#الليلة_الخامسة#مسلم_بن_عقيلليلة ٥ محرّم:
رُمْتُ فِي مِحْرَابِ عَيْنَيْكَ أَطُوفْ
يَا سَفِيرَ الْحَقِّ وَالْمَوْلَى الْعَطُوفْ
كَيْفَ تَمْشِي مُفْرَدَاً أَيْنَ الْأُلُوفْ؟
غَابَ عَنْكَ الصَّحْبُ فِي يَومٍ عَسِيرْ
آهِ بِالْأَحْزَانِ قَلْبِي أُضْرِمَا
قَدْ أَقَامَ الْيَومَ شَجْوَاً مَأْتَمَا
وَأَنِينُ الرُّوحِ نَادَى مُسْلِمَا
وَاغَرِيبَاً تَشْتَكِي فَقْدَ النَّصِيرْ
كُوفَةُ الْخِذْلَانِ فِي لَيْلِ الْمَنُونْ
كُلُّهَا يَا سَيِّدِي صَارَتْ عُيُونْ
طَمَعَاً بِالْمَالِ جَاؤوْا يَبْحَثُونْ
بِئْسَهُمْ قَدْ وَجَدُوا سُوءَ الْمَصِيرْ
طَوْعَةٌ بِالْمَاءِ جَاءَتْ فِي الظَّلَامْ
أَمْ تُرَاهُ جَاءَهَا أَسْنَى وِسَامْ
خُلِّدَتْ إِذْ ضَيَّفَتْ خَيْرَ الْأَنًامْ
فِي سَمَا الْعَلْيَاءِ كَالْبَدْرِ الْمُنِيرْ
لَهْفَ نَفْسِي حِينَمَا جَاءَ الرِّجَالْ
أَعْوَلَتْ مِمَّا جَنَتْ كَفُّ بِلَالْ
وَدَعَتْكَ انْهَضْ إِلَى سُوحِ الْقِتَالْ
يَا سَلِيلَ الْمَجْدِ بِالدَّمْعِ الْغَزِيرْ
فَارِسَ الْهَيْجَاءِ سُلْطَانَ الْحُرُوبْ
سَيْفُكَ الْبَتَّارُ تَخْشَاهُ الْقُلُوبْ
إِنَّمَا بِالْغَدْرِ نَالَتْكَ الْخُطُوبْ
يَا مُجِيرَ الدَّهْرِ لِمْ عَزَّ الْمُجِيرْ؟
مُثْخَنَاً يَا بْنَ عَقِيلٍ بِالْجِرَاحْ
مِنْ سُيُوفٍ وَنِبَالٍ وَرِمَاحْ
وَحَزِينَاً كَمْ بَكَى وَجْهُ الصَّبَاحْ
حِينَ قَادَتْكَ الْأَعَادِي كَالْأَسِيرْ
مُذْ هَوَى الْجِسْمُ صُعُودَاً لِلسَّمَاءْ
أَصْبَحَ السِّبْطُ حَزِينَاً فِي عَزَاءْ
دَاعِيَاً يَبْكِي لِمَبْعُوثِ الْفِدَاءْ
فِي أَمَانِ اللهِ يَا نِعْمَ السَّفِيرْ
الشاعر حسن خنافر العاملي