🔮💭 دخل أبوحازم وهو أحد الوعاظ على سليمان بن عبد الملك، فقال له سليمان: لم نكره الموت ولا نرضى به؟ فقال أبوحازم: لأنكم عمرتم الدنيا وخربتم الآخرة، وبالموت تذهبون من العمار إلى الخراب. فقال سليمان: كيف يكون دخولنا على الله في الآخرة؟
📿 فقال أبوحازم: أما صاحب العمل الصالح فحاله كحال المسافر يرجع من سفره إلى وطنه، ويرتاح من مشاق السفر، وأما صاحب العمل الطالح فحاله حال الغلام الذي فر من سيده ثم رجع إليه بألف خجل. فقال سليمان: أي الأعمال أفضل؟ فقال أبوحازم: أداء الواجبات واجتناب المحرمات. فقال سليمان: ليتني كنت أعلم بما ينتظرني. فقال أبوحازم: اقرأ بكتاب الله. فقال سليمان: وأين؟ قال أبوحازم: هذه الآية: (إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم).
💭 فقال سليمان: ما كلمة العدل؟ فأجاب أبوحازم: العدل ما تأمل منه وتطمع فيه. فسأل: من هو أعقل الناس؟ أجاب: الذي يطيع الله. قال: من هو أجهل الناس؟ أجاب: من باع آخرته بدنيا غيره. فسأل: ما تقول في حكمي؟ أجاب: أعفني من هذا. قال سليمان: لا أعفيك أريد أن أتعظ؟ قال: إن آباءك حكموا الناس بقوة السيف وبدون رضاهم وقتلوا الناس، يا ليتك تعلم ما الذي جرى لهم. فقال سليمان: زدني موعظة باختصار. 🔮💭 فقال أبوحازم: اسع أن لا يراك الله في مكان قد نهى عنه، وأن يراك في مكان قد أمر به. فبكى سليمان بكاءً شديداً، فاعترض أحد الحاضرين على أبي حازم وقال له: ما هذا العمل الذي قمت به لتؤذي الخليفة؟! قال أبوحازم: صه، إن الله أخذ على العلماء بأن يظهروا للناس علمهم ولا يكتموه، قال هذا وخرج من عند الخليفة، فأرسل إليه سليمان مقداراً من المال فردها، وقال: إن هذا المال لا أرتضيه لك فكيف أرضاه لنفسي.