Смотреть в Telegram
إذا كان إنسان ما يعاملك بقدر من الجفاء أو عدم التقدير أو الاستخفاف، وجاءت لحظة تتفرق فيها الوجوه، بسبب السفر أو بأي سبب آخر، قد تدفعك الطيبة الزائدة لأن تجعل الوداع ثريًا بالعاطفة، أن تهتم به وتحتضنه، أن تترك له أي ذكرى منك يحتفظ بها، أن توصّله بسيارتك، كأنك تعاتبه بطريقة ما على أنه لم يقدر نوازعك الإنسانية؛ وأنا أنصحك ألا تفعل، رغم أن هذا يبدو من السماحة وكرم الأخلاق، ذلك لأن الذي لم يقدرك وأنت في وجهه لن يقدرك وأنت بعيد عنه، وسيرجو أن آخرًا يقوم بتوصيله. ويحضرني في هذا المقام قول رجل بدوي سعودي، بدت لي كلماته بسيطة جدًا، لكن بعد أن سمعتها وتأملت فيها وجدتها عظيمة، قال الرجل: أنا أحب الإبل، وذلك لأن الجمل كبير عند نفسه، يحب من يحسن معاملته، ولا يحب من لا يحسن معاملته، ولا يسأل عمن لا يسأل عنه، هكذا بكل بساطة، وليس فيه شيمة بعض المخلوقات وبعض البشر من التمسح فيمن لا يريدونهم ومحاولة استدرار عواطفهم، ولا يحاول أن يفهم لماذا لا يحبه من لا يحبه.
Telegram Center
Telegram Center
Канал