Смотреть в Telegram
رِسَالةُ مُحَارِبْ ے
أتدري يا صاحبي .. رُبَّما أعلمُ مدىٰ حرارةِ فؤادك وهو يغلي ألمًا، وتنسكبُ منهُ العبراتُ تباعًا، تلقي بنفسكَ علىٰ فراشكَ ثمَّ تُجهشُ بكاءً علىٰ نفسك الَّتي لا تزالُ معها المعاركُ في أوجِّها شراسة . . عن محاولاتك الَّتي خيَّبتك دومًا فما كانت علىٰ الوجهِ الَّذي يُرضيك، عن الظُّروفِ الَّتي مررتَ بها في وقتٍ تراهُ غيرَ مناسبٍ البتَّة . . ثمَّ عن كلامِ النَّاسِ عنك رغمَ أنَّهم لم يروا منكَ إلَّا يسيرًا ممَّا ظهر . . أهمسُ إلىٰ قلبكَ بكلماتٍ زفرتها روحٌ عذِّبت حتَّىٰ استساغت طعم الألم، فما انفكَّ عنها، ليُصبحَ جزءًا من فؤادٍ يمضي طريقهُ مبطَّنًا بها، وأقول: عليكَ أنتَ أن تبذُل ما يمدُّك الله به من الطاقة، لست مطالبًا بشيءٍ خارقٍ فوق حدودِ طاقتك، استشعرِ الجنَّة ونسيمها في كلِّ خُطوة، فما تعبك اليوم، إلَّا درجاتٌ ترتقي بها غدًا في الجِنانِ بإذن المولىٰ . . وأوصيكَ بما أوصانا بهِ الفاروقُ - رضيَ اللهُ عنهُ - يومًا: «اعتزِل ما يؤذيك.» اعتزل يا صاحبي، لا تفكِّر ولا تحمِّل نفسك ما لا تُطيقُ، أوليسَ الله مُطَّلعٌ عليك وشاهدٌ علىٰ عملك، فاستبشِر إذًا، واعلم أنَّك لن تستطيعَ إرضاءَ النَّاسِ ولو أنفقتَ عمرك تسعىٰ لذلك، فلا يُطربك المدح، ولا تجزع للقدح، فسعيُك أثمن من أن يُباعَ بثمنٍ بخس كهذا! وحافِظ علىٰ خُصوصياتك الصغيرة، تلك الَّتي صنعتها بدمعكَ، وأخذت جُزءًا منك، ولست بحاجةٍ لأن تُبرِّر أعذارك دومًا، أما سمعتَ قولَ الإمامِ مالكٍ - رحمهُ الله - : «ولَيسَ كلُّ إنسانٍ يستطيعُ أن يبوحَ بعُذره!» ذاكَ يا صاحبي، ذاكَ طريقٌ اخترتهُ صعبٌ مليءٌ بالعثرات، فزود إيمانك وقودًا من ساعاتِ اللَّيل، وانطرح بضعفك علىٰ عتباتِ بابِ الكريم، ذاكَ كنزُك، وزادك لو تتنبَّه! والسَّلامُ علىٰ قلبك...
Поделиться
Telegram Center
Канал
Присоед.