وصلوا البارحة إلى قريتهم..
أول شيء بحثوا عنه لم يكن بيتهم الذي تدمّر،
ولا أرضهم التي احترقت،
بحثوا عن جثمان والدهم،
ذاك البطل الذي بقي صامداً رغم كل شيء..
حملوه على أكتافهم،
كما لو أنّهم يحملون وطناً كاملاً بين أيديهم..
حملوا أغصان الغار رمزاً للنصر،
وشتلة التبغ رمزاً للصمود،
وكأنّهم يحملون ذاكرة الأرض كلّها..
في وداعه الأخير، احتموا من المطر تحته،
وكانت المرة الأخيرة التي مد لهم ظله الحنون،
حامياً، كما كان دوماً من قسوة الأيام..
كان المشهد مزيجاً من الوجع والعزّة،
فما زالت الأرض رغم كل شيء تُنجب أبطالاً،
وما زالوا رغم الدمار أوفياءً للنهج..