"من عرفَ الله في مُقتبلِ عُمره لن يخرمَ اليأسُ قلبَه، ولن تكسرَه صروف الدَّهر، ولن تؤلمَه ابتلاءات الأيَّام، ليقينه أن الحياةَ ما هيَ إلا كعجلةٍ مستديرةٍ في تقلُّباتها وأنها متبدِّلة بغمضة عَين.. يا صاحبي؛ احرِس قلبَك بمعَاني اليقين، فاليأسُ ذئبٌ لا يأكُل إلا من القلوب القاصِية عن اليقِين بالله!"
" أيُّ قوة تودعها فينا، أيُّ قوة تلك يا ربّ يا منّان! يأتيك عبدك مُثقلٌ تَعِبٌ من الدنيا فقيرٌ من كلِّ شيء، لا شيء معه سوى دمعٍ ورجاء، فيعود قويًا… كأنك سكبت الطمأنينة في قلبه سكبًا وأمددته بثقة وقوة من عندك، لا حرمتنا مناجاتك، لك الحمد حتى ترضى."
"ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله"؛ ما من مؤمنٍ اليوم إلا وأظهر فرحته، فبفضل الله وبرحمته فبذلك فلتفرحوا يا أيها المؤمنون، سرّوا أهليكم، وابعثوا بعيدياتكم إلى أطفال غزة، واشهدوا بقلوبكم وعيونكم يومًا من أيام الله.
شهدت في حياتي أعياداً لا تُحصى، لكن عيداً كهذا لم أشاهد، وفرحاً كهذا لم أفرح، كيف لا أفرح وقد سلم الله من تبقى منا، وحقن دماءنا، وحفظ أطفالنا، ورد كيد عـدونا عنا !!
كم تمنيت لو كنتم الآن بيننا، وشاهدتم فرحتنا وفرحة الناس حولنا، الناس تكاد تُجن من شدة الفرح بوقف هذه الحرب المجنونة، فالأطفال يركضون ويطلقون الألعاب النارية، والشباب يكبرون تكبيرات العيد، والشيوخ يصدحون بالتهليل، والنساء يزغردن، وكأنهم ولدوا من جديد، كيف لا وقد نجاهم الله من هذه الإبادة !! اللهم إن أهل غزة يستحقون الفرح، فلملم يارب جراحهم، واجبر قلوبهم، وعوضهم عن هذه الأوجاع التي فطرت أرواحهم، فأنت الكريم الرحيم الذي يجبر كسر عباده، ويمسح على أحزانهم وآلامهم !!
"أعزُّ مرحلة يصل إليها الإنسان في حياته هي: مرحلة الرضا أن يتساوى عنده كل شيء، ولا يكترث لتأخر أمنية أو فوات فرصة، ليقينه التام أن تدابير الله هي المنجية دائمًا، وفي كل أمر يُهيئ له ما يناسبه، يُصبح ويمسي بقلب راضٍ كأنْ لم ينقصه شيء، كأنه يملك الدنيا بحذافيرها ".
تغلق الحياة عنك نافذة أمل؛ فيفتح الله لك باب الوصول، وتطفئ عنكَ بصيص ضَوءْ؛ فيهبكَ الله شمسًا تنسخُ كلّ عتماتِ روحك .. وتذبلُ في أيامكَ زهرة، فيؤتيكَ الله أوديَة مخضرّة، رابية، بهيجة ..
ذاكَ أنه الجواد الذي يجازي الشبرَ بالذراع، والمشي بالهرولة، والحسنة بعشر أمثالها.
"من رحمةِ اللهِ بك؛ أنه لا يزالُ يجعلُ لكَ إليهِ حاجة، كلما قضى لك حاجةً أحدثَ لك أخرى، حتى لا تنقطعَ عنه، فإن النفوسَ مجبولةٌ على الانقطاعِ عمن تستغني عنه، ومن استغنى عن اللهِ وانقطعَ عنهُ هلك وضاع، ولذلك قال بعض أهل العلم: " يُنْشِئُ اللهُ لك الحاجات، لتنشأَ منك العبوديات "
أنا فداء كُلّ تكبيرة خرجت من صدر مظلومٍ مقهورٍ لاقىٰ انتصارًا بعد طول عذاب، فداء كُلّ شابٍّ عاد وطنه بعد أن اغتَرَب زمنًا والآن وجد حُضنًا، فداء كُلّ صرخةٍ صارَت دعاء امتنانٍ وحمد، فداء أُمّتي بُكلّ آلامها وجراحها حتّى تصير حُرّة..
"أقفُ على عتباتِ الدعاءِ وفي ظهري حسنُ الظنِّ، وأمامي كلُّ العوائقِ والعقباتِ وسننِ الكونِ التي لا تتغيرُ، والعلمُ الواصلُ لحدِّ اليقينِ يتناقضُ داخلي مع التسليمِ الكاملِ وتفويضِ الأمرِ لمن له الأمر، فأرفعُ يدي ولا ينطلقُ لساني، أقولُ يا رب.. ثمَّ أتوقفُ، وأعاودُ فأقولُ يا رب.. ثمَّ تأتي ألطافُ اللهِ تمسحُ على قلبي، وأتذكرُ أنَّ في كلِّ بلاءٍ نعمة، وفي كلِّ دعاءٍ منحة، وكلُّ أمرِنَا خيرٌ بإذن الله...🤍