كافحوا فيروس الحُمق إذا شئتم أن تُصلحوا دنياكم، فهو أشد عليها من كل فيروسات الدنيا ومن مسببات الأمراض قاطبة.
الحُمق الذي يجعل الإنسان لا يتأمل من العواقب غير عاجل أمره وحده، ولا يرى من الحقوق غير حقِّه وحده، ولا يعلم أن الهموم والكربات تطرق بابًا غير بابه وحده.
الحُمق الذي يجعل صاحبه يطلب كل خير لنفسه، ويدرأ كل خطأ وعيب عن نفسه، ولا تجد في معجم أفعاله بذلًا ولا تضحيةً ولا إيثارًا، ولا في قاموس علاقاته تنازلًا ولا اعتذارًا ولا خفضَ جناحٍ، يده الآخِذة خرقاء والمُعطية شلَّاء.
الحُمق الذي كان يُشار إلى صاحبه به، قبل أن يستره بعباءة المستشار والخبير والمؤثِّر، فيقيمه جمهور الحمقى والمغفلين من أطراف المجالس وحواشيها إلى صدورها، ويدفعوه من مقامه على أبوابهم إلى منابرهم.