#البحث_عن_عيون_خضراء 👁الحلقه الخامسة والاربعون
شعر بالحقارة لما حصل،إذ ما الذي دفعه أن يقول لها ذلك؟!
حتى هو نفسه لا يعرف السبب !! وخامره شعور بالخجل عندما تصورها تخبر أباها بالأمر....
ترى مالذي سيقوله خاله عندئذ عنه؟! هل سيعتبر هذا قلة أدب؟! لكنه لم يسئ الأدب ..إلاّ أنه صرّح
بمشاعر كان يخفيها أو أنها كانت مختفية في لا شعوره وأبرزها للواقع،ظهورها المفاجئ أمامه!!ترى لماذ يود أن يراها في بيته؟!
صحيح أن جدته تخبره بين الفينة والأخرى عن زيارتها مع والدتها ومع (أم زكي)،ولكن ماالفائدة،إذ أن النساء يجلسن مع بعض وبالتالي فهو لايراها حتى لو حضرت لزيارتهم...لا يسمع من جدته إلاّ أنها طيبة وأهلها كذلك وهي تأسف لعدم تعرفها بهم سابقاً،وأما مشاعرها نحوه فهذا مالايعرفه أبداً ولا يستطيع أن يخمنّه !! آه...كم يتمنى أن يسحق كبريهائها هذا.
.
تخيل نفسه وهو يرآها تدخل صالة الفيلا أسفل السلم وهو عند اعلى السلم ينزل الدرجات ببطء وكبرياء،كالأمراء فتشعر بعظمته وهيمنته وهو لا يلق لها بالاً..ولكن كيف السبيل إلى ذلك؟! إنها ...إنها حتى لم ترد على سؤاله !! أنهى سيجارته وأغلق باب السيارة...وانطلق بها...إلى أين؟! قلبه يتمنى الذهاب إلى بيتها،لكن كبريائه يمنعه ...ترى ...لماذا وضع نفسه في هذا الموقف السخيف!! أدار مقود سيارته عائداً لعند جدته الطيبة.
والأخيرة لم يفتها أن تلاحظ ما طرأ عليه من تغير،وظنته بادئ الأمر قد فشل في الأمتحان،لأنه دائم التدخين ،ساهم يدور في الغرف والشرفات بلا هدف،ثم يتجول في الحديقة ويكثر من التدخين،وبقي هكذا حتى حان موعد العشاء،فلم يجد في نفسه شهية له،حينذاك استطاعت جدته أن تجذب منه أسراره بأسلوبها اللين اللطيف،فباح لها بمكنون فؤاده،فضحكت منه،استغرب ذلك منها،شرحت له:
_أعترف...يا(فريد) أعترف..أنك تحبها...أليس كذلك؟
وابتسم هو أيضاً ينفي التهمة عنه: _بالطبع لا ياجدتي...لا...أبداً..
_ولم لا يابني؟! إنها من أطيب الفتيات اللواتي التقيت بهن،علاوة على ألتزامها بالدين والأخلاق،ولا تنس جمالهّا الأخّاذ،ولا أظن أن هنالك من تصلح زوجة لك أفضل منها...كما وانها تحبني مثلما أحبها...أطرق برأسه وابتسامة لطيفة تحتل وجهه،وكأنه وجد الحل،فكر في نفسه..."زوجة لي...أنا ...أتزوج ...وهل آن الآوان لذلك...وممن؟ من (إيمان)".فاجأها بقوله بغتة
_وبعد موقفي السخيف هذا،أتراها ترضى بالزواج مني؟!
_لا عليك يابني سأوّضح لها موقفك...فلا تبتئس
_حينذاك أقبل على الطعام بشهية لا يحسد عليها.
__
أقبلت(أيمان) تحمل كؤوس الشراب،توزعها على الحاظرات أول من تناولته هي (أم وحيد) ،فرحة مسروره،تدعو لـ(إيمان) بالموفقية والنجاح،وأمّنت ابنتاها على كلامها أيضاً،وهما تكادان تطيران من الفرحة ،وأما(سها) فكانت توزع الابتسامات على الحاضرات دون أن تعي مايحدث من حولها شيئاً،فقد اعتادت على زيارات (أم وحيد) وبنتيها وأحفادها الصغار،الذين كانوا يشاكسون (أحمد) في ألعابه المرتبة بعناية على مكتبته،وينتهزون فرصة غيابه للعبث بجهاز( الكومبيوتر) الخاص به،وأما هذه المرة فلم يحضر من الأحفاد أحد،وقد ارتدت الجدة وبنتاها أفخر ما لديهن من ملابس،وتزيّن بما لديهن من مجوهرات كأنهن في مجلس رسمي وليس عائلي ،لكن (إيمان) لم تكن تبتسم ،ليس لأنها حدست أمراً ما، ولكنها تذكرت موقف (فريد) منها،وهي تحس أنه بتصرفه هذا أشعرها أنه لا يكنّ لها أحتراماً، عدا استخفافه بها،ولو أنه كان جاداً في مشاعره_إن كان لديه ميول نحوها_لتقدم لخطبتها،ولما أهانها كما حصل معها يوم النتائج،مع هذا فإنها وكعادتها فوّضت أمرها إلى الله ،واثقة بحسن ظنها به تعالى أن يختار لها الأصلح في دينها ودنياها.
التقطت (أم وحيد) الحديث عن جمال (إيمان) الفتّان وأخلاقها العالية ،وحسدت من ستكون من نصيبه،
فأجابت (سها):
_أنا، لا أحب أن أمدح ابنتي ولكن الحقيقة أني جد فخورة بها،وأنا راضية عنها كل الرضا وأدعو لها بالسعادة دوماً ،إنها لا تخالف لي رأياً ،وهي هادئة الطباع،لطيفة المعشر...أظن من ينالها سيسعد معها.
_إذن مارأيك بولدي (فريد)؟!
أرتبكت(سها) و(إيمان)،فقد كانت (سها) تتحدث عن الأمر بشكل عام،ولم يخطر (فريد) على بالها!!.
ترى لماذا استبعدته من ذهنها؟! إنه في سن الزواج كابنتها تماماً،وبطيبة أجابت:
—من؟(فريد)!!يا للروعة...أنا...أنا لا أعرف ماذا أقول؟! إن ...الأمر يخص (إيمان) بالدرجة الأولى ،وأباها بالدرجة الثانية.
يتبع.....
#انتظرونا غداً مع الحلقة الأخيرة
😉😍