطورة البطل الاستثنائي الذي لا يعرف الخوف، بطلًا حمل سلاحه وتقدّم الصفوف بين رجاله مقبلًا غير مدبر مدافعًا عن أرضه وشعبه، لابسًا جعبته متسلحًا ببندقيته، لم يختبأ في نفق تحت الأرض ولم يتخذ الأسرى دروعا بشرية كما إدعي صهاينة العرب وإعلامهم المنحط، فاستشهد السنوار كفارسًا اسطوريًا قل أن نجد له مثيل، استشهد وهو يقاتل بكل جسارة حتى الرمق الأخير كما ظهر في لقطات الفيديو كمشهد سينمائي ظهر للعالم أجمع صورة ملثم قاتل وحيدًا حتى الرمق الأخير دون أن يرفع راية بيضاء، فأصبح سيد طوفان الأقصى، وشكل نموذجًا فريدًا لبطل ملهم أسطوري عابر للزمان والمكان، فقد كانت لحظة موته هي البداية له لا الفناء، كيف لا وهو ارتقى شهيدًا في سبيل الله كما أراد فقد قالها يوما أنه يخشى الموت على الفراش مثل البعير أو بجلطة دماغية أو بحوداث طرقات لكنه لا يخاف من الموت في سبيل الله وهو يقاتل أعداء الأمة والإنسانية، والله إنها لنعمةٌ كبيرة أن تلقى الله كما يُحِبُّ وكما تُحِبُّ، و أن تكون نهايتك الدنيوية بدايةً لخلودك الأبدي، أن تلفظ أنفاسك بين من شاركوك مسيرة الألم والأمل، و أن تقول بلسانك ما تُصَدقُه دماؤك.
رحل السنوار رحيل يليق بقائد عظيم في صورة فريدة نسفت كل آمال العدو الصهيوني وتطلعاته لنهاية يحيى السنوار، أرادوه أسيرًا في مشهد إذلال وتشفٍّ، أو قتيلًا في نفق أو بين المدنيين أو في خيام النازحين ومراكز الإيواء، بيد أنّ الصورة التي نشرها جنود الاحتلال لغرض التفاخر والاستعراض كشفت عن قائد فريد ملهم أسطوري، فحق لفلسطين والأمة الإسلامية أن تَفخَر بهذا البطل الإستثنائي وللأجيال القادمة أن تحمل رسالته ورسالة من سبقوه حتى يكون النصر العظيم، ذلك النصر الذي نؤمن به، لأنه وعْد الله الحق.
فاح عبق شهادته في الآفاق وملأت نواحي الأرض صورة ميلاد أسطورة ستتناقلها الأجيال في كل ركن من أركان المعمورة، وستدرس سيرته في الأكاديميات العسكرية لبطل حارب طائرة بعصا بكل شجاعة واستبسال؛ ليظل حيا في ذاكرة التاريخ والشعوب، حاضرا في عمق القضية الفلسـطينية، وفي ميدان المقـاومة كأيقونة عظيمة لا يتكرر، جسد في مسيرته روح التضحية والفداء، وسطر في وجه الاحتلال الإسرائيلي بطولة فريدة واستثنائية ملهمة للأجيال وخالدة في الذاكرة وإلى الأبد، فسلام الله عليك يا أبا إبراهيم وعلى من سبقوك في درب الشهادة، وعلى من ينتظرون ولن يبدِّلوا تبديلًا.
وتواقون للمشاركة العسكرية البرية المباشرة إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.
عام مضى حوّل القضية الفلسطينية من قضية عربية منسية، الى قضية البشرية جمعاء، وأكد أنها قضية لا تموت طالما أن أجيال وأفواج المقاومة تبذل الدماء على طريق القدس، وخاصة إذا كانت تلك الدماء هي دماء قاداتها العظماء، كدم الشهيد المجاهد إسماعيل هنية ودم شهيد الإسلام والإنسانية حسن نصر الله- رضوان الله عليه، وغيرها من دماء الشهداء الطاهرة الزكية التي ارتقت على طريق القدس، وستشكل وقودًا للمقاومة الفلسطينية واليمنية واللبنانية والعراقية والسورية والإيرانية الآتي يسطرنَّ اليوم ملاحم من البطولة الأسطورية في التصدي للعدو الاسرائيلي والأمريكي، وهي مستمرة الى أن يحين موعد الصلاة في المسجد الأقصى محررًا بقبادة قائد الأمة السيد عبدالملك الحوثي بإذن الله.
عام مضى على أعظم ملحمة في التاريخ عملية طوفان الأقصى" يوم السابع من أكتوبر" الذي يعد يوم فاصل في التاريخ، يوم لايمكن نسيانه أبدًا من الذاكرة الإنسانية؛ لأنه اليوم الذي سقطت فيه أكذوبة وأسطورة الكيان الإسرائيلي اللقيط الذي قام على الأكاذيب والخزعبلات والخرافات، هذا اليوم المجيد الذي داس فيه الفلسطينيون بكل عنفوان وجبروت على غطرسة وعنجهية ووحشية الإحتلال الإسرائيلي المهزوم.
عام مضى على أقدس معركة كوماندوز في تاريخنا المعاصر، ففي الوقت الذي أوشك العالم أن ينسى فيه قضية فلسطين، وأرادت قوى الطغيان أن تطوي صفحة الشعب الفلسطيني إلى الأبد، أطلقت حماس عملية طوفان الأقصى لتهزّ العالم، ولتكسر شوكة الاحتلال الصهيوني، وما لبثت أن لفتت الأنظار، وجذبت الأنصار، وحرّكت قوى المقاومة من حولها، برغم حالة التيه والخنوع التي تعيشها معظم الشعوب العربية والإسلامية نتيجة تسلّط الأنظمة العميلة على رقابها، إلا أن الموقف اليمني المشرف الأسطوري كان ضربا من الخيال أرعب الأعداء وأذهل العالم في زمن الخاذل والخنوع العربي الإسلامي، فهذا الموقف المشرف لم يكن ليتحقق لو لم يتحرر الشعب اليمني في العام 2014م، من الوصاية والهيمنة الخارجية التي ظلّت تمارسها عليه قوى الهيمنة بقيادة أمريكا وإسرائيل كغيره من بلدان المنطقة والعالم، لم يكن التآمر على الشعب والقضية الفلسطينية، وليد اللحظة وإنما بدأ منذ عقود في إطار مخطط غربي صهيوني لزرع هذا الكيان المتوحش في جسد الأمة بالتواطؤ مع بعض القادة والزعماء العرب الذين عملوا على تثبيط شعوب الأمة وإفشال أي مساعٍ لتوحيد الصف العربي في مواجهة الكيان الصهيوني، وكذا المساهمة في جعل القضية الفلسطينية من القضايا الثانوية وصولا إلى محاولة تصفيتها بشكل كامل، وتحوّل حكام معظم الدول العربية والإسلامية الخانعة إلى عصابات مستبدة، تجردت من الإنسانية وتنصّلت عن القيام بالمسؤولية، وباتت مهمتهم الوحيدة تنفيذ أجندة قوى الاستعمار والاستكبار في إخضاع الشعوب وتركيعها وتدجينها، لتكون مسلوبة القرار والإرادة، حيت تقوم تلك الحكومات والأنظمة العميلة بمنع شعوبها حتى من تسيير المظاهرات الاحتجاجية المنددة بما يرتكبه كيان العدو الصهيوني من جرائم يندى لها جبين الإنسانية في غزة.
عام مضى على معركة "طوفان الأقصى" التي قام العدو الصهيوني فيها بارتكاب كل أنواع جرائم الإبادة وأفظعها بحق أبناء غزة والأراضي المحتلة في صورة لم يشهد لها التاريخ الإنساني مثيلًا، في ظل صمت مُقيت وخذلان مريب وتغاضٍ فاضح من قبل حكام الأنظمة العميلة، وفشل ذريع في أي تحرك يفضي لإيقاف آلة القتل الصهيونية، فبقدر ما أعادت عملية السابع من أكتوبر 2023م، للقضية الفلسطينية مركزيتها وجعلتها في صدارة القضايا إقليميًا ودوليًا، فإنها أحيت أيضًا روح المقاومة ووحّدت الفصائل الفلسطينية وعززت تلاحم محور المقاومة لمواصلة إفشال مشاريع العدو الصهيوني وتقديم المزيد من التضحيات لفضح المؤامرات الهادفة لتصفية هذه القضية. أفضت معركة "طوفان الأقصى"، الاستراتيجية إلى مسارين رئيسيين، تمثل الأول في وقوف محور المقاومة مع الشعب والقضية الفلسطينية وإسناده ودعمه للمقاومة في مواجهة الكيان الغاصب التي أثبتت الأحداث أنه أوهن من بيت العنكبوت.
عام مضى على أطول حرب يخوضها الكيان الإسرائيلي مع المقاومة الفلسطينية وجبهة في اليمن التي أعلنت عن فتح جبهة إسناد غزة في اليوم الثاني من معركة طوفان الأقصي في الثامن من أكتوبر، التي أوجبت على اليمنيين الوقوف بحزم مع فلسطين وقضيتها، وتقديم الدعم للشعب الفلسطيني ومقاومته لمواجهة كيان العدو الصهيوني، من منطلق المسؤولية الدينية والأخلاقية والإنسانية التي حملها الشعب اليمني رغم ما ترتب على ذلك من مخاطر وتهديدات، فدخلت القوات المسلحة اليمنية خط المواجهة المباشرة مع العدو الصهيوني، بعدما وجهت رسائل عدة للعدو الصهيوني الأمريكي لإيقاف جرائمه في غزة، لكنه لم يستجب، ما دفعها لتصعيد عملياتها بقصف "أم الرشراش" و"يافا"و"عسقلان" ودكهم بالصواريخ والمسيرات، الى جانب استهداف سفن العدو ومنع مرورها من البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، ولم تكتفِ اليمن بذلك بل صعّدت عملياتها في إطار معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس"، بإعلان قائد الأمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن القوات المسلحة ستظفر بسفن كيان العدو الصهيوني في المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط لتوسع بذلك نطاق الحصار البحري على الكيان الصهيوني،.
الشعب اليمني منذ السابع من أكتوبر وبدء "طوفان الأقصى" أحتشد في الشوارع وعبّر عن فرحته بانتصارات المقاومة معلنًا دعمه الشامل لشعب فلسطين ومقاومته، حيث تشهد شوارع اليمن مسيرات متواصلة أسبوعية لانضير لها في كل العالم بأمواج بشرية تزداد ضخامة وحماسة وعنفوان، لأننا في اليمن نؤمن بواحدية المعركة ووحدة المصير ، ومستعدون لأي تطور ميداني
المعلم ضمير والتلميذ أمانة، فإذا ضاع الضمير ضاعت الامانة! رسالتي للمعلم: استودعنا أبنائنا عندكم فلا تضيعوهم، اتقوا الله فيهم.
ورسالتي لوزارة التربية والتعليم: أعيدوا للمعلم هيبته وارفعوا مكانته وحلو مشاكله؛ كي يعود للعلم مهابته وللمدرسة احترامها وقيمتها ودورها التنويري في المجتمع، فإن الأمة التي لا تكرم وتقدر المعلم هي أمة متخلفة لا يمكن أن تتقدم وتنهض.
رحل السيد حسن و لكن نصر الله آتٍ لا محالة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وفاء الكبسي كتبت:
ترجل علم من أعلام الأمة وفارسها سماحة السيد حسن نصر الله شهيدًا عظيمًا وحكيمًا مستبصرًا، ملتحقًا بقوافل شهداء كربلاء النورانية الخالدة؛ لأنه آن الآوان لجسده الطاهر أن يستريح بعد مسيرة عطاء دامت أكثر من ثلاثين عام، ولكن رغم هذا فإن رحيله أفجع قلوبنا وأثكل كاهلنا، ولكن في ذات الوقت نحن نشعر بالفخر أن قاداتنا هم أبناء الميدان وفي مقدمة الصفوف المدافعة والمساندة عن الشعب الفلسطيني، كذلك نشعر بالفخر بإرثه المبارك بعشرات المجاهدين والكوادر العظيمة الذين تربوا على نهج سماحته على طريق الشهادة، فلا يظن العدو الإسرائيلي وقادته النازيين أنهم بإستهدافهم واغتيالهم لقادة المقاومة ورجالها العظماء ومنهم الشهيد القائد حسن نصرالله سيحققون نصرًا موهومًا يقضي على جذوة المقاومة والجهاد واستمرارها، فخلف السيد حسن نصرالله رجالًا أشداء حملوا الراية من بعده وسيكملون مسيرة جهاده نحو القدس.
السيد حسن نصرالله كان قائدًا شجاعًا مجاهدًا ملهمًا للشعب اليمني الحر في صموده وتصديه للعدوان وكان القدوة، فهو الحاضر في وجداننا بمآثره العظيمة، فلن ننسى مواقفه العظيمة ووقوفه ومساندته لنا عندما كان اليمن وحيدًا تخلى عنه كل العالم وكان كسيرًا يُضرب دون رحمة، فكان السيد حسن هو الوحيد الذي وقف مع مظلوميتنا ضد العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في عام 2015م، في خطابه المتفرد ثاني يوم العدوان الذي أدان فيه العدوان على اليمن وأكد أن مظلومية الشعب اليمني تشبه مظلومية كربلاء، فكان أول المدافعين عن مظلوميتنا لأنه تأثر بمايحدث في اليمن من إجرام همجي وحشي ، فلم تكن تخلو خطاباته من التأييد والإنحياز الكامل معنا، وقد أكد سماحته ذلك عندما قال في إحدى خطاباته أن أشرف وأعظم عمل فعله في حيلته هو خطابه المساند لليمن في ثاني يوم من العدوان، وقال:"أن وقوف حزب الله مع الشعب اليمني أهم وأرقى من مواجهتهم لإسرائيل في حرب تموز"، فلن ننسى أنه في الوقت الذي تنكر لنا العالم وتركونا بمفردنا في معركتنا مع العدوان وقف السيد حسن معنا بل وتمنى لو أنه جندي يقاتل تحت راية السيد القائد عبدالملك الحوثي -يحفظه الله، حيث قال بالحرف الواحد:" أنا خجول أنني لست مع المقاتلين اليمنيين في الساحل الغربي وأقول يا ليتني كنت معكم أقاتل تحت راية قائدكم الشجاع والحكيم وكل أخ من المقاومة يقول ذلك"، ولن ننسى كيف ذرف أحر الدموع حرقة على مظلوميتنا، بهذه المواقف العظيمة التي خلدها التاريخ ملأ قلوبنا نحن اليمنيون حبًا وعشقًا له، ولهذا فنحن لم ولن نبخل أبدًا في مناصرته والفداء له، ولكل من ساندهم ووقف إلى جانبهم في هذه المحنة الكبيرة على فلسطين والأمة الإسلامية، فها هي اليمن اليوم عن بكرة أبيها تتوشح الحزن والألم وتنكس أعلامها وتعلن حدادها وحزنها على رحيل هذا القائد العظيم الذي قل أن نجد له مثيل، فلن ننسى جل ماحيينا الصوت الإنساني الوحيد الذي وقف معنا في عالم بلا إنسانية.
انتقل السيد حسن نصر الله إلى جوار ربه وجده الإمام الحسين بعد أن تُوجت مسيرته الجهادية العظيمة التي سار فيها على خطى الأنبياء والأئمة العظماء، وقاد فيها حزبه من نصر عظيم إلى نصر أعظم في معارك الشرف والفداء، بخير ختام وهي الشهادة العظيمة في سبيل الله على طريق القدس وفلسطين، وبهذا المصاب الجلل أعزي السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في اسشهاد أخيه وسنده من شد الله به أزره وشاركه أمره وجمعهما طريق الحق ولم يثنيهما تكالب الأعداء، فكان سماحته للسيد عبدالملك نعم الأب الحنون كما أعزي شعبنا اليمني الصابر المجاهد، وكافة الأحرار والمستضعفين في العالم، و هي خاصة لعائلته الشريفة الصابرة، والأمة الإسلامية جمعاء.
وختامًا فإننا نعاهد الشهيد القائد حسن نصر الله وجميع الشهداء الذين التحقوا بموكبه الطاهر المقدس بأن دماءهم الزكية لن تذهب هدرًا، وبأنها ستتحول إلى بركان غضب تدق مضاجع العدو الإسرائيلي والأمريكي، فإن كان السيد حسن رحل فنصر الله آتٍ لامحالة، وإنّا من قاتلوكم لمنتقمون.
كسرنا رحيلك يا أبا هادي ، وهدنا الحزن على فراقك، ما أشدها من ليلة كئيبة حزينة أثقلت كاهلنا وأدمت فؤادنا.. استودعناك الله يا سيد الرجال والابطال، يا أسد الأمة الاسلامية وقائدها.. وداعا يا سيد الشهداء وحبيب الأمة.. نسأل الله أن يعصم قلوبنا ويجبر مصابنا😭💔
أي دم لنا سفكتم ، وأي كبد لنا فريتم، وأي روح لنا أزهقتم، هذا الدم ليس كأي دم، وهذا الكبد ليس كأي كبد؟!💔💔 استشهد حبيب قلوبنا السيد حسن نصرالله في هذه الغارة يوم أمس، والله أن هذه الدماء الطاهرة ستسوقكم يا أعداء الله وأنجس خلقه إلى النكال والزوال والإيام بيننا. هنيئا لك الشهادة يا سيدي
كلّ خيطٍ من خيوط هذا العلم حيكت من دماء الشهداء الأجداد والأباء والأبناء الذين دافعوا عنه بكل عزم وقوة وصلابة؛ لهذا سيظلّ علمنا اليمني خفاقًا عاليًا رغم أنف الأعداء ومرتزقتهم.
اليمن المحمدي في الربيع المحمدي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفاء الكبسي كتبت:
تحل علينا ذكرى المولد النبوي الشريف ونحن نعيش زمن التداعي كما أخبرنا الرسول الأعظم في قوله الكريم:" تتداعى عليكم الأمم"، ونعيش أيام من أيام الجاهلية التي هي أشد وأنكى من الجاهلية الأولى حيث فيها الظلم هو الرجولة والقتل والعدوان بطولة، واغتصاب المحصنات مهنة، وترويع الآمنين حرفة، والعُري نسكا وعبادة، والخرافة دينا، والقلوب قاسية كالحجارة وعذرًا للحجارة ألف عذر للحجارة، فالحجارة نصرت أبناء فلسطين، والعرب لم يقدموا شيئا لم تتحرك ضمائرهم لمآسي غزة، لم تتحرك لشلال الدماء التي سفكت والأعراض التي انتهكت والمدن والمخيمات التي قصفت ودمرت، ولم توقضهم من مواتهم الأشلاء المتناثرة الممزقة والمتعفنة والمتفحمة التي لم تجد من ينتشلها من بين الأنقاض ، ولم توقظ حميتهم غطرسة اليهود وغرور الصهاينة وتحدي الأقزام من الأمريكان، ولم تنهض نخوتهم أنات وصراخ اليتامى وعويل الثكالى، فقد بحت الحناجر وتفطرت القلوب و العرب نائمون تائهون متبلدون.
في زمن التخاذل والتطبيع يبقى الشعب اليمني متفردًا بارتباطه بالرسول الأعظم- صلى الله عليه وآله وسلم، وكما إلتف وبذل أجدادنا الأنصار من (الأوس والخزرج) دماءهم وأرواحهم لنصرة الإسلام، والدفاعِ عن رسول الأنام، ها نحن اليوم نسطَّر بمواقفنا الدفاع عن الإسلام ونصرة الرسول الأعظم سطورًا من نور ستظل تشع نورًا على هام التاريخ شامخة تلألأ على مر الأجيال القادمة إلى أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها، لأننا عرفنا أنَّ مصدر قوتنا ، وعزتنا هو التمسك بالدين الحنيف، والالتفاف حول نبيِّنا الأعظم، فخرجت أعظم أمة عسكرية عرفتها البشرية سيسجلها التاريخ جهادًا واسنادًا ودفاعًا عن الإسلام والمستضعفين المكلومين في غزة ومقاومتها الباسلة، برُغم تعرضنا لأَكْبَر عدوان وحصار كوني يشهَدُه العالَمُ اليومَ، ولكننا رُغم كل تلك التحديات نبقى السباقين في نصرة مظلومية الشعب الفلسطيني على مدى أحد عشر شهرًا حضورًا لافتًا أرعب العدو الإسراىيلي والأمريكي والبريطاني وأيقظ مضاجعهم، على طول البحار الأحمر والعربي والمتوسط والمحيط الهندي ، وعمق العدو الإسراىيلي في يافا المحتلة (المسماه إيلات)، ومازال القادم أعظم بمزيد من المفاجآت كما قال السيد القائد عبدالملك الحوثي-يحفظه الله في كلمته التدشينية للمولد النبوي:" الأعداء سيفاجئون في البر كما تفاجئوا بالبحر بتقنيات جديدة غير مسبوقة في التاريخ"، سنبقى نحن اليمنيون الرقم الأوحد الذي لا يضاهنا أحد نصرةً لمظلومية غزة، وسيظل اليمن المحمدي هو الأول والأرقى في التمسك بسبيل نبيه الأعظم جهادًا وسيرًا على نهج نبيه المحمدي، وبأن أرواحنا له الفداء، لن نخلف أو ننكث الوعد في نصرته ونصرة كل المستضعفين في الأرض.
سنحتفل بالمولد النبوي الشريف هذا العام بحفاوة لا نظير لها في العالم الإسْلَامي بأكمله، مجسّدين بذلك معنى كلامَ صاحب المناسبة الشريفة الذي قال ـ وهو من لا ينطق عن الهوى ـ: "الإيْمَانُ يمان، والحكمة يمانية"، احْتفَاءٌ تمتد جذوره المتينة إلى عُمق تأريخ الإسْلَام، إذ يمثل وفاءً مُستمراً لعهد الأجداد - "الأنصار"- الذين تحتفظ لهم سيرة النبي الأعظم بدور استثنائي، حاولت القوى الدخيلة على التاريخ والدين كالوهابية المقيتة طمس المولد النبوي الشريف وإغراقه بآلاف النصوص والفتاوى التي كفّرت الاحتفال بالمناسبة وجعلت منه بدعة، وحشدت كماً كَبيراً من الأعذار والتضليلات لفصل الأحفاد عن أجدادهم، ولفصل الإيْمَان عن اليمن، ولكن يأبى اللهُ إلا أن يُتِمَّ نورَه ولكره الكافرون.
سيحتفل اليمن المحمدي بالربيع المحمدي وسيوصلُ رسائلة القاصمةَ لظهر العدوّ الإسرائيلي والأمريكي وحلفائهم وأذانبهم بأننا أُمَّة محمدية نهجها محمدي سيرها محمدي، وستكون مواجهتنا لهم من خلال هذه المنهجية والمدرسة المتكاملة العظيمة التي لا يمكن أن تُغلب أبدًا مادام سليل بيت النبوة سبط الرسول الأعظم قائدنا يتلو علينا آيات النصر ويقودنا إلى النجاة في الدنيا والأخرة.
عذرًا رسول الله لحال العرب اليوم كيف تنكروا وجحدوا لكل ماجئت به، وعادوا للضلال والإفساد وجاهلية أشد وأنكى من الجاهلية الأولى، لدرجة أن عدونا عاث فينا قتلًا وخرابًا ، وحصارًا، وتجويعًا، فما خجلوا أو عادوا لصوابهم، بل إنهم صاروا رحماء معه وأشداء علينا.
عذرًا يا سيدي رسول الله لتخاذل العرب في حق أهلنا في غزة، فكلما أمعن العدو الإسرائيلي والأمريكي فيهم قتلًا وتدميرًا وحصارًا وتجويعًا قبلوا آياديهم الملطخة بدماء أهل غزة، وكانوا لهم عونًا يحرسونهم ويدافعون عنهم من صواريخنا ومسيراتنا وصواريخ محور المقاومة، وكأنهم أتخذوا الصهاينة والأمريكان ربٍّا من دون الله، فبئس العرب من إخوان.
عذرًا رسول الله أقدمه لكَ بدمع الحزن والقهر والألم والمظلومية العظيمة التي حلت على أهلنا في غزة، ولكني أخشى ياسيدي أن أعتذر منك كل سنة على تخاذل العرب، وحق لك ياسيدي ألا تقبل لي عذرًا في حق العرب.
لن أقول ليتك ياسيدي معنا وبيننا فأنت بالفعل معنا وحي فينا لم تغب عنا أو ترحل، وكأنك ياسيدي تقاتل معنا قائدًا وموجهًا، نراك في سبطك السيد القائد عبدالملك الحوثي -حفظه الله- الذي يقودنا إلى النصر والنجاة في الدنيا والأخرة.
ألف مبارك لأبنائنا الطلاب الناجحين والمتفوقين، وأقول للراسبين نتمنى لكم نجاح أوفر في هذا العام، وعليكم ألا تدعوا الرسوب يحبطكم فكل عقبة وفشل قد يأتي بعدها نجاح كبير بالإرادة والجد والعمل والمثابرة. ولكن الملفت لي اليوم أني قرأت منشورات عدة تحفز الطلاب الذين لم يحظوا بدرجات عالية أو الراسبين بأنهم سيكونون من أصحاب الشركات والثروة والشهرة في المستقبل!! هنا وجب التنبيه؛ ليكونوا حذرين ابنائنا الطلاب الأعزاء فالحصول على درجات سيئة أو متوسطة ليس ضمانا للنجاح الشخصي أو المهني، كما أن النتائج المدرسية الباهرة ليست المفتاح للمستقبل المزدهر، فالنجاح يرتبط بصفات كثيرة منها الصفات الشخصية والمثابرة والخبرة والعلاقات، وغيرها لذلك ليس كل متفوق غير ناجح في الحياة، ولا كل راسب ناجح في الحياة. المقصود عززوا الثقة بأبنائكم وادعموهم وسينجحون في حياتهم العلمية والعملية بإذن الله ودعكم من هذا الهراء.
ماذا لو حضر الإمام زيد- عليه السلام - اليوم، فأين سيكون؟! وهو القائل: "أأسكن وقد خولِف كتابُ الله تعالى، وتحوكِم إلى الجبت والطاغوت؟! .. والقائل: "والله ما كره قوم قط حَرَّ السيوف إلا ذلوا".
بالتأكيد سيكون في المقدمة، يقود معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس ضد هشام العصر ، ويلقي دروس الصمود، وينثر بذور العزة، ويتلو آيات الصبر والنصر. فهنيئا لنا اليوم ياشعب الإيمان والحكمة بحفيد الإمام زيد، بحليف القرآن لعصرنا هذا السيد المولى عبدالملك الحوثي -يحفظه الله.