هذه القناة تنقل معاناة النازحين في غزة وأوضاعهم الكارثية التي يعيشونها..قناة أدبية، نتمنى أن يجوب صدى صوتنا كل الأرجاء.
لمن أراد التواصل بشكلٍ مباشر.
@Ameer_elijla
هذا رابط حسابي انستقرام.
https://www.instagram.com/a.j.ijla?igsh=MTZ
سيأتي يومٌ تنطق في الجوارح.. فتقول كَفُّ طفلٍ بُترت في غزة؛ يا رب، بترني العرب والعَجم وفي يدي لُعبة، وتقول قدم طفلٍ آخر يا رب بُترتِ وأنا أركض وراء الكُرة..أما أرواح الآخرين فتأتي بالأدلة والأشخاص والأمكنة.
ستقول يَدُ أُمٍ بترتُ يا رب وأنا أعِدُ الخُبز لأبنائي، وأخرى تقول بُتِرتُ وأنا أُرضع طفلي حليبٌ مدَعمٌ بالكرامة والعزة، ثم تقول قدمٌ أخرى يا رب كنت راكضةً لأُوَفِر لهم ما يسد جوعهم، ثُم تُصدق الأرواح البريئة كُل هذه الشهادات والله عالمٌ بها وبصدقها.
ستقول أكُفَ الآباء والأجداد ذلك، وستشهد أرجلهم على ذات الجرائم والخيانات، يومئذٍ يكون كل ذلك واضحٌ فاضح، فيُخزي الله المتخاذل بخذلانه والمجرم بجرائمه، والعربي بصمتهِ، فالقصاص القصاص يا رب.
لن يغفر الطفل الذي فقد عائلته أمام عيونه بأبشع طريقةٍ يمكن أن يموت فيها الإنسان ويُقَطَّع..لن يغفر الطفل الذي بُترت أحلامه، لن يغفر الطفل الذي حمل جالون الماء بدل من أن يحمل ألعابه ويلهو بها، لن يغفر الطفل الذي وقف ساعاتٍ في طوابير الخبز والماء، لن يغفر الطفل ظل مشردًا في الشوارع تحت حر الخيمة ووجعها..سيثأر رغم كل هذا الوجع الذي نعيشه.
📌أحتاج إلى نشركم إلى هذا المنشور ودعمكم في ايصال صوتي..من أراد شراء أعمالي الروائية هذا حساب التواصل، حياكم الله وشكرًا لكم ولكل من سينشر هذا. @Ameer_elijla
وأنت الآن جالسٌ في بيتك إياك أن تغفل عن من لا بيت له، وعندما تُشعل التدفئة تذكر شعبًا قتله برد الخيام، وعندما تتناول وجبة طعامك المفضلة تذكر شعبًا يجوع..عندما تتنفس الهواء عندك تذكر من خنقهم غُبار القصف والدمار..تذكر غزة في كل تفاصيل حياتك، لأننا حُرمنا من كل تفاصيل حياتنا.
التوكل قوة؛ لو جُمعت للمرء أشكال المواساة وألوانها فلن يجد شيئًا يمسح على قلبه ويقوي أركان طمأنينته مثل تفويض أمره لله، وأنه في ظلال معية الله في كل لحظة من لحظات حياتهِ، وأن الله وحده هو المُدبر لأمره من السماء إلى الأرض.
لعلَّ ما دفعنِي لكتابةِ هذا المقال هو توافق مشاعري الحالية المختلطة مع البيت الشعري: "الغربةُ لا تكونُ واحدةً، إنها دائمًا غُربات، غربات تجتمع على صاحبها و تغلق عليه الدائرة، يركض و الدائرة تطوّقه، عند الوقوع فيها يغترب المرء "في" أماكنِه و"عن" أماكنِه، أقصدُ في نفسِ الوقت". للشاعر مريد البرغوثي . ليس هناكَ أصعب على الإنسانِ من أن يملكَ اللاشيء بعد أن كان لديهِ كلّ شيء، فلا الدارُ دارِه ولا الحياةُ تمشي وفق تياره، الحربُ ابتلعت كلّ شيء، و كأن أحدًا أطفأ أنوارَ المدينةِ فجأةً ثم أخذ أهلَها إلى غرفةٍ ضيقة، حبسَهم فيها و ألقى بالمفتاحِ إلى المجهول، فلا هم يدركون ما يحدث ولا يعلمون سيحلّ بهم في الثانيةِ القادمة. يقولونَ أن الحياةَ مدرسةٌ، لكنني أخبركم و أنا في خضم غربتي أن الغربة مدرسةٌ أكبرَ و أحقر، فهي ليست بالبعد عن الأوطانِ فحسب بل أكثر، و إن كان البعدُ عن البلادِ غربة، فكيف بمن أُجبِر على الرحيلِ تاركًا وراءه أغلى من يملك تحت وطأة الحرب اللعينة؟إن كنت أنعت ما أعيشه الآن ب "الغربة " فهذا بدافع عزة نفسي عن وصفها بالمشردة. لا زالت لا تغيب عن بالي تلك اللحظة التي فرحتُ فيها كوني سأخرجُ و عائلتي من قفص الحرب لنحلقَ سويًا في سماءِ الحرية، لكن! و لأن لكل شيءٍ إذا ما تم نقصانُ لم يسمحوا لأبي بالسفرِ معنا، كسروا أجنحتي، قلبي و خاطري كيف لي أن أتركَ أبي حيث لا يوجد أمن ولا أمان، و أرحل لأنجو بروحي و أنا التي كنتُ أخافُ عليه حينما يخرجُ لشراءِ الطعامِ لنا، أو يخرج من المنزل ولو للحظات،فالحربُ لا تبالي بعزيزٍ أو غالي و هو أغلى عليّ من روحي و ذاتي. و أيُّ نجاةٍ هذه اقتُلِع فيها قلبي ليبقى مع أبي في غزة،" و لو أنهم فعلوا حقيقةً لكانَ عليّ أهون"، و تركوا معي روحي لتلعنني مرارًا على نجاةٍ تمزقها كل صباحٍ و مساء. سافرتُ مع أمي و إخوتي عنوةً ، في حين لم تكن تلك المرة الأولى التي نذهبُ فيها إلى وجهةٍ مجهولة و مكانٍ غير مرغوب، سافرنا على أمل أن يستطيعَ أبي اللحاق بنا بعدَ فترةٍ قصيرة لكنّ ذلك لم يحدث حيث أُغلِقت المعابر و غابت شمس الأمل لدي. بكيت مرارًا و تكرارًا لكنّ ذلك لم يجدي نفعًا و لم تكن دموعي كفيلة بإزالة المسافات بيني و بين والدي.في أول ليالي الغربة كنت أخشى النوم ليلًا و أستمر بمتابعة الأخبار لمعرفة ما يدور في البلاد؛ و ذلك لعلمي أن الليلةَ الواحدةَ في الحربِ تكافئُ عددًا لا يمكن إحصاؤه من الليالي الطبيعية. يقولون بأنّ الغربةَ ليست بالبعدِ عن الوطنِ فحسب إنما البعد عن الأحبة أيضًا غربة، و ها أنا أحترقُ كلّ يومٍ مرتين مرةً لبعدي عن والدي و أحبتي، و مرةً لبعدي عن غزة و التي لا تستبدلُ بكنوزِ الدنيا و ما فيها. ليس منا أحدًا لم يعاني أو يفقد في هذه الحرب سواء أكانَ فقدًا ماديًا أو معنويًا و أعتقد أن هذا أحد أهدافها، فأنا عشتُ في الحربِ ستةِ أشهرٍ، نزحتُ فيها مع عائلتي ثلاث مرات لكني لم أشعر بأي منهم بعدم تكيف مع الأجواء أما عندما اضطررت إلى الرحيل خارجًا فتغيرت الموازين، شعرتُ بقيمةِ البلاد و تجرعتُ كأسَ الغربةِ و التي ليست كأيّ غربة إنما هي خيارٌ سببه العجز و انعدام الخياراتِ الأخرى حتى أنني صورتُ رحيلنا بدافعِ الهروب من الموت بأحدٍ اختطف طفلًا رضيعًا من أمه ثم منَّ عليها بأن تركها على قيد الحياة و لم يقتلها فلا هي تطيق الحياة لبعده ولا سبيل لديها سوى أن تحيا على أمل اللقاء بطفلها يومًا.
أُحب متابعة الشخص الإيجابي الذي يبعث الأمل في الروح رغم قتامة الواقع وانعدام الأفق وسوداوية الوضع، أحب الأشخاص الذين يبثون التفاؤل والأحزان تتعلق على أكتافهم وربما تعلوهم..أحب الأشخاص المُبَشِرين الذين يرون لطف الله في أقسى الأقدار التي تحل بنا.
الشيء الوحيد الذي يمكن أن يشفع لهذه الحـرب وهذا القهر هو أننا تعرفنا على أشخاصٍ كانوا منا، يشبهوننا كثيرًا..وقفوا جانبنا بفعلهم وكلمتهم وقلوبهم..والله هم منا ونحن منهم.