Смотреть в Telegram
الشيخ محمد بن صالح العثيمين / تفسير القرآن الكريم تفسير سورة آل عمران- تفسير الآية : (( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم ... )) . حفظ ثم قال الله تعالى: (( واعتصموا بحبل الله جميعا )) هذا داخل تحت قوله: (( يا أيها الذين آمنوا )) فهي معطوفة على (( اتقوا الله )) ، (( واعتصموا بحبل الله جميعا )) هنا قال: (( واعتصموا بحل الله جميعا )) وفيما سبق قال: (( ومن يعتصم بالله )) والاعتصام بالله الاعتماد عليه والتوكل عليه والاستعانة عليه والاعتصام بحبله أي بشرعه ، فحبل الله هو شرعه ، وسمي الشرع حبلا لأنه موصل إليه ، والحبل كما تعلمون يوصل إلى المقصود فإن الإنسان إذا أراد أن يشرب من البئر أدلى الدلو بماذا ؟ بالحبل، فحبل الله هو شرعه الموصل إليه كما يقال: حبل البئر الرشى الموصل إلى الماء ليستقي منه الساقي، وأضيف إلى الله عز وجل لأمرين، الأمر الأول أنه هو الذي وضعه سبحانه وتعالى، والأمر الثاني أنه موصل إليه، وقوله: (( جمعا )) حال من الواو في (( اعتصموا )) يعني اعتصموا كلكم لا يشد احد عن هذا الاعتصام ، (( ولا تفرقوا )) لا تفرقوا في أيش؟ في حبل الله كونوا جميعا تحت المظلة الشرعية لا يشد أحد منكم ولا تفرقوا أحزابا ولا أفرادا . (( واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم )) اذكروا بألسنتكم ، واذكروا بقلوبكم، الذكر بالقلب هو التذكر تذكر الإنسان حتى لو كان وحده ، لو كان وحده في بيته يتذكر الحال التي أشار الله تعالى إليها ، اذكروا أيضا بألسنتكم ثناء على الله بذلك وتحدثا بنعمته (( اذكروا نعمة الله عليكم )) والنعمة بمعنى العطاء والرزق، وهذه النعمة التي ذكر الله هنا وأمرنا أن نذكرها هي من أكبر النعم، ولهذا قال: (( إذ كنتم أعداء )) هذا محل أو بيان هذه النعمة (( إذ كنتم أعداء )) أي أن بعضكم عدو لبعض، ولاشك أنه مع العداوة لا يمكن أن تستقيم الأمة، فالعداوة كانت بينهم قبل الإسلام أزاله الله تعالى بالإسلام ، ومن ذلك ما كان بين قبائل العرب من قريش وهوازن وغيرهم، وما كان بين قبائل الأنصار بين أوس و خزرج حروب وفتن وعداوات وثأرات، شيء يعني إذا قرأه الإنسان في التاريخ يقول إن من أكبر نعم الله على العرب أن جاء بهذا الإسلام ، ولهذا ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الأنصار بذلك حين قسم غنائم حنين وكان رسول الله حكيما أعطى المؤلفة قلوبهم عطاء كثيرا حتى إنه يعطي للإنسان مائة ناقة فصار في قلوب بعض الأنصار شيء حتى إنهم قالوا وجد أصحابه فأعطاهم أو كلمة نحوها ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأمرهم أن يجتمعوا وأن لا يدخل معهم أحد اجتمعوا فجاء إليهم وذكرهم بنعمة الله عز وجل عليهم وقال لهم : ( ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي ؟ قالوا: الله ورسوله أمن، قال: ألم أجدكم عالة فأغناكم الله بي ؟ قالوا: الله ورسوله أمن، قال: أما أجدكم متفرقين فجمعكم الله بي؟ قالوا: الله ورسوله أمن ) كلما قال شيئا وذكرهم به اعترفوا بأن الله ورسوله أمن، ولكنه عليه الصلاة والسلام لما ذكرهم بفضله عليهم قال: ( لو شئتم لقلتم جئتنا طريدا فآويناك ) وذكر عليه الصلاة والسلام فضلهم عليه ثم قال: ( أما ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رحالكم لو لا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار الأنصار شعار والناس دثار ) حتى جعلوا بيكون وخضبوا لحاهم بدموعهم ـ رضي الله عنهم ـ واقتنعوا اقتناعا كاملا ، الشاهد من هذا أنه ذكرهم صلوات الله وسلامه عليهم أنهم كانوا متفرقين فجمعهم الله به وألفهم به ، ولهذا يذكر الله سبحانه وتعالى هؤلاء فقال: (( إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم )) ألف يعني جمع ومنه قولنا: ألف فلان كتابا يعني جمعه ، وقوله: (( بين قلوبكم )) ولم يقل: بينكم لأن الائتلاف في القلوب ، وهذا هو الذي عليه المدار ، ليس المدار الائتلاف بالأجسام ، كم من أمة ائتلفت بأجسامها لكن قلوبها متفرقة كما قال الله تعالى عن اليهود: (( تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى )) ولا فائدة من اجتماع الأبدان مع تفرق القلوب ، الفائدة باجتماع القلوب وتآلف القلوب ولو تباعدت الأبدان ، وكم من إنسان يكون بينك وبينه مودة والصداقة وهو بعيد عنك ، وكم من إنسان بالعكس تشعر بأنه ينافقك وأنه لا يكن لك محبة ولا صداقة ومع ذلك هو كالملازم لك كملازمة الظل ، فالشأن كل الشأن بماذا ؟ في القلوب ، ولهذا قال الله تعالى: (( فألف بين قلوبكم )) ، ومن الذي يستطيع أن يؤلف بين قلوب الناس ؟ الله سبحانه وتعالى ، الله عز وجل، لا أحد يستطيع أبدا، يقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (( لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم )) صحيح أن المال يؤلف ولهذا جعل الله تعالى للمؤلفة قلوبهم نصيبا من الزكاة وكان النبي صلى الله عليه وسلم يؤتي المؤلفة قلوبهم، لكن ثقوا أن ما كان مؤلفا لشيء فإنه سوف ينعدم تأليفه بأيش؟ بزال هذا الشيء وفقد هذا الشيء، لكن
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Бот для знакомств