في زمنٍ غربتُه أشد على النفس من ظلمات الليل العقيم... ألا ما أشقى أن يجد الإنسان نفسه وحده، في رحلة المعاناة والألم... ضائعاً بين نكران قريب أثيم، وهجران بعيد لئيم.
الشخص الذي تعيش معه بالقليل جدًا من الادعاءات، والذي يعينك على أن تعرف نفسك وخبايا نفسك ومواطن الضعف في نفسك بغير فزع، والذي يندمج معك ويؤثر فيك بدون أن يتهجَّم على تفاصيلك وقناعاتك، والذي لا يقودك ولكن يلهمك كيف تقود نفسك بشكل كريم، والذي لا يعد (جمايله) عليك ويغلب عليه أنه نسي أكثرها، هو شخص يصعب تعويضه.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: «ما غِرت على أحد من نساء النبي ﷺ ما غِرتُ على خديجة، وما رأيتها، ولكن كان النبي ﷺ يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاءً ثم يبعثها في صدائق خديجة، فربما قلت له: كأنّه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة؟ فيقول: إنّها كانت وكانت، وكان إذا ذكرها أثنى عليها فأحسن الثناء، فغِرت يوما، فقلت: ما أكثر ما تذكرها حمراء الشِّدق، قد أبدلك الله عزّ وجل خيرا منها، فقال: «ما أبدلني الله خيراً منها»
"الألم غير المعالج قد يبقى حاضرًا في الدماغ لمدة أطول من الأذى الذي تسبب به؛ إن ذاكرة الألم، كذاكرة طرف ضائع، قد تبقى منقوشةً لمدى الحياة في النسيج العصبي. لذلك، الفلسفة السيئة قد تصيبك بألم مزمن."