الطقس مغري جداً للكتابة ، هذا ما توصلت لهُ بعد تخبط في الأفكار وَ الكلمات حاولت مراراً أن أكتب عنك أنتَ مستاء ، أنتَ مبتهج ، أنتَ حنون ، أنتَ غامض وَ أنتَ بارد ، لربما في هذه الحياة يوجد الكثير من الأشخاص الغامضين ولكنك أكثر غموضاً وَ هذه الغموضة تجعلني أتمنى أن اقرؤك وَ اغوص في عالمك . عندما نتواجد معاً أحبُ تلك النظرات الغير مفهومة فأذ تنحصر مفرداتي و ترتجف يدي ولا استطيع أن ازيح النظر عن هاتان العينين الصارمتان لطالما وجدتُ أن الجلوس معكَ وَ أنتَ لا تتكلم هو أشهى من وجبة الحلوة المفضلة لدي كنتُ بحاجة لوجودِ شخص أقفز معهُ عن حافةِ الذاكرة وَ لا أعود أذكر شيئاً سِوى لون عينيه ، طعم شفاهه ، وَ لمست يديه الدّافئتين ، شخص يعيد ترتيب أنفاسي وَ نبضات قلبي بِكلماته الحنونة ، كُنتَ أكثر الأشخاص الذي ينتبه لتفاصيلي الصغيرة ولا بُدّ أن أراك مميزاً لأنني فتاةٌ مهوسةٌ بالتفاصيل كُنتَ تحتويني مثل الأب كما يحتوي فتاتهُ لتشعر بأنها في مملكة وَ هي الأميرة حسنا الآن أعتذر لكَ بدأت مفرداتي وَ بلاغتي تتدهور بالحديث عنك سأختم نصي بِأمنية أن يأتي اليوم الذي سأحتسي قهوتي معك وتقرأ كتابنا المفضل وَ أنا بين يديك الدّافئتين تحتسي أول رشفة ببطئ وتكمل القرأة ثم نذهب و نتلاشى بعالمنا المليء بالحُب .
إذا كُنتِ تبحثين عني، ستجديني في نجوم السماء المتلألئة، تتراقص في الليل كأحلام تائهة، وفي زقزوقة العصافير عند الشروق، حيث تُولد بدايات اليوم، وبدايات القصص، دائمًا ستجدين عيناي تحدق بكِ، بتفائل بين أسطر قصصك.
ستجديني في همسات النسيم الباردة، وفي ضوء القمر الذي ينير لياليكِ، أنا في ذاكرتكِ، حين تضحكين وتبكين، أعيش في كل لحظة تحملين فيها الذكريات.
أبحثِ عني بين السائرين وحدهم، على طرقات الوحدة المُظلمة بعد منتصف الليل، فحضوركِ في المكان يجعلني أبادلكِ السر، إذا شعرتِ بفقداني، فابحثِ عني في صدى الأيام، أسمع صوتكِ في خفقات قلبي.
ابحثِ عني في زوايا جسدكِ، تذكري لحظات السعادة التي شاطرتكِ بها، ابحثِ عني في الأشياء التي كُنتِ تحبينها، في تلك التفاصيل الصغيرة التي تبعث الأمل في النفوس. لا تدعِ صورة واحدة تكفي، بل استرجعي الذكريات التي رسمناها معًا، كل ابتسامة، كل دمعة، هي جزء مني.
قُولي إنني حلمت بحياة مليئة بالاكتشافات، وإذا فقدتني يومًا، فابحثِ عني في لحظات العزلة، في انتظار الفجر الجديد، في تلك الخيوط التي تصل بين قلوبنا.
أبحثِ عنّي في صدى الخيبات، قد يتصادف أنني بها أنا، تلك القُبل المتروكة على أحد القبور، دافئ في لحظات الغياب وبارد في صدأ النسيان. أُنثر على الحجر البارد، كما تُنثر الذكريات بين طيات الزمن، تحمل أثر من أحببت، تشهد على لحظات ضائعة وأحلام لم تُحقق.
أنا الأمل الذي لم يفارقكِ، ابحثِ عني في ضوء شمس الصباح، وعندما تفتقديني، ابحثِ عني في صلواتك، فأنا دائمًا في صلواتك، أعيش في دعواتك، وأبقى حاضرًا في كل لحظة شوق.
عندما بدأت أحب نفسي ، اكتشفت أن قلقي و معاناتي العاطفية كانت إشارة تحذرني من أنني أعيش على عكس حقيقتي و اليوم أعلم أن هذا هو الصدق ،
عندما بدأت أحب نفسي ، أدركت مدى الأذى الذي يتعرض له أحدهم عندما أفرض رغباتي عليه ، علماً بأن الوقت غير مناسب و أن هذا الشخص لم يكن مستعداً لذلك حتى لو كان هذا الشخص أنا اليوم أدعو ذلك الإحترام ..
عندما بدأت أحب نفسي ، توقفت عن اشتهاء حياة مختلفة ، و صرت أرى أن كل ما يحيط بي كان يدعوني إلى النمو ، اليوم أسميه النضج ..
عندما بدأت أحب نفسي ، فهمت أنه تحت أي ظرف كان فأنا في المكان المناسب و الزمان المناسب ، و أن كل شيء يحدث تماماً في اللحظة المناسبة ، لذلك أستطيع أن أطمئن اليوم أدعو ذلك الثقة بالنفس ..
عندما بدأت أحب نفسي ، لم أعد أخشى أوقات الفراغ و لم أعد أخطط لمشروعات ضخمة للمستقبل اليوم أقوم فقط بما يجلب لي السعادة و الراحة أشياء أحب فعلها و تسعد قلبي ، أقوم بها بالطريقة التي تناسبني و بالإيقاع الذي أريده اليوم أسميها البساطة ..
عندما بدأت أحب نفسي ، تحررت من أي شيء لا يفيد صحتي من طعام ، و أناس ، مواقف ، و كل ما يستزف طاقتي و يقودني بعيداً عن نفسي في البداية سميت هذا الموقف أنانية صحية لكن اليوم أعلم أنه حب الذات ..
عندما بدأت أحب نفسي ، لم أعد أسعى لكي أثبت أنني دائماً على حق ، و منذ أن توقفت عن ذلك أصبحت أخطائي تقل اليوم اكتشفت أن هذا التواضع ..
عندما بدأت أحب نفسي ، لم أعد أعيش في الماضي ، و المستقبل لم يعد يقلقني الآن أنا أعيش فقط في اللحظة الحالية ، حيث يحدث كل شيء ، اليوم أعيش كل يوم بيومه ، و أدرك أن هذا هو الاكتمال ..
عندما بدأت أحب نفسي ، أدركت أن عقلي يمكنه أن يقلقني و يجعلني مضطرباً ، لكن عندما وضعته في خدمة قلبي ، تحول إلى حليف قيم اليوم أدعو ذلك حكمة القلب
لم نعد بحاجة للخوف من الجدل أو المواجهة أو أي نوع من المشكلات مع أنفسنا أو مع غيرنا بعد الآن ، حتى النجوم تصطدم ببعضها و من تحطمها تولد عوالم جديدة اليوم أعلم أن هذه هي الحياة .. كيم ماكميلان | قصيدة "عندما بدأت أحب نفسي". ترجمة : دينا المهدي Dina Al Mahdy 🪴.
أشعر أننا سوف نلتقي يومًا ما، ربما في مكان ما بعد الحياة، حيث لا وجود للألم أو الندم أو شوق قاتل. في الأبدية، حيث تتلاشى الحدود والمسافات والتعقيدات، سنكتشف أن كل شيء كان يستحق العناء، وأن الأقدار التي جمعتنا لم تكن عبثًا، بل كانت خطة كتبت في أسطر الغيب.
في عالم لا توجد فيه نهايات، هناك فقط بداية لا تنتهي من السعادة والأمل. أعيش لحظات الغياب وكأنها جروح لا تلتئم، لكن في أعماقي أؤمن بلقاءنا، في كل زمان ومكان، أعلم أنني سألتقي بكِ مجددًا.
وحينها، سأنتقم من كل لحظات البُعد، بكثير من العناق، وربما دموع الفرح. سأعانقك، وسأنظر إليكِ بتمعّن، أبحث في عينيكِ عن كل ما افتقدته، فأنتِ لي.. للأبد.