Смотреть в Telegram
من أعظم حاجات الإنسان: الأمن! ومن أعظم مشكلات الآدمي: الخوف! الأمن أساس مهم وأصل أصيل في طيب الحياة فرديا وجماعيا... وحين يأمن الإنسان على دمه وعرضه وأهله وماله ....فإنه في وضع نفسي صحيح يسمح بالحياة الحقة والإنتاج والتفاعل والإبداع والعطاء. حين هبطنا إلى الأرض أول مرة أوحى ربنا (المؤمن) أن سبيل الأمن هو اتباع الهدى النازل من فوق! وفي سياق آخر يبين لنا من أحق بالأمن؟ وأنه من آمن ب( المؤمن) سبحانه دون شرك! إذًا، فالأمن حالة نفسية مرتبطة بالسماء ابتداء لا بالأرض... معنى ذلك أن الإنسان كلما أخلد إلى الأرض واثاقل إلى الطين زادت مخاوفه، لأنه ركن إلى مكان غريب مؤقت عابر ...فمن الطبيعي أن يظل مضطربا خائفا وجلا في رعب دائم يأتيه الذعر من كل مكان.. إذ هو غريب الوجه واليد واللسان ... بينما حين تدخل السماء المعادلة ويتطلع القلب إلى الملأ الأعلى وتستحضر النفس أشواقها إلى ملكوت السماء حينذاك يختلف المشهد... كحال الرضيع وهو يشاهد أمه كيف يشعر بالحنان والسلام والأمان! المخاوف مرتبطة ابتداء بمستوانا الطيني، والأمن نابع من جانبنا الروحي العلوي، فإذا وكلنا الطين إلى ذاته أهلكته مخاوف الدنيا، أما إذا فعلنا الجانب الروحي فإننا نسبل على الإنسان لباس الطمأنينة والسكينة. فارق كبير بين ذهن محصور في هموم الدنيا الضيقة والأرض المؤقتة، وبين فكر يجول في الملكوت الأعلى! هنا الضيق وهناك السعة، هنا التقلب وهناك القرار، هنا الزوال وثَم الخلود. تلك مدركات تنفث الأمن في رُوع الشخص أيا كانت ظروفه، ومتى غابت افترست الإنسانَ المخاوفُ ولو كان في بروج مشيدة وحوله آلاف الحراسات المشددة.. قد تجد آلافا يحرسون بدنك، لكن من يحرس قلبك؟؟؟!!! إن الأمن شأن نفسي محض له آثاره في الخارج، لكن أساسه ومنطلقه ومبعثه هو (باطنك) وتدبر يا يا لبيب : وقذف في (قلوبهم) الرعب! ثم ارجع التدبر كرتين: هو الذي أنزل السكينة في (قلوب) المؤمنين... على المستوى الشخصي لا مناص من التحصن بما يربطك بالسماء،بما يذكرك بدار الأمن الأولى، بجناتك العتيقة، بأجنحة النور التي سجدت لك أول مرة ولا تزال تعينك وتحفك منتظرة بلهفة عودتك لتفتح لك أبواب السماء والجنة! لا بد من أن تحرس مشاعرك وتحمي أحاسيسك بتلك المعاني العلوية التي تنتشلك من أوحال المخاوف الطينية! الأمن ملتصق بشدة بالإيمان! لاحظ(اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان) حين تؤمن بالمعية الربانية والحراسة الملائكية ستأمن! آمن> تأمن. لا يوجد مخرج من الخوف كالإيمان! اصنع داخلك مؤسسة حراسات أمنية تؤمن المداخل والمخارج وتحافظ على سلامك الداخلي! أما المجتمع فخلاصة الأمر ( عدلت فأمنت) على قدر العدالة الاجتماعية يكون الأمن المجتمعي. الظلم> الخوف، هذه هي المعادلة بكل وضوح .. أعط كل ذي حق حقه، أد الأمانات إلى أهلها، احكم بالعدل= أمن تام. كل ظلم يحدث انتظر بقدره خوفا.. السوط والسيف والعقوبات تكثر إذا عجز المدير عن إقامة العدل،فلا يبقى أمامه إلا البطش! من يحسن القيادة تندر حاجته إلى معاقبة من تحت يده، إذ قد حسم أصل المشكلات ابتداء بقيامه بالقسط! وكلما ضعفت مهارات الرئيس القيادية اشتدت حاجته إلى الحديد والنار؛ تغطية لضعفه وتعويضا عن خيانته. حين نخطط لتحقيق الأمن في أي مجتمع بشري فمن الجهل والظلم والحمق أن نركز على تخويف المرؤوسين وفرض أقسى العقوبات، وإنما نركز بادئ ذي بدء على(الحقوق)، كيف أعطي كل شخص في المجموعة حقه الحسي والمعنوي الذي يغنيه عن الظلم والاعتداء، ويوفر علي طاقة وجهد العقوبات! إن ازدحام المحاكم يدل بوضوح على خلل مبدئي في الإدارة، إذ الأصل قلة الحاجة إلى التقاضي، ولماذا نتحاكم وكل منا نال حقه؟! وهنا يمكنك فهم تلك الحالة الغريبة التي ذهب فيها القاضي (الفاروق) إلى الخليفة(الصديق) يطلب إعفاءه من القضاء😁 لماذا؟ لأنه ببساطة لا أحد يأتي للتقاضي!!! وقل مثل ذلك في الشرطة وتوابعها المسماة( أجهزة أمنية) .. كل ذلك تقل الحاجة إليه ويوفر الوقت والجهد والمال حين يقوم الناس بالقسط. ولاحظ حكمة الفقهاء حيث يبدؤون عادة بربع العبادات ثم ربع المعاملات، ثم ربع الأسرة،ثم في الربع الرابع والأخير يختمون بالحدود! لقد جاءك الحق ونالك نصيبك وأمنت على نفسك وأهلك ومالك وعرضك فلست محتاجا بعد ذلك إلى الجريمة والاعتداء.. وكما قلنا سابقا: إن العدل يغني عن كثير من الصدقات..فكذلك فإنه يغني عن كثير من العقوبات.. إن المسخرات الطبيعية أمانات متى أديت إلى أهلها أمن الناس! إذًا: الأمانة> الأمن! ركز معي أيها الذكي الزكي كيف استقامت المعادلة لغويا وشرعيا وواقعيا: الإيمان(فرديا) والأمانة(اجتماعيا) = الأمن.
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Бот для знакомств