لا تتنازل اليوم عن: سورة الكهف ١٠٠٠ صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ورد من القرءان به تستقر روحك ورد من الأذكار به تهدأ نفسك صدقة ولو بكلمة طيبة الدعاء بقلب يريد الله ويحب الرجوع إليه ونادم على ما قدم والله المستعان
وإن شئت فزد، فهو خير لك وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.. ولا تنسوا إخوانكم من دعاكم.
ليلة جمعة جديدة يتخللها الكثير من المشاعر: حزنك على أمتك الجريحة حزنك على نفسك المكلومة بكاؤك من لطف الله بك وستره عليك وحلمه بك خجلك الجم من جبر الله لك بعد سقوط ذكريات تؤلم وحاضر صريع ومستقبل بيد الله
هذه الدنيا يا أخي ليست بدار قرار، فلا تحزنّن فيها لفوات فائت، ولا تكثرنّ الفرح لشيء أعطيته.. كلٌ فيها إلى زوال.
أهم شيء فيها أن يكون حالك أبدا مع الله؛ لا تبعدنّك مصيبة، ولا يخرجنّك عن طور العبودية فرح.. ولهذا؛ أنت دوما تحتاج إلى تجديد نيتك، وشحن طاقتك، والاستعداد لما هو ءات..
هذه الليلة مما يُستعان به بإذن الله على ما هو قادم، وتخطّي ما قد فات، وتحسين ما هو قائم.. بإذن اللطيف سبحانه وبحمده.
فقم يا مسكين وابسط ذراع التضرع، وأسبل ثوب المسكنة وخلّل قلبك بالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، عازما على كل سبيل يُرضيه؛ القيام من كل عثرة في سبيله، والقيام لأجل الأمة في سبيله، وتخطّي الأحزان في سبيله.. سبحانه وبحمده.
هلم يا رعاك الله صل عليه وأكثر وتضرّع بذاك لربك وأبشر
عساكم بخير، وأموركم طيبة يا كرام.. لا تثقلوا على أنفسكم، واستعينوا بالله على قضاء حوائجكم.. كل شيء، كل شيء بيد اللطيف الحكيم سبحانه وبحمده؛ فتأكد قبل طلب حاجتك أنك تطلبها من المكان الصحيح بالشكل الصحيح.
لعل فيكم محزونا؛ أبشر بالفرح والفرج.. ولعل فيكم مجبورا مسرورا؛ لا تنس إخوانك المبتلين من دعاك حال فرحك..
أحيانا تشعر أنك في غابة يتقاتل فيها الناس على أتفه الأمور، الأمر غريب جدًا؛ يعني تجد مَن يتربص بأخيه ويفعل به الأفاعيل لأنه ما تصدق عليه بصدقة اليوم مثلا! في هذه الأثناء تجد الناس بلا قلوب، بلا رحمة، بلا حساب ليومٍ يُعرضون فيه على ربهم.. وذا قد يصدر ممّن يصعدون المنبر ويتكلمون عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم!
يأتيك الشيطان ويُضعفك، ويُشعرك أنْ لا قوة تلجأ إليها وأنْ لا سبيل للنجاة أبدا.. وهناك.. على الرف _باختيارك يا مسكين_ تجد القرءان الذي هجرته؛ يخبرك عن عاد.. فاسمع:
تعلمتُ أن أحتفظ بوقاري عندما أقع في حفرة جديدة وحدي، وتعلمت التظاهر بالشجاعة وأنا خائف وحدي. تعلمت تفادي ألغامي الداخلية وحدي، وتعلمت ان أهدأ وأسكن وأطمئن وحدي. كل ما تلقيته في قاعات الدرس كان يجدر به أن ينسى، وكل شيء نافع تعلمته وحدي..
يفتح الله بلطفه وتوفيقه بابًا ما كنت تخاله يُفتح أبدًا، والحمد لله أنّ ربنا يربينا بالعطاء فندرك أنّ قدرته أوسع من الخيال، وأجمل من حاجة أحدنا في عقله.. وقد كنت تظن يا مسكين أن الأبواب أغلقت ولا سبيل لشيء، وتحسب بالحسابات العقلية القاصرة والمادية الخاطئة أبدًا.. ونسيت قدرة الله! في لحظة واحدة؛ كثير مما سبق تم مسحه، بل تم استبداله وكأنّه ما كان!
اجلس مع نفسك جلسة مفتقر إلى غني لطيف، واحسب كم عدد المرات التي نال فيها اليأس من قلبك وأقعدك.. ثم انفرجت بلطف الله!
علّق قلبك بالخير الذي عند الله لا الذي تظن فيه الخير، واسأله الخير ولا تشترط عليه، وسلّمه قلبك ولا تقلق.. أنت تطمئن وتنام وأنت في السيارة يقودها إنسان مثلك؛ كيف تقلق وحياتك من تدبير اللطيف!
ثق فيه تمام الثقة، وأحسن به الظن ما استطعت وزيادة، وكن على يقين أنه رازقك الخير في لطف.. ولئن بدا من الأمر أنه لا يرضيك، في دواخله كل شيء يرضيك.. إي وربي!
يا عبد الله ألا يعلم من خلق؟
أوما قال سبحانه وبحمده أنه اللطيف الخبير الواسع الرزاق ذو القوة المتين، وأنك ظلوم جهول يئوس قنوط كفور أكثر شيء جدلا!
يعلم ولا تعلم يا عبد الله سلّمه كل شيء؛ مستقبلك الذي يعييك التفكير فيه، ماضيك الذي أرهقك، حاضرك الذي أوجعك.. كل الأماني والأحلام والآمال كل الآلام والأوجاع والأحزان
لا تتبع الشيطان في حساب كل خطوة؛ دعها للذي خلق وبرأ وذرأ
قل له: يا رب؛ سلمتك كل أمري في رضا وثقة ويقين وإحسان ظن، يا من تدبر الأمر وترأف بالقلب وتلطف بالعبد..
وأبشر أبشر والله
باسم الله على قلوبنا جميعا.. حتى تسكن، وتطمئن بالله وحكمه. والحمد لله رب العالمين.. بيقين ورضا تامّين.
لا تتنازل اليوم عن: سورة الكهف ١٠٠٠ صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ورد من القرءان به تستقر روحك ورد من الأذكار به تهدأ نفسك صدقة ولو بكلمة طيبة الدعاء بقلب يريد الله ويحب الرجوع إليه ونادم على ما قدم والله المستعان
وإن شئت فزد، فهو خير لك وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.. ولا تنسوا إخوانكم من دعاكم.
لربما ضاقت عليك الدنيا حتى شعرت بالاختناق، ولربما أحسست بالنعمة حتى كاد قلبك يطير فرحا مسرورا، ولربما أننت بقلبك حتى شككت في انقضاء الليالي، ولربما تورمت عيناك بعد حادثة كادت تفتك بقلبك..
المشاهد من كل هذا هو لطف الله بالعبد؛ تنفرج الغمة وكأنها لم تكن، ومن فرط لطفه بك تناديه وأنت مهموم وتشعر وكأنك وحدك السائل وكل هذه الدنيا وأضعافها لك، يلطف بك وأنت لا تدري، وحينما تدري لا يسعفك عقلك في استيعاب اللطف..
تعالوا نشكر ربنا اللطيف سبحانه وبحمده على لطفه هذه الليلة نصلي ونسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بنية استشعار لطف الله بنا وشكره عليه
لطف بك إذ خلقك وجعلك مسلما لطف بك إذ جعلك من أمة النبي الكريم الرحيم لطف بك إذ يسوقك باللطف إلى اللطف.. وذا رأيك أبدا مهما بدا منك سخط لطف بك إذ أنعم عليك بالقلب إذ يحب القرءان لطف بك إذ جعلك في زمرة المشتاقين لرسول الله صلى الله عليه وسلم لطف ولطف ولطف ولا يزال ولن ينقطع والحمد لله..
اللهم صل وسلم على نبينا محمد، الكريم الرحيم، إذ علمنا بأمرك كيف يكون اللطف، وارتشفنا من هديه تحسس اللطف الله أكبر!
هلم يا رعاك الله صل عليه وأكثر وتضرّع بذاك لربك وأبشر
ليس في خاطري غير شيء واحد، ذلك لأنّي لست من حديد، ولأني صادق.. يشهد الله. الأمر هذه المرة أني أكتب ولا أبالي كيف يُفهم كلامي غير كل مرة.. ورغم حرصي كل مرة لتنفيس ما فيّ بأحرف أتحسسها بقلبي قبل قلمي حتى لا تجرح فجرحتني أنا، هذه المرة لا أنوي جرح أحد.. ويكفيني هذا. أنا مؤمن بأنّ مَن أذى سيؤذى، ومن باع سيُباع، ومن خذل سيُخذل.. ولترينّك الأيام أشد الأمور إيلامًا في هيئة غرفة بأربع جدران وسرير وسماء تُساقط عليك حسرات!
لستُ بطلا، ولا ملاكا، ولا أعيش دور الضحية.. ولئن كنت ضحية أحد فأنا ضحية قلبي واختياري. لا أبكي على اللبن المسكوب، لأني سكبت البقية غير مُبالٍ بالسكر الذي فيه.. وتفاجأت بعدها أنّه كان مِلحًا فحمدت الله اللطيف.. سبحانه وبحمده!
أنا الآن أكتب عني أنا، أراني أنا، فرح لأنّ قلبي وقلمي معي.
اكتشفت أني جميل.. جدا، ليس غرورا يشهد الله، وليس كبرا ورب الكعبة.. الله يسترني ويجمّلني بلطفه وستره.
أحيانا.. لا أحبني، ولا أحب الطريقة التي أعيش بها.. وفي أحايين كثيرة.. أحبني بعمق، وأفكر كثيرا في هذا الذي يستحقني؛ ليس غرورا.. لكني أزعم أنّ لي قلبا فيه إخلاص ووفاء وحب صادق.. ما وجدتهم للآن!