"إنّ من الذّنوب ذنوبًا هي سبب المحن والمصائب ولا يصلح الله حياة المؤمن إلّا لمّا يتركها كلّها ويجتثّها من جذورها ويقتلع بذرتها؛ وهي تلك الّتي تصغر في عينه هو فتكبر في عين الله، فيرسل إليه تعالى في أوّل الأمر عقوبة وتحذيرًا فيترك بعضها، ثمّ يعود إليها فتصغر في عينه أكثر فتكبر في عين الله أكثر فيرسل إليه تعالى عقوبة أكبر وإنذارًا أشدّ فيترك بعضًا أكبر، ولا يزال الأمر هكذا حتّى يشتدّ غضب الله فيغلق أمامه جميع السّبل ويضطرّه إلى أضيقها؛ وهنالك يسلّم هو لله تسليمًا ويتوب التّوبة الكاملة التي يريدها الله، وهنالك يعتقه الله ويقرّبه الله ويسعده الله؛ (حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)."
-أبو عبد الرحمن الخياري.