🌹#التدبر_التفاعلي (5)
🌹سورة البقرة من الآية (٨-١٠)
لنتناول الآيات (8-10) من سورة البقرة عبر التأمل والتساؤل لكل آية على حدة، بحيث نستخلص معانيها ونستفيد منها في حياتنا العملية.
الآية ٨: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ1. التأمل في "يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ"
تساؤل: لماذا قد يدّعي بعض الناس الإيمان بالله وباليوم الآخر دون أن يكون إيمانهم حقيقيًا؟ هل هو رغبة في كسب قبول اجتماعي أو تحقيق مكاسب شخصية؟
تفكّر: هذه الآية تشير إلى وجود نوع من الناس الذين يظهرون الإيمان باللسان فقط، دون أن يكون له أثر في قلوبهم. ما الفرق بين الإيمان الظاهري والإيمان الحقيقي؟ وكيف يمكن لنا أن نتأكد أن إيماننا نابع من القلب وليس مجرد قول؟
2. التأمل في "وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ"
تساؤل: ما الذي يجعل الإنسان منافقًا في إيمانه؟ هل هو قلة الثقة أو الشك، أم هناك دوافع أخرى؟
تفكّر: إظهار الإيمان دون إيمان حقيقي يبعد الإنسان عن الله ويجرده من بركات الإيمان الصادق. كيف يمكننا التأكد من أن إيماننا عميق وصادق وغير مرتبط بالمظاهر؟
---
الآية ٩: يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ1. التأمل في "يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا"
تساؤل: ما معنى خداع الله؟ وهل يمكن لأحد أن يخدع الله فعليًا، أم أن هذا الخداع يكون خداعًا للنفس في الأصل؟
تفكّر: الذين يظهرون الإيمان كذبًا يظنون أنهم يخدعون الله والمؤمنين، لكن هذا خداع للنفس. كيف يمكن لنا أن نكون أكثر وضوحًا مع أنفسنا وننظف قلوبنا من أي خداع أو زيف؟ وهل نواجه في حياتنا مواقف نحاول فيها أن نخدع الآخرين بإظهار ما ليس في قلوبنا؟
2. التأمل في "وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ"
تساؤل: كيف يخدع الإنسان نفسه دون أن يشعر؟ وما هي الأمور التي قد تجعل الإنسان يفقد الوعي بحقيقة أفعاله؟
تفكّر: عندما يكذب الإنسان على نفسه ويزين لها، يفقد القدرة على رؤية الحقيقة، مما يؤدي إلى مزيد من الضلال. كيف يمكننا أن نكون يقظين لعدم الوقوع في خداع النفس؟ وكيف نقي أنفسنا من هذا النوع من الغفلة؟
--
الآية ١٠: فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ1. التأمل في "فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ"
تساؤل: ما هو "المرض" المقصود هنا؟ هل هو مرض الشك، أو الحسد، أو الكراهية؟ وما الذي يؤدي بالقلوب إلى الإصابة بمثل هذا المرض؟
تفكّر: المرض هنا إشارة إلى الصفات السيئة التي قد تتسلل إلى القلب وتبعده عن نور الإيمان. ما هي الأمراض التي قد تصيب قلوبنا وكيف يمكننا أن نحصنها منها؟
2. التأمل في "فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا"
تساؤل: لماذا يزيد الله المرض في قلوبهم؟ هل هذه الزيادة هي نتيجة استحقاقهم بسبب استمرارهم في الكذب والخداع؟
تفكّر: عندما يصر الإنسان على البعد عن الله والكذب على نفسه، يتفاقم مرضه ويزداد ضلاله. كيف يمكننا معالجة قلوبنا وتنقيتها من أي أمراض تؤدي إلى ضياعنا؟
3. التأمل في "وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ"
تساؤل: ما العلاقة بين الكذب والعذاب؟ وهل الكذب هنا يشير إلى الكذب على الناس فقط، أم أيضًا على الله والنفس؟
تفكّر: الكذب يؤدي إلى الهلاك والعذاب الأليم لأنه يحجب الإنسان عن الحق ويدفعه للعيش في عالم من الوهم. كيف يمكننا أن نكون صادقين تمامًا مع الله ومع أنفسنا، وأن نبتعد عن أي زيف أو خداع؟
ممارسة التدبر التفاعليلنجعل التدبر التفاعلي لهذه الآيات فرصة لإعادة النظر في صدق إيماننا وإخلاصنا، وذلك من خلال هذه الخطوات العملية:
1. مراجعة النوايا:
تأمل في نيتك عند القيام بالأعمال الدينية أو التعاملات اليومية. اسأل نفسك: هل أعمل هذا خالصًا لوجه الله؟ هل يظهر في سلوكي تناقض بين ما أظهره وما أخفيه؟
2. الصدق مع النفس:
حدد أمورًا قد تكون تخدع نفسك فيها، سواء في علاقاتك، أو طموحاتك، أو أهدافك. حاول أن تواجه حقيقتك دون زيف أو تزيين، وفكر في كيف يمكنك التغيير لتحقيق تطابق بين ظاهرك وباطنك.
3. معالجة أمراض القلب:
خصص وقتًا للتأمل في صفات قلبك وأخلاقك. اسأل نفسك: هل يوجد في قلبي حسد أو كراهية أو غرور؟ قم بكتابة قائمة بأخلاقيات إيجابية تتمنى تبنيها، واعمل على تطوير هذه الصفات يومًا بعد يوم.
4. الاستمرار في التوبة:
اجعل التوبة والاستغفار جزءًا أساسيًا من حياتك اليومية، وأعد نفسك بأن تكون أكثر صدقًا وإخلاصًا لله، وتجنب الزيف والخداع، سواء كان مع نفسك أو الآخرين.
بهذه الممارسة التفاعلية، نصبح أكثر وعيًا بحقيقة أنفسنا ونحقق اتساقًا داخليًا ينمي إيماننا ويقربنا من الله، بعيدًا عن زيف أو خداع.
✍️ د.إسماعيل السَّلْفي
للإشتراك
👇https://t.center/nh607