#فلانٌ فيه كذا وكذا، ومعاملته سيئة، وأخلاقه سيئة، وآخر يقول عنه لا أُحب مجالسته، وثالثٌ يصفه بالغثيث، ورابعٌ ينعته بالثقيل طينه، كل هذه الألفاظ وغيرها يتداولها شخص أو أكثر عن آخر وقد لا تجد هذه الصفات أو هذه الأوصاف فيه، بالعكس فقد يكون إنسان طيب القلب، دمث الخُلُق، مُحب للجميع، وبالمقابل يوصَف بما لا يليق به من شخص حاقد إما لإعتبارات شخصية أو لكرهه لسبب أو بدون سبب، فهذه مصيبة، لكن أن يأتي شخص آخر ويأخذ عنه الإنطباع الأول بشكل سلبي بمجرد ما يصله من الآخرين دون أن يتحرى أو يتأنى بالحكم عليه فالمصيبة أعظمُ .
لك أن تتخيّل أن يعطيك أحد الأشخاص
ظرفاً مُبهم العنوان، تراه في بادئ الأمر وقد لا تلقي له بالاً، أو قد لا تعطيه من الأهمية الشيء الكثير، ويا ليت أن ينتهي الأمر هنا بعدم إعطائه أي أهمية أو إهتمام، فقد تقوم بتمزيقه قبل أن تتأمل ما بداخله، ثم تتفاجأ بعد ذلك أن محتوى ما كان موجوداً داخل الظرف له أهمية بغض النظر عن كونه لا يحمل عنواناً من عدمه، وبالمقابل لو أخذت سعةً من الأمر وتأنّيت قليلاً لتنظر إلى محتوى هذا الظرف قبل أن تتعجل في تمزيقه مع محتوى داخله، فقد تتلافى الوقوع في الحرج واللوم من المحيطين بك، الأمر هنا لا يقلّ مثالاً عن الحكم على شخص والنفور منه بمجرد أن يُقال عنه كذا وكذا وهو ليس فيه أساساً .
#العبرة :
ليكن لدينا وعي بما نصنعه مع الآخرين ولا نستعجل بالحكم عليهم بمجرد ما يقال عنهم ما ليس فيهم .