◾️قال الراوي: في حرب ابراهيم ابن مالك الأشتر للانتقام من قتلة الإمام الحسين (عليه السلام) أقبل رجل في كبكبة كأنه بغل أقمر يفري الناس، لا يدنو منه أحد إلا صرعه.
فدنا مني، فضربت يده فأنبتها وسقط على شاطئ النهر، فشرقت يداه وغربت رجلاه فقتلته، وكان قد تعطر، وأظنه ابن زياد، فطلبوه فجاء رجل فنزع خفيه وتأمله فإذا هو ابن زياد على ما وصفه ابراهيم ابن الأشتر، فاحتز رأسه واستوقدوا عامة الليل بجسده.
- قال أبو عمر البزاز: كنت مع إبراهيم بن الأشتر لما لقي عبيد الله بن زياد بالجازر، فعددنا القتلى بالقصب لكثرتهم قيل: كانوا سبعين ألفاً،
- قال: وصلب ابن زياد قبل إحراقه منكساً، ثم أمر إبراهيم برأس عبيد الله بن زياد ورأس الحصين بن نمير ورأس شرحبيل بن ذي الكلاع ورأس ربيعة بن مخارق الغنوي ورؤوس أشباههم من رؤساء أهل الشام، فقورت ونقضت وكتبت الرقاع بأسماء أصحابها وبعث بها إلى المختار.
فلبس المختار نعله ووطأ به وجه ابن زياد، ثم رمى النعل إلى مولى له فقال: خذ هذا النعل واغسلها.
✍️ عن عبد الملك بن كردوس، عن حاجب عبيد الله بن زياد قال:
دخلت القصر خلف عبيد الله بن زياد حين قتل الحسين (عليه السلام) فاضطرم في وجهه نار.
- فقال: هكذا بكمه على وجهه.
- فقال: هل رأيت؟ - قلت: نعم. فأمرني أن أكتم ذلك.
- قال راوٍ آخر: رأيت ناراً قد خرجت من القصر، فولى عبيد الله بن زياد هارباً من مجلسه إلى بعض البيوت، وارتفعت النار وتكلم الرأس بصوت فصيح ولسان طلق حتى سمعه عبيد الله بن زياد وجميع من في القصر وهو يقول:
إلى أين تهرب إن عجزت عنك النار في الدنيا فما تعجز عنك في الآخرة هي مثواك يوم القيامة.
- قال: فوقع كل من كان حاضراً على ركبهم من تلك النار وكلام الرأس. فلطموا على رؤوسهم لأجل ذلك.
فلما ارتفعت وسكت الرأس رجع عبيد الله بن زياد وجلس في مجلسه.
- وحيث إنّ الإمام مسؤولٌ عن هذه الأمّة، وهو حجّة الله على خلقه، وخليفته في عباده، وهو الحاضر الغائب، الذي تُعرض عليه أعمال العباد، ويراقب الأحداث، ويعيشها لحظةً بلحظة،
- فإنّه يشعر في هذا اليوم بالحزن على هذه الأمّة التي افتقدت إمامها، وصارت كاليتيم بلا أبٍ ولا كفيل،
- ويرى عظيم ما جنته أيدي الطواغيت من ظلمٍ وقهرٍ وعذاب، وما نشرته من فسادٍ وبغي وجَور، فيتألّم لحالها ويحزن لفراقها،
🔹فعن عبد الله بن دينار، عن أبي جعفر عليه السلام أنّه قال: "يا عبد الله، ما من عيدٍ للمسلمين أضحى ولا فطر، إلّا وهو يتجدّد فيه لآل محمّد حزنٌ،
- قلت: ولمَ ذاك؟
- قال: لأنّهم يرون حقّهم في يد غيرهم"(2).
- وهذا الحزن والافتقاد في يوم الفرح والسرور والاجتماع، إنّما هو لحقّ الإمامة،
▫من الأيّام التي يحضر فيها ذكر إمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف بقوّة هو يوم العيد ، الذي يمثّل مناسبة سنويّة مهمّة لاجتماع المسلمين.
- وهذا اليوم، الذي تعدّ صلاة العيد فيه جماعةً خلف الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف من الواجبات في زمان حضوره،
- يدلّ على إحدى الوظائف الأساسيّة التي يُفتقد فيها الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف بسبب غيبته عن الظالمين والطغاة المخالفين لمشروعه الإصلاحيّ العالميّ.
📖 ويشير الإمام زين العابدين عليه السلام إلى هذه الناحية المهمّة في دعائه في عيد الأضحى ويوم الجمعة بقوله:
💠 3- كريمة أهل البيت: وهو من ألقاب هذه السيدة الجليلة، وعرفت به من دون سائر نساء أهل البيت.
وقد اشتهر الإمام الحسن المجتبى عليه السلام بهذا اللقب من دون سائر الرجال، فكان يقال له كريم أهل البيت.
وقد أطلقه عليها الإمام المعصوم عليه السلام في قصّة وقعت لأحد السادة الأجلاّء وقال له:" عليك بكريمة أهل البيت " مشيراً إلى هذه السيدة الجليلة.
🌷ولهذا اللقب دلالة بعيدة الغور على شأن فاطمة بنت الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام، فإنّ أهل البيت عليهم السلام قد جمعوا غرّ الفضائل والمناقب وجميل الصفات، ومن أبرز تلك الخصال الكرم، وقد عرّفوه بأنّه إيثار الغير بالخير ولا تستعمله العرب إلا في المحاسن الكثيرة، ولا يقال كريم حتى يظهر منه ذل. والكريم هو الجامع لأنواع الخير والشرف والفضائل.
🌷ومن أبرز مظاهر كرمها أن مثواها المقدس كان ولا يزال منبعاً للفيض، وملاذاً للناس، ومأمناً للعباد، ومستجاراً للخلق، وباباً من أبواب الرحمة الإلهية للقاصدين،
وأنّ مدينة قم حيث تضمّ مرقدها الطاهر كانت ولا تزال حاضرة العلم، وحرم الأئمة وعش آل محمد عليهم السلام ومنفراً لأهل العلم من شتى بقاع الأرض، يتلقّون علوم أهل البيت عليهم السلام محتضنة كوكبة من العلماء والطلاب، ولا زالت هي والنجف الأشرف فرسي رهان تتسابقان في تخريج حملة العلوم على شتى مراتبهم.
✍️ففي وصف هذه السيدة الجليلة بأنّها كريمة أهل البيت دلالة على أنها ذات خير وبركة على الخلق، ولا سيما شيعة آل محمد واختصّ أهل قم منذ اللحظة التي تشرفت أرضهم بها أنهم لا يزالون ينعمون ببركاتها وخيراتها آناء الليل وأطراف النهار، ويعيشون في حماها ويتفيأون ظلالها في امتياز خاص بهم من دون أهل سائر المناطق الأخرى.
✍️وقد ذكرت الروايات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام عدة تفاسير لمعنى فاطمة وكلّها تدلّ على عظمة الصديقة الزهراء عليها السلام ومقامها.
💠2- المعصومة: ويقترن هذا الاسم باسم فاطمة بنت الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام، فيقال في الأعم الأغلب: فاطمة المعصومة، كما يقال عند ذكر أمّها الكبرى: فاطمة الزهراء عليها السلام.
وقد ورد هذا الاسم في رواية عن الرضا عليه السلام حيث قال:" من زار المعصومة بقم كمن زارني ".
🌷ولهذه التسمية من الدلالة ما لا يخفى، فإنها تدلّ على أنّ السيدة فاطمة عليها السلام قد بلغت من الكمال والنزاهة والفضل مرتبة شامخة حيث سمّاها الإمام عليه السلام بالمعصومة، والعصمة تعني الحفظ والوقاية،
والمعصوم هو الممتنع عن جميع محارم الله تعالى، وهي لا تنافي الاختيار، فتكون مرتبة من الكمال لا تهمّ النفس معها بارتكاب المعصية فضلاً عن الإتيان بها مع القدرة عليها عمداً أو سهواً أو نسياناً،
ولا يكون معها إخلال بواجب من الواجبات، بل ولا مخالفة الأولى كما في بعض المعصومين عليهم السلام.
🌷 كانت السيدة المعصومة ربيبة الإمامة، وقد حظيت بأحسن الأسماء، وأجمل الألقاب،
وإن لأسمائها وألقابها من الدلالات والمعاني ما يشير إلى عظمتها، ذلك لأنّ الاسم أو اللقب لم يطلق عليها جزافاً،
وإنّما صدر عن المعصوم الذي يضع الأشياء في مواضعها، الأمر الذي يدلّ على جلالة هذه الشخصية وعظمتها في كل شأن من شؤونها.
وأما أسماؤها وألقابها فهي:
💠1- فاطمة: وكم لهذا الاسم من شأن وخصوصية عند الأئمة عليهم السلام وشيعتهم، وكم كان الأئمة عليهم السلام يولون هذا الاسم أهمية فائقة، لا نجدها في سائر الأسماء عندهم.
✍️روى الكليني بسنده عن السكوني، قال: "دخلت على أبي عبد الله عليه السلام وأنا مغموم مكروب،
فقال لي: يا سكوني ما غمّك؟ فقلت: ولدت لي ابنة،
فقال: يا سكوني على الأرض ثقلها، وعلى الله رزقها، تعيش في غير أجلك، وتأكل من غير رزقك، فسرّى والله عني،
فقال: ما سمّيتها؟ قلت: فاطمة،
قال: آه، آه، آه، ثم وضع يده على جبهته، ثم قال: أما إذا سمّيتها فاطمة فلا تسبّها، ولا تلعنها، ولا تضربها ".
🌷إن لهذا الاسم قدسية في نفوس أهل البيت عليهم السلام، ولذا ذكر بعض الباحثين أن جميع الأئمة عليهم السلام كانت لهم بنات بهذا الاسم، حتى أن أمير المؤمنين عليه السلام الذي كان اسم أمّه فاطمة واسم زوجته فاطمة، كان له بنت اسمها فاطمة،
- وأنّ الإمام الكاظم عليه السلام كانت له أربع بنات بهذا الاسم، الأمر الذي يؤكد على أن هذا الاسم ليس أمراً عادياً، فيا ترى ما هو الوجه في ذلك.
💠انتشار التشيع؛ النتاج الأعظم لنزول السيد فاطمة المعصومة (سلام الله عليها) أرض قم
✍️وانتقل سماحة المرجع وصاحب تفسير «الأمثل» في مقطع آخر من حديثه إلى انعكاسات وآثار نزول السيدة المعصومة(سلام الله عليها) بلدة قم ودوره في نشر وتعزير الوجود الشيعي فيها قائلاً:
إن النواة الأولى لانتشار المذهب الشيعي قد أودعت في هذه البلدة في أوائل القرن الهجري الأول، وما برح الزمان حتى أصبحت هذه البلدة مدينة شيعية بامتياز ومأمنا وملجأ لأتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام.
- فمدينة قم في هذه الفترة كانت مستعدة ومهيئة لاستقبال واحتضان ذرية علي بن أبي طالب(عليه السلام) وما إن وطأت أقدام أحد من هذه الذرية العطرة أرض قم حتى قام أهلها بالترحيب به واستقباله لينعم بالعزة والاحترام وليأمن شر أعدائه المتربصين.
🔰وعلى هذا النحو فقد قصد هذه المدينة كثير من السادة الأجلاء وأحفاد آل البيت عليهم السلام وعلى رأسهم السيدة الجليلة فاطمة المعصومة بنت الإمام موسى بن جعفر عليه وعليها السلام[8].
🌷وقد قصدت السيدة المعصومة(سلام الله عليها) مدينة قم بنية الالتحاق بأخيها الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام) وزيارته بخراسان.
- وعندما بلغ المسير بها إلى مدينة ساوة القريبة من قم، ألمّ بها المرض حتى خضعت للعلاج وكانت على علم بوجود الشيعة في مدينة قم فنادت خادمها وأمرته بالتوجه نحوها.
- ومن جانب آخر عندما سمع أهل قم نبأ نزول السيدة الجليلة مدينة ساوة قرروا دعوتها إلى مدينتهم. فتوجه أبناء وأحفاد سعد الأشعري ودخلوا عليها ودعوها للمدينة ثم أتوا بها إلى قم وأتموا لها الضيافة وأكنوا لها الاحترام
ولكنها وللأسف توفيت بعد فترة وجيزة من دخولها مدينة قم حيث ووري جثمانها الطاهر الثرى فيها.
- إن لنزول السيدة فاطمة المعصومة(سلام الله عليها) مدينة قم ووفاتها ودفنها فيها أثر بليغ في تعزيز وانتشار التشيع، حيث تتابع نزول أولاد الأئمة وأحفادهم في هذه المدينة وقصدها الكثير من رواة الحديث وعلماء الكوفة وسائر البلاد وأصبحت قم منارة متبرّجة للمذهب الشيعي[9].
🔸️الأمر الأوّل: ما رواه الصّدوق بسنده عن عبدالله بن سنان قال: قال أبو عبدالله عليه السلام: سَتُصِيبُكُمْ شُبْهَةٌ فَتَبْقَوْنَ بِلَا عَلَمٍ يُرَى، وَلَا إِمَام هُدًى، وَلَا يَنْجُو مِنْهَا إِلَّا مَنْ دَعَا بِدُعَاءِ الْغَرِيقِ.
👈🏻فهنا كأنَّ الإمام عليه السلام يقول له: «نحن أعرف باستعمال الألفاظ الّتي تصبّ في قضاء الحاجة المرجوّة، فلا تزد في الدعاء ممّا لم يكن مأثوراً».
🔸️الأمر الثّاني: إنَّ القدر المتيقّن للحصول على الفائدة المرجوّة هو الاقتصار على ما ورد عنهمi، فالزّيادة والنّقيصة قد لا يتحصّل منها الفائدة المرجوّة، فكلماتهمi كوصفة الدّواء الّتي ينبغي الاعتناء بها بدقّة حتّى نصل للعلاج.
🔸️الأمر الثّالث: أنّ تغيير العبائر في الأدعية والزّيارات بما يناسب الحال والمقام هي من المسائل العامّة البلوى للنّاس، ومع ذلك لم يصلنا شيء عن أصحاب الأئمّة أنّهم قد سألوا واستفسروا عن هذه القضيّة، فلو كان لبان. وما ورد في التّهذيب من تغيير عبارة أتيتكما زائراً .. إلى : قصدتكما بقلبي زائراً..
- فهو ليس من كلام الإمام ، بل هو من كلام الشّيخ الطّوسيّ، بقرينة أنّ الشّيخ الكلينيّ في الكافي، وابن قولويه في كامل الزّيارات قد رويا هذه الرّواية من دون هذه الزّيادة.
4. الأمر الرّابع: وهو يرتبط بنفس زيارة عاشوراء؛ حيث إنّ الإمام بعد أن ذكر الزّيارة بكاملها قال لعلقمة: يَا عَلْقَمَةُ، إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَزُورَهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ بِهَذِهِ الزّيارة مِنْ دَهْرِكَ (أو من دارك) فَافْعَلْ؛ فَلَكَ ثَوَابُ جَمِيعِ ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى،
- فالإمام قال: بهذه الزّيارة إشارة إلى نفس الزّيارة الّتي ذكرها، وبنفس ألفاظها، ولم يُشر إلى التّغيير فيها.
5. الأمر الخامس: الظَّاهر من الرّواية أنّ الزّيارة قد صدرت من الإمام في غير يوم عاشوراء، ولم يغيّر هذه العبارة ولم يبدلها؛ حيث إنّ الظّاهر بأنّ هذه الزّيارة صدرت أيّام إشخاص الإمام إلى العراق،
- فقد ورد في الرّواية: عن سيف بن عميرة قال: خرجت مع صفوان بن مهران الجمّال وجماعة من أصحابنا إلى الغريّ بعدما خرج أبو عبدالله عليه السلام، فسْرنا من الحيرة إلى المدينة، فلمّا فرغنا من الزّيارة صرف صفوان وجهه إلى ناحية أبي عبدالله عليه السلام، فقال لنا: تزورون الحسين عليه السلام من هذا المكان من عند رأس أمير المؤمنين عليه السلام من هاهنا أومأ إليه أبوعبدالله عليه السلام وأنا معه.. إلى آخر الرّواية.
- فإذا ثبت أنّ هذه الزّيارة قد صدرت من الإمام في غير يوم عاشوراء انتفى الإشكال من الأساس.
6. الأمر السّادس: أنّ التّغيير لا حاجة إليه في هذه العبارة من الزّيارة أصلاً، فإنّ التّغيير إنّما نلجأ إليه في فرض الحاجة والضّرورة، والحال أنّ في هذه العبارة قرينة سياقيّة على أنّه ليس المراد من اليوم في قوله عليه السلام: اللهمّ إنّ هذا يوم تبرّكت به بنو أميّة< هو اليوم الذي أقرأ فيه الزّيارة، بل المراد من (هذا اليوم) هو الإشارة إلى يوم عاشوراء الّذي وقع فيه قتل المولى الحسين عليه السلام.
5️⃣التّساؤل الخامس: حول حكم التّغيير في عبائر الزّيارة كما في مثل تغيير عبارة: (اللهم إنّ هذا يوم تبرّكت به بنو أمية) إلى (اللهمّ إنّ يوم عاشوراء يوم تبرّكت به بنو أمية).
🔰هذا التّساؤل يرجع لبحث كبرويّ وهو: هل يجوز تغيير الزّيارات والأدعية إذا اقتضى المقام ذلك، أو لا يجوز؟
- ويندرج تحت هذه المسألة الكبرويّة تغيير هذه العبارة من زيارة عاشوراء.
✍️فنقول: يوجد هناك رأيان:
1. الرّأي الأوّل: هو جواز التّغيير، وبالتّالي يجوز تغيير هذه العبارة من الزّيارة، بل الأفضل هو إبدال العبارة هنا؛ وذلك للأمور التّالية: أوّلاً: لا مانع شرعاً من تغيير بعض العبائر إذا كان المعنى صحيحاً ومن دون نسبة ذلك إلى المعصوم عليه السلام.
2. ثانياً: أنَّه لا يُشار إلى يوم آخر بأنّه اليوم الّذي تبرّكت به بنو أميّة، بل شخص يوم عاشوراء هو الّذي تبرّكت به وفرحت به بنو أميّة.
3. ثالثاً: إنّ الإبدال هنا هو محافظة على حقيقة نصّ الزّيارة، فحقيقة نصّ الزّيارة هو الإشارة إلى يوم عاشوراء نفسه، لا اليوم الّذي تُقرأ فيه الزّيارة.
4. رابعاً: إنّ القول بعدم التّغيير مطلقاً لا يمكن الالتزام به؛ لأنّه يلزم منه حرمان النّساء ومنعهنّ عن الزّيارة والدّعاء في بعض المواطن الّتي جاءت بالصِّيغ المذكّرة!!
- وهذا لا يمكن الالتزام به، فلا بدَّ من مراعاة الحال والمقام، والزّمان والمكان.
5. خامساً: أنه قد ورد التّصريح في بعض الرّوايات بتبديل بعض العبائر، فمّما ورد عن التّهذيب عن ابن أبي عمير عمّن رواه قال: قال أبو عبدالله عليه السلام: .. ويُسلّم على الأئمّة من بعيد كما يُسلّم عليهم من قريب، غير أنّك لا يصحّ أن تقول: أتيتك زائراً، بل تقول في موضعه: قصدتك بقلبي زائراً.
- وورد في حاشية المصباح للكفعميّ: "إن كانت الزّيارة من بُعد فقُل: قصدتكما بقلبي زائراً، وإن كانت من قُرب فقل: أتيتكما زائراً، قاله المفيد في مزاره".
2. الرّأي الثّاني: أنّه لا يصحّ تغيير عبارات الزّيارات والأدعية؛ فنحن نتعبّد بما ورد عنهم ، وبالتّالي لا يصحّ تغيير هذه العبارة من زيارة عاشوراء. وذلك للأمور التّالية: