_ إننا نتلاءم مع تلك الحالة باستخدام
الطريقة الوحيدة التي نعرف كيفية استخدامها: إما من خلال تضخيم الذات،
أو من خلال تضخيم الآخرين.
يفعل بعض الناس هذا عن طريق «طبخ» خطط عجيبة للإثراء سريعاً.
ويفعله آخرون من خلال الارتحـال فـي العـالم لإنقاذ الأطفـال الـذين
يتضورون جوعاً في أفريقيا. ويفعل غيرهم ذلك عن طريق التفـوق فـي
المدرسة والفوز بالجوائز كلها. ويفعل غيرهم هذا عن طريق إطلاق النـار
على إحدى المدارس.
المشكلة هذا كل تعبير فاقع عن تنامي ثقافة الشعور الزائد بالاستحقاق التـي
تحدثت عنها آنفاً. غالباً ما تلقى لائمة هذا التحول الثقافي على الجيل الذي
بلغ سن النضج مع بداية الألفية الثالثة، لكن السبب في هذا قد يكون أن هذا
الجيل هو الأكثر تواصلاً والأكثر وضوحاً للأنظار. والحقيقة أن الميل فـي
اتجاه الشعور الزائد بالاستحقاق واضح في قطاعات المجتمع كلها. وأظنه
على صلة وثيقة بالنزوع إلى كل ما هو استثنائي، ذلك النزوع الذي تسوقنا
إليه وسائل الإعلام الجماهيري.
هي أن الانتشار الواسع لتكنولوجيا الاتصالات وللتسويق
الجماهيري يدمر نظرة كثير من الناس إلى أنفسهم. إن هذا الإغراق بكل ما
هو استثنائي يجعل الناس يشعرون بالسوء تجاه أنفسهم ويجعلهم يحسـون
حاجة شديدة إلى أن يكونوا أكثر تميزاً، وأكثر راديكالية، وأكثر تأكيـداً
لذواتهم حتى يصيروا أشخاصاً بارزين، أو حتى يصيروا أشخاصاً لهم أهمية
ما أو تميز ما، مهما تكن تلك الأهمية ومهما يكن ذلك التميز.