هل خطر على بالك مرة أن تطلب من الله أن يكفي النّاس شرّك؟ ربما ولا مرة ! لأن كلنا نخاف من شر النّاس علينا، ولم نخف مرة على النّاس من شرّنا نعامل أنفسنا وكأننا بلا خطأ، بلا سوء، بلا شر وهذه مشاعر خادعة، بل قد تساوي الكبر .. النبي صلى الله عليه وسلم نبهنا في الحديث .. وأمرنا أن نقول إذا خرجنا من بيوتنا لنعامل النّاس. .. أن نقول : اللهم إنّي أعوذ بك أن (أزل) أو أُزل أو (أضل) أو أُضل، أو (أظلم) أو أُظلم، أو (أجهل) أو يُجهل عليّ.
فلنعترف أننا أحيانًا نزل و نضل، ونظلم الآخرين ونجهل عليهم.
"إنّ من الذّنوب ذنوبًا هي سبب المحن والمصائب ولا يصلح الله حياة المؤمن إلّا لمّا يتركها كلّها ويجتثّها من جذورها ويقتلع بذرتها؛ وهي تلك الّتي تصغر في عينه هو فتكبر في عين الله، فيرسل إليه تعالى في أوّل الأمر عقوبة وتحذيرًا فيترك بعضها، ثمّ يعود إليها فتصغر في عينه أكثر فتكبر في عين الله أكثر فيرسل إليه تعالى عقوبة أكبر وإنذارًا أشدّ فيترك بعضًا أكبر، ولا يزال الأمر هكذا حتّى يشتدّ غضب الله فيغلق أمامه جميع السّبل ويضطرّه إلى أضيقها؛ وهنالك يسلّم هو لله تسليمًا ويتوب التّوبة الكاملة التي يريدها الله، وهنالك يعتقه الله ويقرّبه الله ويسعده الله؛ (حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)."