🌹#التدبر_التفاعلي (8)
🌹
سورة البقرة من الآية (14-16)
لنتناول الآيات (14-16) من سورة البقرة عبر التأمل والسؤال لكل آية على حدة، ونختم بممارسة تفاعلية تساعدنا على تطبيق معاني هذه الآيات في حياتنا.
الآية ١٤: وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ
تساؤل: لماذا يتظاهر بعض الناس بالإيمان أمام المؤمنين ويُظهرون نقيض ذلك حين يختلون بأشخاص آخرين؟ هل هو خوف من فقدان مكانتهم بين المؤمنين أم نتيجة عدم صدقهم الداخلي؟
تفكّر: هذه الآية تظهر حالة من النفاق والخداع، حيث يظهر هؤلاء الأشخاص الإيمان أمام المؤمنين، لكنهم حين ينفردون مع رفاقهم يكشفون عن حقيقة موقفهم. هل يوجد في حياتنا مواقف نخفي فيها حقيقتنا أو نجامل الآخرين على حساب صدقنا؟
---
الآية ١٥: اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ
تساؤل: كيف يكون استهزاء الله بهم؟ وما معنى أن الله يمدهم في طغيانهم؟
تفكّر: هذا النوع من "الاستهزاء" يعني أن الله يتركهم في ضلالهم ويزيدهم فيه كعقاب لهم. عندما يصر الإنسان على الانحراف رغم معرفته، يُترك ليزداد في طغيانه. كيف يمكن أن ننتبه إلى عدم الانغماس في أمور قد تقودنا بعيدًا عن طريق الحق؟
---
الآية ١٦: أُولَٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ
تساؤل: لماذا استخدم الله لفظ "اشتروا" هنا؟ وما هي الخسارة التي يواجهونها جراء اختيار الضلالة على الهدى؟
تفكّر: الله يشبه اختيارهم هذا بالتجارة الخاسرة، حيث ضحوا بالهدى ليحصلوا على الضلالة. هذا يعكس مدى الخسارة الفادحة التي يعاني منها من يستبدل الإيمان بالضلال. كيف يمكننا أن نكون على وعي بخياراتنا، ونتجنب القرارات التي قد تضر بعلاقتنا بالله؟
---
ممارسة التدبر التفاعلي
لنجعل هذه الآيات فرصة لتعميق الصدق مع النفس وتجنب الخداع والنفاق في حياتنا:
1. التفكّر في الصدق الداخلي: اسأل نفسك إن كانت هناك مواقف تتظاهر فيها بشيء أمام الآخرين وأنت في داخلك تخفي شيئًا آخر. أعد تقييم نيتك، وحاول أن تجعل تصرفاتك متطابقة مع قناعاتك الصادقة.
2. مراجعة خياراتك: فكر في قراراتك الأخيرة واسأل نفسك: هل كانت هذه القرارات تقربني من الهدى أم تدفعني نحو الضلال؟ هذه المراجعة تساعدك على إعادة توجيه نفسك نحو الصواب.
3. الاستغفار عن الخطأ والتوبة: اجعل الاستغفار عادة يومية، واطلب من الله أن ينقي قلبك من أي ضلال أو خداع للنفس، واسأله أن يرزقك البصيرة لتكون قراراتك دائمًا مبنية على الهدى.
-
بهذه الخطوات، نصبح أكثر وعيًا بنقاء نوايانا، ونقترب من صدق حقيقي يعبر عن قلوبنا بعيدًا عن المجاملة والخداع، فنحقق علاقة أعمق مع الله ومع أنفسنا.
✍️ د.إسماعيل السَّلْفي
للإشتراك
👇
https://t.center/nh607