🌦🌱
•
.
لنا فيهم أُسوة حسنة ... ،
( خوف عمر بن الخطاب من الله ومراقبته له )
🪔 كان _ رضي الله عنه وأرضاه _
خوفه من الله عظيمًا ،
بل ما قاده وحده لتلك الأعمال المُشْرِقَة الخالدة
إلاَّ خوفه من الله - عز وجل -
كان يمر بالآية فيغلبه البكاء وهو يصلي بالناس ،
🌱 حتى يقول ابنه عبد الله:
« صَلَّيْتُ خَلْفَ عُمَرَ فَسَمِعْتُ حَنِينَهُ”¹“
مِنْ وَرَاءِ ثَلَاثَةِ صُفُوفٍ » .
•┈┈••• ❀ •••┈┈•
🪔 بل ذُكر أنه خَرَج يَعُسُّ”²“ المدينةَ ذاتَ ليلةً ،
فمَرَّ بدار رجلٍ من المسلمين ،
فوافَقَه قائمًا يصلِّي
_ يوم كانت دور المسلمين تعمر بالقرآن
لها دوي كدوي النحل - ،
فوَقَف ، فسَمِعَ قراءتَه يقرأ:
" وَالطُّورِ " حتى بَلَغ:
" إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (٧) مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ " ،
فقال: قَسَمٌ وربِّ الكعبة حقٌّ ،
فنَزَل عن حماره ، واستَنَدَ إلى حائط ،
فلَبِثَ مليًّا ، ثم رجع إلى منزله ،
فلَبِثَ شهرًا يَعودُهُ الناسُ ،
لا يَدرون ما مَرَضُهُ رضي الله عنه .
هذه حاله مع آية من آيات القرآن .
فما حالنا مع كتاب الله ؟
" عُمْيٌ عن الذكر والآيات تَنْدُبُنَا
لو كلَّم الذِّكْر جُلْمُودًا لأبكاهُ " .
•┈┈••• ❀ •••┈┈•
🪔 وقيل:
إنَّ أعرابياً وقف على عمر بن الخطاب فقال:
" يَا عُمَرَ الْخَيْرِ جُزِيَتَ الْجَنَّهْ
اكْسُ بُنَيَّاتِي وَأُمَّهُنَّهْ ،
وَكُنْ لَنَا مِنَ الزَّمَانِ جُنَّهْ”³“ ،
أُقْسِمُ بِاللَّـهِ لَتَفْعَلَنَّهْ " .
فقال عمر: وإن لم أفعل يكون ماذا ؟
قال: إذاً أبا حَفْصٍ لأَمْضِيَنَّه”⁴“ .
قال: فإن مَضَيْتَ يكون ماذا ؟
قال:
" والله عنهن لَتُسْأَلَنَّهْ
يَوْمَ تَكُونُ الْأُعْطِيَاتُ منَّهْ”⁵“ ،
وَمَوْقِفُ الْمَسْئُولِ بَيْنَهُنَّهْ
إِمَّا إِلَى نَارٍ وَإِمَّا جنه " .
فبكى عمر حتى اخْضَلَّتْ”⁶“ لحيته ،
ثم قال لغلامه: يا غلام ،
أعطه قميصي هذا ( لذلك اليوم ) لا لِشِعْرِه .
والله لا أملك غيره .
هكذا تكون مراقبة الله عز وجل
وهكذا تكون تقوى الله عز وجل .
•┈┈••• ❀ •••┈┈•
🪔 كان _ رضي الله عنه وأرضاه _
شديد المحاسبة لنفسه ، يقول أنس:
" وَسَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّـهُ عَنْهُ يَوْمًا ،
وَخَرَجْتُ مَعَهُ حَتَّى دَخَلَ حَائِطًا”⁷“ ،
فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: وَبَيْنِي وَبَيْنَهُ جِدَارٌ ،
وَهُوَ فِي جَوْفِ الْحَائِطِ:
عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، بَخٍ بَخٍ ،
وَاللَّـهِ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ لَتَتَّقِيَنَّ اللَّـهَ ،
أَوْ لَيُعَذِّبَنَّكَ " .
فهلاَّ خلا أحدٌ منَّا بنفسه يعاتبها ويحاسبها ،
علَّها أن تذكر الله فتسيل دمعة يستحق بها
أن يكون ممن يستظل بظل الله يوم لا ظل إلا ظله .
نشكو إلى الله قسوة قلوبنا وغفلتنا ،
ونسأله بعزته وقدرته أن يلين قلوبنا فيه
حتى تكون ألين من الزبد ،
هو ولي ذلك والقادر عليه .
•┈┈••• ❀ •••┈┈•
💡معاني المفردات:
”¹“ حنينه: يعني أنينه .
”²“ يَعُسُّ: يطوف بالليل يحرس الناس ،
ويكشف أهل الرِّيبة .
”³“ جُنَّهْ: ستر ، وقاية .
”⁴“ لأَمْضِيَنَّه: أذهب .
”⁵“ منَّهْ: الإحسان .
”⁶“ اخْضَلَّتْ: ابتلت .
”⁷“ حَائِطًا: بستاناً .
=
.
•