بعد 48 سنة من الاعتقال.. خرج المُعتقلُ أسامة بشير حسن الهزّاع من سجن صيدنايا اليوم. أتى من الأردن زيارةً إلى دمشق فاعتَقلته المخابرات الأسديَّة، وكان عمرُه حينها 17 عامًا!
ويأتيكَ من يقول لماذا قامت الثَّورة؟! وواللّٰه لو لم نَجنِ من هذه الثَّورة إلَّا كسر هذه القيود لكفى واللّٰه!
ألا لعناتُ اللّٰه تترا على آلِ الأسد المُجرمين، الجزَّارين، السَّفَّاحين!..
جحيمٌ أُصليَ فيه ألوفٌ من المُعتَقلين البَريئين منهم والمُعارضين لم يسلَموا منه ولم يموتوا إذ كان الموتُ فيه أُمنيَة! مَظلمةٌ سُلِّطت على نساءٍ وأطفالٍ ورجال؛ عَقدٌ وثلاثُ سنوات بذنبٍٍ مجهول والسُّؤال عنه محظور فإلى أين المَصير؟! للمَعدوم واللّامعدوم.. لإنسانٍ مُرَقَّم مسلوبِ المكوّنات الإنسانيَّة من الاسم من الهويّة من الكَرامة كفَّارةٌ لرفضهِ عبادةِ طاغيًا من دونِ اللّٰه أيدومُ هذا الحال؟! لا وحاَشا للّٰه أن يدومَ الظُّلم والبَغي وهو القاهرُ فوقَ عباده يُمهل ولا يُهمل
مخاضٌ عَسير عقِبَه نصرٌ مطهرًّ مُستطاب، فجرَ يومٍ كان أشبهُ بيوم فتحِ مكَّة، كاسرًا شوكةَ الظُّلم رافعًا رايةَ الحريَّة فجرًا ليأتِيَ لنا بالعيد المأسُور خلفَ القضبان الدمويَّة ويُبهجَ قلوبنا أيَّما بَهجة فيُولَد الحرُّ من جديد .. بعد ثلاثَ عشرة شتاءً وخريفًا .. هاهي شامُنا شامخةً واقفةً على قدميها بعد ما أجثَوهَا الصّاغرون لحكمهم وأذاقوها ألذعَ الخِذلان ودفَّعوها أبهضَ الأثمانِ تفخرُ الآن بالنَّصر المُبين ...
وتنتهي القضيَّة بفرارِ الطَّاغوت ليّنَ النَّاب كليلَ المِخلَب إلى أقدام كلابِ الرَّوس مع شيطانتِه وأباليسِه ليسلَم على أيّامه المعدودة يتلهَّث خلف مصيرِه المَجهول! جفَّفَ اللّٰه نسلَهم ولا أبقَاهم.
أيًّا كَان هذا الألَم؛ فإنَّ له ثَمنُه الذي لن يضِيع، فالدَّمُ هو عُربون الحرَيّة في كلِّ زمانٍ ومَكان، والاستشهادُ هو ثمَنُ الكَرامة على تغيُّرِ الأزمان، وإنَّ لِليوم لَغدًا، وإنَّ لِلحريَّة لَفجرًا، وإنَّ النَّصر لآتٍ..