Смотреть в Telegram
_ نحن جميعاً، أو الأغلبية العظمى منا، بشـر متوسـطـون عـاديون. لكـن الحالات الحدية هي التي تحظى بالشهرة كلها. ونحن نعرف هذا على نحو ما، لكننا لا نفكر فيه ولا نتحدث عنه النواحي التي يمكن أن تجعل من هذا الأمر مشكلة. إلا نادرا؛ كما أننا لا نناقش أبدأ . إن وجود الإنترنت وغوغل وفيسبوك ويوتيوب، إضافة إلى إمكانية الوصول إلى أكثر من خمسمائة قناة تلفزيونية أمر رائع حقاً. لكن انتباهنـا محدود. وليست لدينا طريقة تسمح لنا بمعالجة هذه الأمواج الهائلـة مـن المعلومات التي تجتاحنـا علـى نحـو مسـتمر. مـن هنـا، فـإن «وحـدات المعلومات» التي تفلح في لفت انتباهنا هي الوحدات الاستثنائية حقا... وهذا لا يتجاوز نسبة واحد من مئة ألف. طيلة اليوم، وفي كل يوم، تأتينا كميات ضخمة من تلك الأشياء الاستثنائية حقا. يأتينا أفضل الأفضل! ويأتينـا أسـوأ الأسوأ! تأتينـا أكبر الإنجازات الرياضية، وأقوى النكات، وأكثـر الأخبـار إزعاجاً، وأكثر الأخطار هولاً... يأتينا هذا كله من غير توقف أبداً. تمتلئ حياتنا اليومية بمعلومات آتية من الحدين الأقصيين مـن مجـال التجربة البشرية الواسع لأن هذا ما يلفت الأنظار في مجال الإعلام، ولأن ما يلفت الأنظار يدر مالاً. هذه حقيقة الأمر. لكن النسبة الكبرى مـن الحيـاة الواقعية موجودة في المنطقة الوسطى. ليست النسبة الكبـرى مـن الحيـاة الحقيقية استثنائية بأي معنى من المعاني؛ بل هي عادية تماماً. لقد أدى هذا الفيض من المعلومات الحدية المتطرفة إلى إعادة صياغتنا على نحو يجعلنا نظن أن الاستثناء هو الناظم الجديد للأشياء. ولأننا كلنا بشر عاديون معظم الوقت، فإن فيضان المعلومات الاستثنائية يدفع بنا إلى الشعور الخ بقدر كبير من القنوط وقلة الأمان لأن من الواضح أننا (على نحو ما) لسـنا مثل أولئك الناس، لسنا جيدين بما فيه الكفاية! وهكذا فإننا نحسن، أكثر ما فأكثر، بحاجة إلى التعويض عن ذلـك كـلـه مـن خـلال الشعور الزائد بالاستحقاق، ومن خلال الإدمان.
Telegram Center
Telegram Center
Канал