تريد صلاح قلبك؟
خذ عني هذه النصائح:
١. اجعل لك وردًا ثابتًا من القرآن الكريم لا تتركه أبدا، ولو قُرّضت بالمقاريض.
٢. اختر الوقت المناسب لتلاوته؛ بحيث تكون صافي الذهن، خاشعًا مُقبلا على تدبّر معانيه.
وأفضل الأوقات ما كان في هدأة الليل قائمًا تصلي به، فإذا لم يتيسّر، فبعد صلاة الفجر وأذكار الصباح، فإذا لم يتيسر؛ ففي جلسة خلوة في المسجد بين المغرب والعشاء، ذلك الوقت الذي يغفل عنه الناس، ويصلح لاعتكاف القلب.
٣. يصعب أن تعيش مع القرآن وأنت أعجمي اللسان لا تفقه معانيه، ولا تدرك تراكيبه ومبانيه؛ لذا فاصحب معك تفسيرًا يسيرًا تدرك به روعة البيان القرآني، وأنصحك بتفسير الشيخ السعدي، فإذا أردت التوسّع نوعًا ما فتفسير ابن كثير، وفي الخواطر الظلال وتفسير الشيخ الشعراوي.
٤. اجعل لك خلوة مع ربك في جوف الليل، تبثّه التباريح والزفرات؛ ففي المناجاة قرب وصلة.
فإذا لم يتيسر؛ فلا تنم قبل أن تصلي ركعتين ثم تختمها بوتر، وقم ولو بعشر آيات تعتقك من حظيرة الغافلين.
٥. أقلل من العلائق التي تقطع السبيل إلى الله، وكل ما يكدّر صفو هذه العلاقة، واجعل لك شيئا من عزلة إذا ما شعرت بقسوة قلبك.
والانشغال بالأحداث والناس من أقسى ما يقسّي القلب ويحجبه عن مطالعة أنوار الرّبّ.
والخصومات والمعارك من أشدّها قساوة، وما أكثرها على هذا الفضاء.
٥. زر المقابر، وعُد المرضى في المستشفيات، واقرأ عن الموت والسكرات؛ فهذا كفيل بأن يجعلك تعطي الأمور أحجامها الحقيقية.
٦. تفقّد المنكوبين وأهل الابتلاء، ومدّ يد الإحسان للفقراء والمعدمين واليتامى والمحرومين، وما أكثرهم في بلادنا!
فمسحة على رأس يتيم؛ تذهب قسوة السنين.
٦. طالع سير الصالحين النجباء من سلف هذه الأمّة فهم القدوات الباقيات، وخير ما يُطالع فيه = سيرة خير الورى محمد صلى الله عليه وسلم.. فهاك سيرة ابن هشام أو الرحيق المختوم، وهاك سير أعلام النبلاء أو صفة الصفوة.
٧. تعلّم العلم لتعمل لا لتجادل وتماري وتظهر؛ فالله الله في النوايا والخبايا.
٨. كن مع صحبة صالحة تُذكّرك إذا نسيت، وترشدك إذا غويت، وتعلّمك إذا جهلت، وتنصحك عند الحاجة، وتسامرك إذا مللت.
وإياك وكثرة الخلطة؛ فإنها تعيدك إلى المربع الأول الذي منه هربت، ولكن خذ منها على قدر ما يدفع عنك السآمة، وينشّطك للعَود.
٩. الدعاء الدعاء وطول السجود وكثرة النوافل وطول المُكث في المساجد.
١٠. اجعل لك خبيئة حسنة لا يعلمها إلا الله.. لا زوجك ولا صديقك المُقرّب ولا خاصّة أهلك.
١١. ولا يتم لك أمرك هذا حتى تكون لَهِجًا بذكر الله ففي الحديث ( ما عمل آدميٌّ عملا أنجى له من عذاب الله يوم القيامة من ذكر الله)
١٢. الحلال الطيّب خير ما يصلح القلوب، ويرفع الدعوات، ويقيل العثرات، ويكشف الكربات.
هذا ما تيسّر إعداده، وتهيّأ إيراده.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
محمد عبده المنزلاوي