🌹#التدبر_التفاعلي (10)
🌹
سورة البقرة من الآية (19-20).
تتحدث الآيات عن نوع من الناس الذين يعيشون في ضياع واضطراب بسبب عدم استجابتهم لدعوة الله وتجاهلهم لهدي القرآن، وتُستخدم فيها تشبيهات دقيقة تهدف لإيصال صور ذهنية عميقة. دعونا نأخذ الآيات واحدة واحدة ونحاول تدبرها باستخدام أسلوب التأمل والسؤال.
---
الآية 19:
"
أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ ۚ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ"
التأمل:
تصف هذه الآية حالة نفسية يعيشها الإنسان المبتعد عن نور الله. فالله يشبه حالته بحالة من يقف في عاصفة قوية، بها ظلمات وأصوات مخيفة من الرعد ولمعات من البرق، تجعل من شدة خوفه يحاول عزل نفسه بوضع أصابعه في أذنيه، لكنه لا يستطيع الهروب. المعنى هنا يجسد حالة الاضطراب التي يعيشها الإنسان عندما يحاول الفرار من الحقيقة.
أسئلة للتدبر:
1. لماذا شبه الله حالهم كمن في عاصفة مظلمة؟ كيف تكون حياتهم كأنها عاصفة لا تهدأ؟
2. ما الذي يجعل الإنسان يغلق أذنيه عن الحق؟ كيف يكون الخوف مانعًا من سماع الحقيقة؟
3. لماذا نجد ذكر "وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ" في نهاية الآية؟ كيف يذكرنا هذا بقوة الله واحتوائه لكل شيء؟
تدبر تفاعلي: تخيل أنك في عاصفة شديدة، وسط ظلام مطبق، والرعد والبرق حولك. تشعر بالخوف وعدم القدرة على الهروب. فكر كيف قد يكون هذا شعور من يعيش في ظلام البعد عن الله، وكيف يتغير كل شيء عند العودة لنور الهداية.
---
الآية 20:
"
يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ ۖ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُم مَّشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"
التأمل:
تستكمل الآية وصف حالهم كمن يسير في ظلام ويعتمد على لمعات البرق ليهتدي، ولكنه يهتدي قليلًا ويضيع كثيرًا. فكلما أضاء البرق لهم، مشوا بضع خطوات، وإذا أظلم عليهم توقفوا. هذا يرمز لمن يرفض نور الله، فيبقى يتخبط في حياته بضع لحظات من الفرح يليها ظلام.
أسئلة للتدبر:
1. لماذا شبه الله حالتهم بأن البرق يكاد يخطف أبصارهم؟ كيف يمكن للشخص أن يتشتت بنور زائف أو محدود؟
2. ماذا يعني المشي عند إضاءة البرق والتوقف عند الظلام؟ كيف يصف هذا عدم الثبات والاستقرار في حياة هؤلاء الناس؟
3. كيف يؤثر علينا معرفة "وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ"؟ ما الدرس الذي نتعلمه حول قدرة الله ورحمته؟
تدبر تفاعلي: فكر في لحظات في حياتك حيث اعتمدت على شيء غير ثابت، أو مكان مؤقت للحصول على السعادة. تذكر كيف يمكن أن تكون هذه اللمحات زائلة مثل البرق، بينما نور الله مستمر ولا يخبو.
---
ممارسة التدبر التفاعلي للختم:
1. التأمل العميق: اجلس بهدوء واغلق عينيك وتخيل أنك في وسط العاصفة التي وصفتها الآيات. تخيل الظلام والخوف، ثم تخيل كيف يكون الشعور بالاطمئنان إذا ظهر نور ثابت.
2. طرح الأسئلة الداخلية: اسأل نفسك: هل أنا في عاصفة مشابهة في حياتي؟ هل أبحث عن نور مؤقت؟ أم أنني أستند إلى نور الله المستمر؟ كيف يمكنني أن أبتعد عن حالة التخبط وأسعى إلى الاستقرار؟
3. التعهد بالتغيير: قرر شيئًا عمليًا لتقوية علاقتك بالله والنور الذي يقدمه، سواء بالصلاة، أو التزام قراءة القرآن، أو عمل الخير.
✍️ د.إسماعيل السَّلْفي
للإشتراك
👇
https://t.center/nh607