Смотреть в Telegram
رَسمي البِلاد 𓂆 .
رَسمي البِلاد 𓂆 .
ألهي ،وسَيدي ، ومَولاي حَبستَ المَطرَ عَن بِلادكَ ؛لِتؤدب عِبادكَ فَأسألكَ يا حَليمًا ذا أنَاهُ يا مَن لا يَعرف خَلقهُ مِنهِ إلا الجُود إنّ تَسقيهُم السَاعة، الساعةَ السَاعة
يقُول مَالكُ بن دِينار :
'دَخلتُ البَصرةَ ، فَوجدتُ الناسَ قَد أجتمعوا فِي المَسجدِ الكبيرِ يدَعون اللّهَ لم يُغادروا المَسجدَ ، فَقلتُ لَهُم "مَا بَالكُم" ، فَقالوا "أمسَكتَ السماءَ ماءُها ، وجَفتَ الأنهارَ ،ونَحنُ نَدعو اللّهَ إنَّ يَسقينا" فَدخلتُ مَعهُم يُصلون الظُهر ويَدعون ثُم العَصر ويَدعون ثُم المَغرب ويَدعون والعِشاء ويَدعون ولا تَمطر السماءُ قَطرًة ، خَرجوا ولم يُستجب لَهُم ، يَقول أبنُ دينارِ ثُم ذَهب كُلُّ مِنهُم إلى دارهِ وقَعدتُ فِي المَسجدِ ولا دارَ لِي فَدخل رَجٌل أسود اللُون ، أفطس أي صَغير الأنف أبَجر أي كَبير البَطن عَليهِ خَرقتين سَتر عَورتهِ بِواحدًة وجَعل الأخُرى عَلى عَاتقهِ مِنْ شدةِ فَقرهِ ، فَصلى ركعتين ولَم يَطل ثُم ألتفتَ يَمينًا فيسارًا ؛لَيرى أحدًا فَلم يَراني ، فَرفع يديهِ إلى القَبلةِ وقَال "ألهي ،وسَيدي ، ومَولاي
حَبستَ المَطرَ عَن بِلادكَ ؛لِتؤدب عِبادكَ
فَأسألكَ يا حَليمًا ذا أنَاهُ
يا مَن لا يَعرف خَلقهُ مِنهِ إلا الجُود
إنّ تَسقيهُم السَاعة، الساعةَ السَاعة" يَقول مَالكَ فَما وَضع يَديهِ إلا وقَد أظلمتَ السماءَ وجاءتَ السُحبَ مِن كُلَّ مَكانٍ فَأمطرتَ ، فعَجبتُ مِن الرُجلِ ولم يَمضي إلا القليل فَخرج مِنْ المَسجدِ فَتبعتهُ فَظل يَمشي بَين الأزقةِ والدُروبِ حَتى دَخل دارهِ ،فَما وَجدتُ شيئًا أُعلم عَليهِ الدارِ إلا مَنْ طينةِ الأرضِ ، فَأخذتُ مِنها وجَعلتُ عَلى البابِ علامة ، فَلما طَلعتَ الشَمسَ تَتبعتُ الطُرقَ حَتى وصَلتُ إلى العلامةِ فَإذا هُو بَيتُ نَخاسِ يَبيع العَبيدَ ، فَوجدتُ الرَجلَ المَسُؤول عَنْهُم ، فَقلتُ لَهُ "أُريدُ إنّ أشتري مِنكَ عَبدًا " فإراني الطَويل والقَصير والوجِيه ،فَقلتُ "لا, أمّا عَندكَ غَير هَؤلاء " فَقال النَخاسُ "مَا عَندي غَير هَؤلاء للبيعِ " ، يَقُول مَالكُ وأنا خارُج مِن البيتِ وقَد يَئِسَتْ ، رأيتُ كوخًا مِن الخَشبِِ جِوارَ البابِ ، فَقلتُ "هَل فِي هَذا الكوخِ مِنْ أحدٍ "، فَقال النَخاسُ "مَنْ فِيه لا يَصلح ، أنتَ تُريد إنّ تشتري عَبدًا، ومَن فِي هَذا الكوخِ لا يَصُلح" ،فَقلتُ "دَعني أراهُ" فأخرجهُ لِي، فَلما رأيتهُ عَرفتهُ ، فَأذا هَو الرَجُل الذَي كَانْ يُصلي فِي المَسجدِ البارحةِ ، ومِنْ ثُم قُلتُ للنخاسِ "أرُيدُ إن أشتريهِ " ، فَأجَابنِّي " لَعلك تَقُول غَشني الرَجُل ، هَذا لا يَنفعُ فِي شيءٍ، هَذا لا يَصلحُ فِي شيءٍ " ،فأكدتُ لهُ بَرغبتي فِي شراءهِ ، فَزهد فِي ثَمنهِ فأعطاني إياه
فَلما أستقر بِي المَقامِ فِي بَيتي، رَفع العَبدُ رأسهُ إلي وقَال "يا سَيدي ، لِمَ أشتريتني !؟ "
Поделиться
Telegram Center
Канал
Присоед.