🌹#التدبر_التفاعلي (6)
🌹
سورة البقرة من الآية (11-12)
لنتناول الآيتين (11-12) من سورة البقرة عبر التأمل والتساؤل لكل آية على حدة، ونختم بممارسة تفاعلية تساعدنا على تطبيق معاني الآيات في حياتنا.
_
الآية ١١:
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ
1. التأمل في
"لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ"
تساؤل: ما المقصود بـ"
الإفساد في الأرض" هنا؟ هل يمكن أن يشمل التصرفات التي تضر بالمجتمع أو البيئة أو النفس؟
تفكّر: الإفساد في الأرض هو تجاوز حدود الله والإضرار بالنفس والآخرين، سواء كان هذا الفساد ماديًا أو أخلاقيًا. هل هناك تصرفات قد نقوم بها دون أن ندرك أنها تؤدي إلى إفساد؟ وكيف يمكننا الحذر من هذا الإفساد في سلوكنا؟
2. التأمل في "
قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ"
تساؤل: لماذا قد يبرر البعض أفعالهم بأنها إصلاح بينما هي في الحقيقة فساد؟ هل السبب جهل، أم محاولة لتبرير الذات؟
تفكّر: أحيانًا يظن الإنسان أن ما يقوم به هو للصالح العام، لكن دوافعه الخفية قد تكون شخصية أو ضارة بالآخرين. كيف يمكننا التمييز بين الإصلاح الحقيقي والإصلاح الزائف؟ وهل نسأل أنفسنا بصدق: هل نفعله من أجل الله أم لمصلحة خاصة؟
---
الآية ١٢:
أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ
1. التأمل في "
أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ"
تساؤل: كيف يمكن أن يكون الشخص مفسدًا دون أن يدرك؟ وما هي الأسباب التي تجعله يتغافل عن حقيقة أفعاله؟
تفكّر: هذه الآية تكشف أن الفساد قد لا يكون فقط في الأفعال، بل أيضًا في عدم الوعي بأثر تلك الأفعال. كيف يمكننا أن نراجع أفعالنا ونتأكد من تأثيرها الإيجابي أو السلبي على المجتمع والأرض؟
2. التأمل في
"وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ"
تساؤل: كيف يمكن للإنسان أن يعي نفسه ويزيد من شعوره بأفعاله؟ وما هي الطرق التي تساعد على تنمية هذا الشعور العميق؟
تفكّر: عدم الشعور بحقيقة الأمور قد يكون نتيجة الغرور أو الانشغال بالدنيا. كيف يمكننا أن نتجنب هذا التبلد ونحافظ على وعي مستمر يجعلنا نتجنب الإفساد ويعزز من وعينا بأثر أعمالنا؟
---
ممارسة التدبر التفاعلي
لنحول معاني هذه الآيات إلى خطوات عملية تساعدنا في تقويم سلوكنا وتعزيز وعينا، وذلك من خلال النقاط التالية:
1.
مراجعة الأفعال والتأثيرات:
خذ وقتًا لتفكر في تصرفاتك اليومية وتأمل في أثرها على من حولك وعلى البيئة. اسأل نفسك: هل هناك تصرفات أظن أنها عادية لكنها قد تكون ضارة؟ يمكن أن يشمل هذا الهدر، التبذير، أو السلوكيات التي تؤدي إلى أذى الغير بطريقة غير مباشرة.
2.
تحقيق الصدق الداخلي:
اكتب قائمة بالأفعال التي تعتبرها "إصلاحًا" في حياتك واسأل نفسك عن نواياك الحقيقية من خلفها. تأمل: هل هذه الأفعال تهدف فعلاً للإصلاح أم هناك دوافع خفية؟ هذا التمرين يساعدك على تقويم نواياك وجعلها صافية.
3.
طلب النصيحة والاستشارة:
تحدث مع أشخاص موثوقين واطلب منهم ملاحظاتهم عن بعض جوانب سلوكك. يمكن أن تساعد آراء الآخرين في كشف تصرفات قد لا تشعر بها أو تظنها إيجابية لكنها قد تكون ضارة. طلب الاستشارة يمنحك وعيًا أكبر وينمي إحساسك بتأثير أفعالك.
4.
التفكر في الأثر الطويل المدى:
قبل القيام بأي عمل، فكر في أثره على المدى البعيد، سواء على نفسك أو على مجتمعك. اسأل نفسك: هل هذا العمل سيساهم في بناء أو إفساد؟ هذه الطريقة تجعلك تفكر في العواقب وتجنبك الانجرار خلف الأفعال التي تؤدي إلى الفساد.
5.
التقرب إلى الله بالدعاء:
اسأل الله أن يرزقك الوعي والشعور الدائم بتأثير أفعالك، وأن ينقي نيتك ويجعلك من المصلحين. الدعاء يعين على تنقية القلب ويذكّرنا دائمًا بضرورة تحقيق الصدق الداخلي في كل ما نقوم به.
---
بهذه الخطوات، نكون قد حولنا التأمل في الآيات إلى ممارسة تفاعلية تساعدنا على تصحيح مسار حياتنا، وتجعلنا أكثر وعيًا بأثر أفعالنا ونوايانا، فيصبح الإصلاح نهجًا حقيقيًا صادقًا في حياتنا.
✍️ د.إسماعيل السَّلْفي
للإشتراك
👇
https://t.center/nh607