مَنْ أَنتَ، يا أَنا؟ في الطريقِ
اثنانِ نَحْنُ، وفي القيامة واحدٌ.
خُذْني إلى ضوء التلاشي كي أَرى
صَيْرُورتي في صُورَتي الأُخرى. فَمَنْ
سأكون بعدَكَ، يا أَنا؟ جَسَدي
ورائي أم أَمامَكَ؟ مَنْ أَنا يا
أَنت؟ كَوِّنِّي كما كَوَّنْتُكَ، ادْهَنِّي
بزيت اللوز، كَلِّلني بتاج الأرز.
واحملني من الوادي إلى أَبديّةٍ
بيضاءَ. عَلِّمني الحياةَ على طريقتِكَ،
اختَبِرْني ذَرَّةً في العالم العُلْوِيِّ .
ساعِدْني على ضَجَر الخلود، وكُنْ
رحيماً حين تجرحني وتبزغ من
شراييني الورودُ..
— محمود درويش