#في_تفسير_سورة_القدر (1) .
.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾ .
.
1 ـ لقد وردت
في هذه السورة صور عديدة من صور التأكيد على عظمة القرآن، منها: .
.
التعبير بالضمير دون التصريح بالاسم، وكأنه معلوم بالبداهة. .
.
إن الله تعالى اختار ظرفا زمانيا هو من أشرف الظروف، والمتمثّل بليلة
القدر. .
.
كما اختار له قلب أشرف الكائنات ليتلقاه دفعة واحدة بمقتضى قوله تعالى ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ﴾ إذ كما أن المُلقى وهو القرآن الكريم شُرِّف بالمتلقّي وهو النبي الأكرم (ص) فإن المتلقّي أيضا شُرِّف بالقرآن الكريم. .
.
صار التعبير بضمير الجمع الدال على التفخيم، كقوله تعالى ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا﴾ [
سورة الحجر: الآية 9] و﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ﴾ [
سورة الكوثر: الآية1]. .
.
إن هناك حقيقة ملفتة
في هذه السورة، وهي أنها تبدأ بذِكر إنزال القرآن الكريم، وكان السياق الطبيعي أن يستمر الحديث عنه، وإذا بالسياق يتوجّه دفعة إلى ليلة
القدر، كما لو قلت: أنزلت ضيفا عظيما
في المكان الفلاني، وبدلا من ذِكر عظمة الضيف، تذكر خصوصيات ذلك المكان! .
.
وعليه، فلو صدر مثل هذا القول من قائل حكيم لاستُفيد منه أن الغرض الأولي كان متعلقا ببيان عظمة المكان، لأنك اخترت ضيفا عظيما للنزول فيه، وهذا ما حصل
في هذه السورة؛ لأن السورة أرادت أن تقول: إن من موجبات عظمة ليلة
القدر، أنها أصبحت ظرفا زمانيا لإنزال القرآن الكريم.