Смотреть в Telegram
في عصر المشتتات والمحيرات والملهيات والتقلبات ثَم مبدأ جليل في غاية الحكمة وهو (استقبال القبلة)! من أكثر ما يعاني منه الإنسان المعاصر فقدان التركيز وزحام المعلومات والأفكار...إنه يعيش غالبا حالة (التيه). هنا تأتي أهمية هذا السلوك الذكي الزكي(القبلة). يستيقظ من نومه فجرا فيؤمر بالصلاة، فيبحث عن القبلة لتكون صلاته صحيحة،، ما هذا؟ ذلك توجيه للبوصلة أول اليوم.. ثم تمضي عدة ساعات في شغل أو لهو أو لعب..فتزول الشمس فيقال: صل الظهر، فيستقبل القبلة مرة أخرى؛ ليعيد تحديد الوجهة... تمضي ساعات ويُمد الظل فيقال: صل العصر، فيستقبل القبلة ثالث مرة؛ ليضبط الاتجاه.. ساعات وتغرب الشمس فتأتي صلاة المغرب ليستقبل القبلة رابع مرة؛ لاستعادة التركيز. يمر وقت يسير فتأتي صلاة العشاء ليستقبل القبلة للمرة الخامسة! ليعيد توجيه الوجهة. تلك ممارسة يومية نافعة جدا لمن يعي،، وعادة تذكيرية مدهشة ومنبه يومي متكرر يعيد تنظيم برنامج الآدمي اليومي، وينتشله بين ساعة وأخرى من حالة الشتات الذهني والتذبذب العملي. استقبال القبلة تجديد للتوحيد في قلب العبد، وتطهير دوري له من عوارض الشرك، وتذكير دائب له بوجهته الصحيحة وهدفه السامي. حيث ما كان يجب أن يولي وجهه شطر المسجد الحرام؛ ليتذكر السماء والبيت المعمور والعرش العظيم وربه الكريم. ولكأن استقبال القبلة تدريب بدني مستمر يثمر تركيزا ذهنيا عاليا ينبه الغافل ويذكر الناسي ويعلم الجاهل ويدل الحيران. ربما يتناوشه شركاء متشاكسون وتوجهات متناقضة وشهوات متباينة فتأتي القبلة بين ساعة وأخرى لتؤدي عملها الإنقاذي الدوري لإخراج هذا الإنسان من اضطراب النفس إلى طمأنينتها وسكينتها. ربما تنتاب الشخص الهموم من هنا وهناك لتمزق فؤاده فتأتي القبلة لتجمع شمله وتهدئ من روعه. قد تفسد نية الإنسان أو ينحرف قصده فتجيء القبلة لتصحح المسار وتجدد الإخلاص. ومع أن الشارع الحكيم لم يجعل لتجسيم الماديات شأنا، إلا أنه جعل (الكعبة) حالة استثنائية! لتكون مركزا يعيد إحياء أهل الأرض وتذكيرهم بغاياتهم الكبرى وأهدافهم الذكية الزكية. من حيث خرجت، وأينما ذهبت، شرقت أو غربت... قف! تذكر أصلك، من أين جئت، لماذا أتيت؟ ماذا بعد الدنيا؟ القبلة مساعد رائع لك لتحسن الجواب عن الأسئلة الوجودية. لاحظ أن الحجر الأسعد الذي نزل من الجنة جزء من الكعبة التي هي القبلة! ماذا تفهم من ذلك؟؟ إن تولية الوجه شطر المسجد الحرام بمثابة العودة إلى حضن الأم الدافئ الذي ينسيك الهموم الأرضية، ومنها تعرج روحيا إلى ملكوت الرحمة والحنان حول العرش العظيم. وتدبر أيها اللبيب التصرفات التي تخص الكعبة فحسب! (تقبيل الحجر،استلام الركن،التعلق بالملتزم،الطواف) تجد أنها تلبية للأشواق الروحية إلى السماء،إلى الجنة،إلى الوطن القديم. إنها أفعال تشبع حاجة الإنسان الفطرية لبقية من أثر البيت المعمور والسقف المرفوع! وهذا من أسرار عدم الشعور بالغربة عند الكعبة، بل يخالط الزائر فيها شعور بأنه بين أهله وفي داره. وبما أن البشر لا يمكن أن يكونوا جميعا عند الكعبة دوما، فإن استقبال القبلة يؤدي شيئا من ذلك الدور، حيث يصل الإنسان إلى الكعبة روحيا وذهنيا، ويجعل حياته وحركته طوافا حول ما ترمز الكعبة إليه وهو(الأحدية الربانية). إن استقبال القبلة يوميا فرصة عظيمة لتقييم سلوكك اليومي وتقويمه، ووقاية من الاتجاه إلى الطريق المنحدرة، وأمان من الزيغ وتقلب الأفئدة والأبصار. وتفكر هنا في أن سيد المجالس ما استقبلت فيه القبلة، وأنه حتى في قضاء الحاجة ينتبه الإنسان إلى اتجاه القبلة فلا يستقبلها ولا يستدبرها! كل ذلك وأمثاله يبين لك بجلاء عظيم شأن القبلة، وأن استحضارها دوما أمر مقصود. إن القبلة حقا (قُبْلَة الحياة).
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Бот для знакомств