﴿رَبَّنا أَفرِغ عَلَينا صَبرًا وَتَوَفَّنا مُسلِمينَ﴾
و إنني يـ الله أحب أن تغرقني صلآحاً فَـ تُحبني وَ تَجعل ملآئكةُ السماء من حُبك تُحبني فلآ الأرض موطني ولآ أهل الارض غايتي.
لِمن مرّ من هُنا ، أستغفر تُزهر روحک
🌹 🌸
يسأل أيضاً ويقول : عند دخولي في الصلاة يتهيأ لي أنه يخرج مني ريح ولا أشعر بشيء لا بصوت ولا رائحة ، ولكن عندما أحس بهذا فإنني أتحكم في نفسي وأضغط على نفسي إلى أن تنتهي الصلاة ، فما الحكم في صلاتي؟
سئل النبي ﷺ عن الرجل يخيل إليه في الصلاة أنه يخرج منه شيء ، فقال عليه الصلاة والسلام : (لا ينصرف حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا) هكذا قال عليه الصلاة والسلام ، وفي اللفظ الآخر قال ﷺ : إذا وجد أحدكم في بطنه شيئًا فأشكل عليه : أخرج منه شيء أم لا ، فلا يخرجن من المسجد حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا.
👈 فالذي يخيل إليه أنه خرج منه شيء لا يبطل وضوؤه ولا صلاته ، بل هو على حاله ، صلاته صحيحة ووضوءه صحيح حتى يعلم يقينًا أنه خرج منه شيء ، ولو بغير الصوت والريح ، إذا علم #يقينًا أنه خرج منه ريح أو خرج منه بول بطلت الطهارة وبطلت الصلاة.
👈 أما ما دام هناك #شك ولو واحد في المائة.. فصلاته صحيحة وطهوره صحيح ، ولا ينفتل من صلاته ؛ لأن هذا من وساوس الشيطان ومن أعماله الخبيثة ، يخيل للإنسان أنه خرج منه شيء ، ينفخ في مقعدته حتى يخيل له أنه خرج منه شيء ، يحرك أشياء حول مقعده.
⚠️ فالمقصود أن الشيطان حريص على إبطال طهارة المؤمن وإبطال صلاته ، فلا ينبغي للمؤمن أن يحقق أمل الشيطان ومكيدته بالانفتال من الصلاة بغير أمر مقطوع به ، فإذا جزم يقينًا أنه خرج منه شيء وإلا فهو في صلاة يتمها. نعم.
تَفضَّلَ اللهُ سُبحانه على عِبادِه بنِعَمٍ كثيرةٍ وأفْضالٍ جَليلةٍ ، ومِن ذلك أنْ جعَلَ في بَعضِ الأطْعمةِ بَرَكةً وشِفاءً.
وفي هذا الحديثِ تَوجيهٌ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم للأخْذِ بالأسبابِ في حِفظِ النَّفسِ مِن شرِّ السُّمِّ والسِّحرِ ؛ حيث يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ مَن أكَلَ في صَباحِ كُلِّ يَومٍ سَبْعَ تَمَراتٍ مِن التَّمرِ المَعروفِ بالعَجْوةِ على الرِّيقِ ؛ لَم يَضُرَّهُ في ذلك اليَومِ شيْءٌ مِن المَوادِّ السَّامَّةِ التي قد تُسبِّبُ بأيِّ شكلٍ مِن الأشكالِ المرضَ أوِ الموتَ ، إذا تَناوَلها أو استنْشَقَها الإنسانُ ، أو تعرَّضَ لها عن طَريقِ الجِلدِ ، أوِ العينِ ، أو عن طَريقِ اللَّدَغاتِ.
👈 وكذلك يحفَظُ من الموادِّ السِّحرِيَّةِ ، والسِّحرُ : هو قِراءاتٌ وطَلاسِمُ يَتوصَّلُ بها السَّاحرُ إلى استخدامِ الشياطينِ فيما يُريدُ به ضَرَرَ المسحورِ ، فمَن أكَلَ سبْعَ تَمَراتٍ في الصَّباحِ يَحفَظُه اللهُ عزَّ وجلَّ مِن جَميعِ الأشياءِ الضَّارَّةِ جِسميًّا أو نفسيًّا.
● وتَخصيصُ عدَدِ السَّبعِ الواردِ في الحَديثِ منَ الأمورِ التي عَلِمَها الشارعُ ولا نَعلمُ نحن حِكمَتَها ؛ فيَجِبُ الإيمانُ بها ، واعتقادُ فضْلِها والحكمةِ فيها ، وهذا كأعدادِ الصَّلواتِ ، ونِصابِ الزكاةِ ، وغيرِ ذلك.
⁉️وقدِ اختَلَفَ العلماءُ في تَخصيصِ (نوعِ التمرِ) : هل يَختَصُّ بتَمرِ العَجوةِ ، أمْ يَندرِجُ تحتَ هذا الحديثِ أيُّ نوعٍ مِن أنواعِ التَّمرِ؟ فالنَّصُّ هنا على تمْرِ العَجْوةِ عامَّةً ، لكِنْ جاء عند مُسلمٍ ، عن سَعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عنه ، أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : «مَن أكَلَ سَبعَ تَمَراتٍ ممَّا بيْن لابَتَيها حينَ يُصبِحُ ، لم يَضُرَّه سُمٌّ حتَّى يُمسِيَ» ، وظاهرُه خُصوصيَّةُ عَجْوةِ المدينةِ ببَركةِ دَعوةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لِتَمْرِ المدينةِ ، لا لِخاصيَّةٍ في التَّمْرِ ، وقيل بالعُمومِ في كلِّ العَجْوةِ.