"ألقيتُ نَظرِي إِلَى الوراءِ، فَوجَدتُ نَفْسِي مُتجمِّدةً أَمَامَ ذِكرياتٍ تَصفعُنِي كأَموَاجِ بَحر هَائِج، أَيُّ مَجزرةٍ تِلكَ الَّتِي خَرجتُ مِنهَا حَيَّة؟عَبرْتُ حُقُولَ النَّارِ، ورأَيْتُ أَحلَامًا تتحَطَّمُ وَوجُوهًا تَخذُلنِي، لكنَّني بقيتُ، واقِفَةً بَينَ الأَنقَاضِ، أَسْتَنشِقُ رَماد اللَّحظَاتِ، كانَ يَجِبُ أَنْ أَسقُطَ، لَكنَّنِي هُنَا، مُثقَلةً بِذاكِرةٍ لَا تَرْحمُ، كُلُّ خطْوةٍ أَخطُوها تَحْمِلُ صرخَاتِ الماضِي، وكُلُّ نفَسٍ يَخرجُ مِنْ صدْرِي يُذكِّرُنِي بِما كانَ يَجِبُ أَنْ يُنسَى، أَحيانًا أَسأَلُ نفْسِي: أَيُّ قُوَّةٍ دفعَتنِي لِلاِستِمرارِ؟ هَلْ هِي الحيَاةُ الَّتِي تَرفُض التَّخلِّي عَن ضحَايَاها، أَمْ مُعجِزَةٌ لَمْ أَطلُبهَا؟ خَرجتُ حيَّةً،لَكِنَّ مَا فقَدْتُهُ هُناكَ لَا يَعُودُ أَبدًا."