ولتشهَد الأيام أننا تمسّكنا بهم بكل ما أوتينا من قوة ، بكل ما أوتينا من حب ومن صبر ، فعلنا كل شيء كي يستمر الشعور الذي كان يجمعنا ،لكنهم أصرّوا على الخيانة ،أصرّوا على التخلي ، أصرّوا على الرحيل..
عندما تتوقف عن طلب الإهتمام من أحد فهذا يعني أنه لم يعُد يعني لك كما كان ، فالإهتمام مطلب لا يُطلب وهو الحلقة المفقودة في أكثر العلاقات ، وكثرة الإلحاح عليه من طرف يجعل الطرف يشعر بالملل وتبهت العلاقة ويخف الحب إن وُجد تدريجياً إلى أن ينتهي ، كن حذر ولا تملأ وقتك بالعلاقات المزيفة ، فالعلاقة الحقيقية تقوم على مبدأ الإهتمام والمشاركة والتبادل ، حاول أن تشغل وقتك ، فهناك من يملؤون فراغهم بالعبث بمشاعر الآخرين تحت مسمى الحب..
الكتابة لاترُد الغائبين.. لكن أريدك ان تعرف أنّني لستُ راضيًا عن كيف انتهينا.. لستُ غاضبًا!! كان كُلّ شيء مكتوبًا؛ الحُب قدر؛ الغياب قدر لا اجتهاد ولا حظ، وأنت تعرف أيضًا أنّني تركتُ الكثيرَ من الأشياء التي أحبُّها حتّى أبقى معك، كُنتُ أراك كُلّ أشيائي، وأنّي لا أندم على شيء فعلتهُ لأجلك.. أنا فقط مُتعب، مُتعب جدًا.... 🖤
رغمَ أنك خُذِلت فأنت قوي لستَ ضعيفاً ، قوي لأنك دفنتَ جميع المشاعر بداخلك ومضيت في الحياة بابتسامة تعلو ملامحك ، بينما كنتَ تحترق كانت تفوح منك رائحة السعادة أمام الآخرين ، تقبّلتَ الرحيل بهدوء وكأنكَ تخبرهم أن الدنيا لن تقف على وجودهم حولك ، حينَ سألوك إن كنت بخير كنت تخبرهم أنك في أحسن حال ، بدا الأمر وكأنك تخليتَ عن قطعة ثياب قديمة بينما حقيقةً أنك دفنتَ روحك عن العيش ، كنتَ تصرخ بصمت وتبكي بلا دموع ، تعبر دون كلمات وتمشي دون وجهة لكنك لم تضعف ، كنت قوياً حين ظنّ الجميع أنك ستسقط وأنت تثبت للجميع أنك تُحلّق عالياً..قوي أنت ولا تعلَم..
الحب الذي تحارب للحفاظ عليه ليس حباً ، فالحب يوجد بين قلبين ينبضان لبعضهما البعض ، يحزنان ، يفرحان ، لبعضهما البعض ، يُضحّيان في سبيل بعضهما البعض ، ويتمسّكان ببعضهما البعض ، لا يُسمى حباً الذي يعيش في قلب واحد ، يمكن أن نسمّيه إختلاط مشاعر ، لهفة عيش حكاية حب ، دقة قلب تبحث عن الحب ، لكنها لا تُدعى حب ، لا شيء يجلب معه الأسى يستحِق أن نطلق عليه حب ، لا شيء يحوّل بريق أعيننا لهالات سوداء وصفاء قلوبنا لوجع ، وبراءة مشاعرنا لندم ، يستحق منا أن نسميه حباً ، صرخات تُمزّق أحشاءنا نعجز عن إخراجها كي لا تشمت بنا عين حاقدة ، وجع يختبىء بلؤم بين أضلعنا خشية أن نواجه أنفسنا بحقيقة مشاعرنا التي لا وِجهة لها ، ضيق ودموع ورحيل وذكريات ، جميعها تخنقنا من قلوبنا تساهم في إندمال الجرح ، كلها تختبىء خلف حقيقة واحدة ..لم يكن ما نشعر به حباً..
البعض يستعصِي على النسيان كثيراً ، ولا يُضاف إلى قائمة الغائبين مهما حاولنا، ويبقى حاضراً في كل الأشياء حولنا, يبقى ما بقيَ العمر ، يتصل بنا بالروح ويكاد يكون نبض القلب..نعجز عن محاولة نسيانه ونوهِم أنفسنا بذلك ، ولا نوشك في لحظة حنين أن نفقد توازننا ، أن ننادي عليه ، وكأننا نراه حولنا في وجوه جميع العابرين..
خيانة الثقة موجعة..قاسية ، تُفقِدنا الثقة بكل الدنيا.. نصبِح نشُك في كل شيء يسير حولنا ، حتى ذلك الخيال الذي يتحرك معنا حين نتحرّك رُغمَ يقينُنا انه ..ظلّنا..!!
كل صعوبة أو خيبة أو حتى هزيمة واجهتكَ لم تكن صدفة عابرة في حياتك كل حزن وإنكسار وألم تشعر به في أعماقك كانت إشارة لتعيد بناء نفسك مهما سقطت أنت لست بضعيف ولا أقل من غيرك خلقت كاملاً مبدعاً نادراً مميزاً في كل حالاتك ، توازَن وانهض واكتشف تفاصيلك ، الله لايضعكَ بموقف يفوق قدرتك..
أعاني يا صديقي من ردة فعل قوية تفقدني السيطرة على نفسي ، أعجز عن تمالك أعصابي ، والأمور جميعها تفلت من يدي ، يجرحونني بشدة ويُبكونني بحرقة ، بخطئون بحقي مراراً ويُشيرون بأصابعهم أنني المخطئ دوماً ، أنني المذنب في كل شيء ، فقط لأنني لا أستطيع أن أصمت عن حقي ، أعجز عن إظهار ما لا أشعر وارتداء قناع الرضا المُزيف ، ردة فعلي تدمّرني ، نظرة منهم تستفزّني ، كلمة تثير غضبي ، فهمهم الخاطئ لحديثي يجعلني كالثور الهائج ، أثور وأغضب ، أرُد الصّاع صاعين ، فتنقلِب الأمور ضدي ، أذكر في ليلةٍ مضت أنني تعاركتُ مع أحدهم بسبب اتهامه لي بشيء لم أفعله ، بدأ جسدي يرتجف وقلبي يخفق مضطرباً والأرض تهتز من تحت قدمي ، وعلَت صرخاتي مدوّية كقنبلة انفجرت ، ومنذ ذلك اليوم ابتعد عني ، الجميع تركني ورحل ، أنا لا أصلح للعلاقات ، لقد فشلتُ في جعل أحد يحبني ، لم أؤذِ أحد لكنني أفقد السيطرة على نفسي ، أتدري أنني سرعان ما أهدأ وأنفجِر باكي ، أشعر بالندم لكنني أعود كما كنت ، ساعدني ماذا أفعل لأضبط ردة فعلي وأهذّبَها ، أشغر بغليان في صدري لماذا تُحدّق بي هكذا ؟ إياكَ أن تخبرني أنني مخطئ وتُحمّلني ما لا أطيق..
أن نشتاق إليهم لا يعني أبداً أن نعيدَهُم إلى حياتنا ، فالإشتياق شيء والعودة شيء آخر ، هما شيئان متضادان جداً ، علينا أن نتفهّم أن الوجع والإهمال حين يطرق القلوب يُخلّف وراءه فراقاً لا عودة بعده لكنه لا يمنعنا من الإشتياق ، نشتاق للرسائل فنعيد قراءتها ، نشتاق للأغاني فنستمع لها بدموع تملأ المقلتَين ، نشتاق لرائحة ما فنحضن آخر هدية منهم ، نشتاق لأماكن مشينا فيها يوماً فنذهب إليها بشوق ونعود منها بغصّة ، نشتاق لشخصهم فنستيقظ من أحلامنا غصب عنا ، ننظر لأنفسنا بالمرآة التي لطالما شهدت انهياراتنا ، نصرخ لأنفسنا : نحن نشتاق ونحِن ونبكي رحيلهم لكننا أبداً لا نريد عودتهم ، لكننا نشتاقهم جداً ، هناك عشرة وأيام لا تُنسى تبقى عالقة بأذهاننا ، نعجز عن مسحها ، لا نستطيع أن نمنع اشتياقنا لهم كلما انتفضَ القلب منا ، وانتثرت رائحة الحنين.
كانت الحياة ستبدو أجمل .. لو أننا كنا أكثر قابلية للفراق والرحيل،ولِإغلاق حكايا ملوثة لا تليق ببياض قلوبنا.. كانت ستبدو مطمئنة .. لو أننا كنّا لا نثق دائماً ، ولا ننسى دائماً ،ولا نصفح ونعود دائماً،لو أننا كنّا الطرف الأقسى في الحكاية التي أورثتنا الكثير من الوهن والعقد والندم ، لو أننا لم نحسن الظن بالآخرين،ورفضنا كل حقيقة لا تتناسب مع صورهم الجميلة في دواخلنا،ليتنا حافظنا على المسافة الآمنة بيننا وبينهم،لكننا اندفعنا إليهم وبقوة غير مبالين لنداءات عقلنا وانقباضة قلوبنا..
أدرك خباثة بعض البشر، وأتصنع الغباء والسذاجة، ليس ضعف مني لكن مخافة من الله أن أبطش بقساوة الرد، وأخشى على نفسي من الضرر والندم الذي قد يلحق بها، ولأجل منهم رضاهم فوق رضاي، وللسلام والهدوء الذي لجأت له من مدة طويلة، مايجعلني أصمت وأغض الطرف وأبتسم في وجه من لايتوانى عن طعن ظهري.
كانت الحياة ستبدو أجمل .. لو أننا كنا أكثر قابلية للفراق والرحيل،ولِإغلاق حكايا ملوثة لا تليق ببياض قلوبنا.. كانت ستبدو مطمئنة .. لو أننا كنّا لا نثق دائماً ، ولا ننسى دائماً ،ولا نصفح ونعود دائماً،لو أننا كنّا الطرف الأقسى في الحكاية التي أورثتنا الكثير من الوهن والعقد والندم ، لو أننا لم نحسن الظن بالآخرين،ورفضنا كل حقيقة لا تتناسب مع صورهم الجميلة في دواخلنا،ليتنا حافظنا على المسافة الآمنة بيننا وبينهم،لكننا اندفعنا إليهم وبقوة غير مبالين لنداءات عقلنا وانقباضة قلوبنا..
يقولون لو عاد معتذرا لذهب الجفا و ابتلت الروح وثبت الود ان شاء الله، ولكن أي روح تبتل بعد ذبولها ؟ وأي جفا يذهب بعد أن سقينا منه و ابتللنا به و جرى في عروقنا كالدم ! لا عفو ولا عذر لمن استغنى فإن استغنى فنحن عنه والله أغنى ، والله لو عاد محملا على كفوف من النّدم لن أسـامح .. 🖤