Смотреть в Telegram
البحث العلمي أحد أبرز مؤشرات نهضة المجتمع! إذا أردت تقييم بلد فانظر فورا في مستوى البحث العلمي والباحثين فيه! حسنا، نعود إلى البداية، حين أراد الله إظهار فضلنا للملائكة صنع شأنا علميا فعلم أبانا الأسماء كلها(وهي جذر العلم ومادته) فأذعنت الملائكة لتفوق آدم العلمي! ثم أهبط إلى الأرض موعودا بإتيان العلم إليه من لدن حكيم عليم، وانطلقت رحلة البشرية في الأرض وأمامها فرصة للعودة إلى السماء إذا اتبعت (العلم) الذي كان بضاعة الأنبياء وتركة الرسل! واستمرت الحياة على ذلك وبات فلاح الإنسان مرهون بموقفه وحظه من (العلم) ، ودامت الرفعة الحقة مرتبطة بالعلم والعلماء! وظل أولو الألباب يتذكرون دوما أن تشريفهم الأول أمام الملائكة تم عبر (العلم) فأفنوا حياتهم في ذلك ؛ حفاظا على العز القديم،وشوقا إلى مقعد الصدق الآتي. مصدر العلم الرئيسي (الوحي)وسبق الحديث عنه👆 وكذلك هناك أسلوب مهم لتحصيل المعرفة،ولحسن الحظ فهو مركوز في الفطرة البشرية، وهو(البحث العلمي). الإنسان منذ نعومة أظفاره باحث يسأل ويجرب كل ما يمكنه تجربته ليتعلم! لدى كل إنسان غريزة تسمى(الفضول) وتلك هي الدافع الأعمق للبحث العلمي. الفضول يحرك الآدمي عادة لينقب ويفتش ويبحث عن هذا الأمر أو ذاك.. الفضول يقيمه من فراشه ويخرجه من داره ويذهب به مذاهب شتى ليشبع تلك الرغبة الملحة(الفضول). إنه يجوع فيبحث عن الطعام ويعرى فيبحث عن اللباس وكذلك يسأل ويسأل ليحصل على إجابة. استمرار الشخص في البحث أمارة حياة وبارقة أمل ومبعث فأل.. إذ ذاك مؤشر على انتعاش روحه وحيوية عقله ونشاط بدنه! وتلك آية حياة الإنسان فردا وجماعة! الإنسان باحث بطبيعته، وما على المجتمع الراشد سوى المحافظة على تلك الهبة! وذلك لا يكون إلا في مساحة كافية من الحرية، وقدر وافر من الشجاعة الأدبية،واحترام بالغ للمعرفة والعارفين، وتشجيع متواصل لكل محاولة وفضول وتجربة واكتشاف،ثم تفعيل جاد لمخرجات البحث العلمي في واقع الناس، وصناعة مواءمة حقة بين البحث العلمي والتطبيق العملي. أن تعي كل المؤسسات التعليمية من الروضة إلى الجامعة أن من أعظم أدوارها: تشجيع فطرة البحث وتطويرها واستثمارها... وأن تدرك جميع المؤسسات التنفيذية أن جودة أدائها وتقدمها وتحسنها المستمر قائم على البحث العلمي الصادق. أن يواجه المجتمع مشكلاته بوضوح وشجاعة عبر باحثيه للوصول إلى حلول لمعضلاته، فلا تكون مراكز البحث معزولة عن المجتمع، ولا يكون المجتمع بمعزل عن ثمرات الباحثين. البحث حي يحب الحياة، وعملية ديناميكية تفاعلية مع حركة الأنفس والآفاق. إذا أردت النهوض بمجتمع فاصنع حركة بحثية دائبة تتجاوب مع الواقع تأثرا وتأثيرا ،تجيب عن سؤالاته،وتحل مشكلاته، بل وتبني مستقبله. البحث العلمي في جو حر كفيل بتمحيص الأفكار وغربلة المعلومات وإحقاق الحق ومحو الباطل. المجتمع الذي يتظاهر بمعرفة كل شيء، وليس بالإمكان أحسن مما كان،و كان آباؤنا.... مجتمع ميتٌ حكما،خارج حركة التاريخ.. لا جرم أن تغلبه المجتمعات الحية! البحث العلمي لذة غامرة أثناء الممارسة، ثم حلاوة أخرى حال الوصول إلى إضافة وتحقيق إبداع.. أرأيت الجائع يبحث عن طعام،والبردان يبحث عن دفء...كذلك الباحث تجده شديد الحرص على إشباع حاجته الفطرية المعرفية، غير أنه يستمتع وهو في الطريق، ولذا لا يتوقف عن البحث أبدا، كلما بلغ قمة التمس أخرى... إنها عملية مؤنسة للإنسان في رحلته القصيرة، فإذا استحضرنا كذلك سعة المسخرات وعظمة الكون اشتد فضولنا وعظمت أشواقنا إلى مزيد ومزيد من المعرفة مما يورثنا النهم الدائب في البحث العلمي. إن البحث العلمي لا يخص مراكز البحث أو الجامعات فحسب، بل كما نؤكد مرارا أن الكون كله معمل تجارب وفصل دراسة ومكتبة بحث. وكم يطربني حذاق المربين _وبعضهم حظه من المعرفة قليل_ إذ تراهم يقدمون للمجتمع باحثين مميزين عبر السؤالات والحوار الدائم في كل مكان أو زمان...على مائدة الطعام،في السيارة، في السفر، في السوق...على كل حال يثيرون في من حولهم شغف المعرفة والوله بالبحث والتوق إلى مزيد من العلم. إن علينا التفقد الدوري لأنفسنا ومن معنا والتساؤل دوما: ما الذي تبحثه؟ ما سؤالك؟ ما رأيك؟ ما الجديد لديك؟ ما المشكلة التي تسعى في حلها؟ ما المعضلة التي تمضي في تفكيكها؟ ...وهكذا دواليك لنضمن أننا لا زلنا على قيد الحياة! إن البحث العلمي ليس محصورا في ورقات علمية تدون،أو بحوث ترقية تكتب،،،، ذاك شكل من آلاف أشكال البحث العلمي.. البحث العلمي منهاج حياة وأسلوب عيش يتبناه أولو النهى في سائر جوانب حياتهم. إن البحث العلمي يشبه التسبيح من حيث التوافق مع الكون والانسجام مع الآفاق،
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Бот для знакомств