🌴 بسم الله الرحمن الرحيم 🌴 *📋 #فتاوى_نصية ✍🏻* *🎙️ أجــــــاب عــنـه 🔷️ أبو يوسف نجيب بن عبده بن قاسم الأحمدي الشرعبي حفظه الله، وغفر الله له ولوالديه، وللمؤمنين والمؤمنات، ونفع به الإسلام والمسلمين 🔶* 🔸 السؤال🔸 هل من السنة في القراءة في صلاة المغرب أن تقرأ فيها من قصار المفصل أم من طوال المفصل؟ وصلاة الظهر هل تقرأ فيها من طوال المفصل أم من وسط المفصل؛ لأن النووي عليه رحمه الله قال: تقرأ فيها - أي صلاة الظهر - من طوال المفصل، هل هذا صحيح؟ 🔹 الجواب 🔹 أما هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في القراءة في صلاتي الظهر والمغرب فقد كان يتراوح بين التطويل والتخفيف. قال أبو سعيد رضي الله عنه: «كانت صلاة الظهر تقام، فينطلق أحدنا إلى البقيع، فيقضي حاجته، ثم يأتي أهله فيتوضأ، ثم يرجع إلى المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الركعة الأولى. رواه مسلم (رقم: ٤٥٤). وفي رواية: ثم يأتي ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الركعة الأولى مما يطولها. وقال رضي الله عنه أيضًا: «كنا نحزر قيام رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الظهر والعصر، فحزرنا قيامه في الركعتين الأوليين من الظهر قدر قراءة الٓم تنزيل السجدة، وحزرنا قيامه في الأخريين قدر النصف من ذلك... الحديث. رواه أيضًا مسلم (رقم: ٤٥٢). وربما اقتصر أحيانًا على الفاتحة في الأخريين منها، كما في الصحيحين عن أبي قتادة رضي الله عنه: «أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يقرأ في الركعتين الأوليين من الظهر والعصر، بفاتحة الكتاب وسورة ويسمعنا الآية أحيانًا، ويقرأ في الركعتين الأخريين بفاتحة الكتاب». وفي رواية: ويطول في الركعة الأولى ما لا يطول في الركعة الثانية. وربما قرأ من وسط المفصل، وهو من سورة النبإ إلى سورة الليل، على المشهور. فأخرج مسلم (رقم: ٤٦٠) عن جابر بن سمرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يقرأ في الظهر بـ :{سبح اسم ربك الأعلى} [الأعلى: ١]، وفي الصبح بأطول من ذلك. وأخرج عنه أيضًا (رقم: ٤٥٩)، قال: كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقرأ في الظهر بـ: {الليل إذا يغشى}، وفي العصر نحو ذلك، وفي الصبح أطول من ذلك. وأخرج ابن خزيمة (رقم: ٥١٢) - ومن طريقه الضياء في "المختارة"(ج٧/ص: ١١٦)(رقم: ٢٥٤٠) - عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أنهم كانوا «يسمعون منه النغمة في الظهر بـ: {سبح اسم ربك الأعلى} [الأعلى: ١٩]، و{هل أتاك حديث الغاشية} [الغاشية: ٢٦]. وصحح الألباني رحمه الله في "أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم"(ج٢/ص: ٤٦٢) إسناده على شرط مسلم. وأخرج البزار (رقم: ٧٢٦٢) عن أنس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يقرأ في الظهر والعصر بـ {سبح اسم ربك الأعلى} [الأعلى: ١٩]، و{هل أتاك حديث الغاشية} [الغاشية: ٢٦]. وهو في "الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين"(رقم: ٧١). وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يقرأ في الظهر والعصر: {والسماء ذات البروج}، {والسماء والطارق}، وشبهها. والحديث في "الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين"(رقم: ٢٠٠). وكان ربما خفف القراءة فيها جدًّا، حتى قال ابن عباس رضي الله عنهما: لا أدري أكان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقرأ في الظهر والعصر أم لا». رواه أحمد (رقم: ٢٠٨٥، و٢٢٤٦، و٢٣٣٢)، وأبو داود (رقم: ٨٠٩)، وهو في "الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين"(رقم: ٥٩٣). وأما المغرب فقد كان صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقرأ فيها أحيانًا بقصار المفصل، وقصار المفصل من سورة الضحى إلى سورة الناس على المشهور. روى أحمد (رقم: ٧٩٩١، و٨٣٦٦، و١٠٨٨٢)، والنسائي (رقم: ٩٨٢) عن سليمان بن يسار، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: «ما صليت وراء أحد أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من فلان - قال سليمان: - كان يطيل الركعتين الأوليين من الظهر، ويخفف الأخريين، ويخفف العصر، ويقرأ في المغرب بقصار المفصل، ويقرأ في العشاء بوسط المفصل، ويقرأ في الصبح بطوال المفصل». وهو في "الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين"(رقم: ١٢٥٠). فكان صلى الله عليه وعلى آله وسلم يخفف في المغرب أحيانًا، حتى قال رافع بن خديج رضي الله عنه: «كنا نصلي المغرب مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فينصرف أحدنا، وإنه ليبصر مواقع نبله. متفق عليه. وربما أطال صلى الله عليه وعلى آله وسلم قليلًا، فأخرج ابن حبان (رقم: ١٨٣٥) عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «قرأ بهم في المغرب بـ: {الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله}. وربما قرأ من طوال المفصل، كما في الصحيحين من حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قرأ في المغرب بالطور.