الإنسان إذا كان قلبه طيباً نسبياً، قابلٌ لأن تؤثِّر فيه كلمة واحدة، يقال أنَّ المرحوم السيد محمَّد سعيد الحبوبي {قدس سره} شاعرٌ طبعاً في شبابه،
شاعرٌ وله ديوان شعرٍ ضخمٌ وإلى الآن هو موجود -محل الشاهد ليس هذا-، وكانوا سابقاً في ذلك الحين يعتكفون بمسجد الكوفة فهو -ماذا يشتغل؟-
بدون عمل يقضي هناك ثلاثة أيّامٍ بلياليها، يشتغل بشعره، يصلح شعره، في يومٍ ما، دخل عليه أيضاً كأنه أحد المعتكفين، لكنه كان إنساناً أخلاقياً، من النعم أنَّ الإنسان يرزق إنساناً أخلاقياً فيسمع موعظته، أي يتعظ بموعظته، وإلا كلنا نسمع، لا تسمعون أي لا تفهمون، أو لا تتعظون، أو لا تطيعون، وإلا في السماع حتى الحيوانات أيضاً تسمع، المهمُّ أنه قال له كلمةً واحدة: «هل أصلحتَ نفسكَ كما أصلحتَ شِعرَك» انقلب سيد محمَّد سعيد الحبوبي من رجلٍ كذائيٍّ إلى رجلٍ كذائيٍّ، ومات وهو متقشِّفٌ متبرِّئ من الدنيا وما فيها ومن فيها (قدس الله روحه الزكيّة) إنقلب من عالم اللفظ إلى عالم المعنى.
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
محمد الصدر قدس سره الشريف