قال ابن القيم - رحمه الله- : «فأمر الله تعالى نبيه أن يأمر المؤمنين بغض أبصارهم، وحفظ فروجهم، وأن يعلمهم أنه مشاهد لأعمالهم، مطلع عليها، {يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور} [سورة غافر: 19] . ولما كان مبدأ ذلك من قبل البصر جعل الأمر بغضه مقدما على حفظ الفرج، فإن الحوادث مبدؤها من البصر، كما أن معظم النار من مستصغر الشرر، فتكون نظرة، ثم تكون خطرة، ثم خطوة، ثم خطيئة. ولهذا قيل: من حفظ هذه الأربعة أحرز دينه: اللحظات، والخطرات، واللفظات، والخطوات. فينبغي للعبد أن يكون بواب نفسه على هذه الأبواب الأربعة، ويلازم الرباط على ثغورها، فمنها يدخل عليه العدو، فيجوس خلال الديار ويتبر ما علا تتبيرا.» [الداء والدواء (152)]
الإخوة الأعزاء يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، فلذلك تقرر افتتاح دورة تصحيح وحفظ القرآن في مسجد الغفار يومي الأحد والثلاثاء بعد صلاة المغرب من كل اسبوع، وذلك للأخوة الراغبين، فنرجو من الإخوة ممن يجد في نفسه الهمة والعزم المشاركة فيها.
حرمان العلم، وحرمان الرزق، ووحشة في القلب، ووحشة مع الناس، وتعسير الأمور، وظلمة في القلب، ووهن يصيب القلب، وحرمان الطاعة، وقصر العمر ، وتجلب معصية أخرى، وتضعف إرادة القلب للخير، وتآلف المعصية فلا يستقبحها، والتشبه بالأمم السابقة التي نزل بها العذاب، وهي سبب لهوان العبد على ربه، واستهانة العبد للمعصية، وتأثر الناس والدواب بشؤم المعاصي، وتورث الذل، وتفسد العقل، والطبع على القلب، ودخول فاعلها فيمن لعنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وغير ذلك كثير.
[حذاري من هذا الصنف: وهم الذين يتتبعون عورات وهفوات السلفيين]
قال ابن القيّم -رحمه الله- "ومن الناس من طبعُه طبعُ خنزيرٍ، يمرّ بالطيّبات فلا يَلْوي عليها، فإذا قام الإنسانُ من رجيعهِ قَمَّهُ، وهكذا كثير من النّاس يسمعُ منك ويرى من المحاسن أضعافَ المساوئِ فلا يحفَظُها، ولا يَنْقُلُهَا، ولا تُنَاسِبُهُ، فإذا رأى سَقْطَةً، أو كَلِمَةً عَوْرَاءَ، وجد بُغيتَهُ وما يُناسبُها، فجعلها فَاكِهَتَهُ وَنُقْلَهُ" . (مدارج السالكين) لابن القيم.
قال ابن القيم: ومن أعظم علاجات المرض فعل الخيرات والإحسان والذكر والدعاء، والتبرع والابتهال إلى الله، والتوبة، ولهذه الأمور تأثير في دفع العلل، وحصول الشفاء أعظم من الأدوية الطبيعية، ولكن بحسب استعداد النفس وقبولها وعقيدتها في ذلك ونفعه.
قال ابن القيم: الذنوب والمعاصي تضر، ولا بد أن ضررها في القلب كضرر السموم في الأبدان على اختلاف درجاتها في الضرر، وهل في الدنيا والآخرة شرٌ وداءٌ إلا سببه الذنوب والمعاصي، فما الذي أخرج الأبوين من الجنة، دار اللذة والنعيم والبهجة والسرور إلى دار الآلام والأحزان والمصائب؟....
ضعف العلم الذي يؤدي إلى نقصان اليقين. أو عدم استحضار العلم، أو غيبة العلم عن القلب في كثير من أوقاته أو أكثرها لاشتغاله بما يضاده، أو تقاضي الطبع، وغلبات الهوى واستيلاء الشهوة، وتسويل النفس، وغرور الشيطان، واستبطاء الوعد، وطول الأمل، ورقدة الغفلة، وحب العاجلة، ورخص التأويل، وإلف العوائد. فبهذه الأسباب لا يمسك الإيمان إلا الذي يمسك السموات والأرض أن تزولا، وبهذا السبب يتفاوت الناس في الإيمان والأعمال، حتى ينتهي إلى أدنى مثقال ذرة في القلب.
نقلته بتصرف في بعض العبارات من كلام ابن القيم رحمه الله تعالى.
بسبب عدم وجود مصلى للنساء في مسجد الحسيب، ومطالبة النساء بالإلتحاق في هذه الدورة تقرر تغيير موعد افتتاح الدورة إلى يوم الإثنين القادم عصراً، وتكون في مسجد الغفار. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
قال الشيخ سليمان آل الشيخ: الإنسان إذا أظهر للمشركين الموافقة على دينهم، خوفاً منهم، ومداراة لهم ومداهنة، لدفع شرهم، فإنه كافر مثلهم، وإن كان يكره دينهم ويبغضهم ويحب الإسلام والمسلمين.
قال الشيخ د. محمد أمان الجامي: ليس معنى الرفق بالناس اخفاء الحق وعدم بيان الحق وتجميع الناس تحت اسم الاسلام دون أن تبين [أن] هناك عقيدة صحيحة وعقيدة سقيمة، وهناك فرق ضالة وهناك منهج سليم، لابد من بيان ذلك