منزوعُ الفؤاد...توديع مكة🕋
يا حزن قلبي يا أليم حـــــدائـي
فلتدركوني مـعـشرَ الشــعـــــراءِ
فالشعر يأبى أن يُقـــــالَ مـودّعًا
للبــيـت أو للـبـلــــدة الغَــــــــرّاءِ
خاطـــــبته أني أريـــــد قصيدةً
تصِفُ الــوداعَ وفجـعـةَ الأنبـــاءِ
الشعـرُ قـلّـب ناظَـــريه تعجُّــــبًا
متحسرًا بدمـــوعـــه الحمــــراءِ
أتفارقُ البيتَ الـمُـعـظَّـمَ تـــــاركًا
خيرَ البقــــاعِ بدايةَ الإســــــراءِ؟
أخبرته لو كان أمري في يــــدي
ما كنتُ أتركُ بلسمي وشفائــــي
يا كعبةَ اللهِ البهـــــيّةَ يا ســـــلا
قلبي ومصدرَ صــحتي ودوائـي
لما رأيتكِ فاضَ دمــعي مُخــبرًا
حبًا كبـيرًا بــات في أحشـــــائي
أحببتُ كل لُحَـيـظـة بجـــــواركِ
يا روعـــةَ الأيـــــامِ والأجـــــواءِ
فبقدرِ هذا الحبِ كانت لوعــتـي
وقتَ الفراقِ وصــدمةُ الأنبـــــاءٍ
قالوا نسافر أسرعوا واستعجلوا
يا ويحهم لـــم يعلموا ببلائـــــي
روحــــي وقلبي والفؤادُ تفرقت
وتوزعت فــــي تلكمُ الأرجـــــاءِ
فوجدتُ روحي بعد بحثٍ دائبٍ
والقـــلبُ أسلمَ بعد طولِ عنـــاءِ
وبقـــــيتُ منزوعَ الفؤادِ مُشَتّــتًا
كالطفل تَـــــاهَ بليلةٍ ظـــــلمـــــاءِ
لما أتى وقتُ الــوداعِ محَقَّـــــقًا
كالموتِ لا يُـبـقـــــيكَ للإيـصــاءِ
سلّـــــمتُ نفسي باكيًا مستسلمًا
لكـــنّهـــم لـــم يـــرأفوا لبـــكائي
يا أهل بلدتيَ التي سَفَـــــري لها
قوموا جميعًا معلنـــــين عزائــي
واستقبلوني بالـــــبكــــاء فإنني
أعلنتُ من يـــــوم الفـراق رثائي
ساعـــــاتُ مُنـــــذُ فراقنا لكنني
يا قبلتي أشتـــاق شــوق النائي
ولّيـــــتُ ظهري مُكـرَهًا يا ليتني
أبقـــــى وأَبذُلُ أثمـــــنَ الأشيـاءِ
هل يا تـرى هذا الفـــــراقُ مـؤبّدٌ
أم يكتب المولى جميـــــلَ لقـــاءِ
لكنّـنـي متـــــفائـلٌ ومُـــــوَكّـــــلٌ
أمـــــري لـــــربي خـــالـقِ الأحياءِ
يا ربّ أرجعنـــــي سنينَ كثيـرةً
لا لا تخـيـب يا كــريــم رجــائي
يا ربّ أرجعني لبلــــدةِ سيـــدي
خيـــــرِ البريةِ سيـــــدِ الفصحاءِ
صلى عليــــهِ الله في عليـــــائه
ما أُمطِرت أرضٌ بسُـــحْبِ سماءِ
وعلى صـــــحابته الكـــرام وآلـه
والتابعـــــين لهم بلا استـثـــنـاءِ
✍🏻وكتب بدموع الأسى:
عبدالمجيد بن عبدالله العامري
مغادرًا من مكة بعد أن قضى فيها أيامًا بعدد أبيات هذه القصيدة، في أجمل رحلة في حياته، لكنه غادرها متحسرًا في ٧ شوال١٤٤٣
سائلًا مولاه أن يعيد هذه الرحلة على الدوام، إنه ملك قدوس سلام..
🕋🤍🕋