🪔 حل أي عُقدَة: " إنه من يتَّقِ ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين " .
كلما زادٓ زادُ تقواك ، اشتدت قُواك ، وتقواك: أن تتقي ما يكره مولاك ، وتحرص على مرضاة من رزقك وهداك .
تقواك هي الصخرة التي تتكسر عليها أمواج الشدائد ، ودرعك الذي يحميك من سهام أعاديك . تستطيع الآن أن تدرك دور معاصيك في هزيمتك واستسلامك !
التقوى منك وإليك ! تتقي ما يكره الله ، فيقيك ما تكره . حتى وإن نزل بك ما تكره ، جعل في باطنه ما تحب ، فالظاهر مضٓرّة والباطن مسٓرة .
ولأن التقوى تقيك من كل ما يؤذيك ، كانوا عند الكروب والحروب أشد حذرا من الذنوب مِن حذرهم مِنْ عدوهم اللدود .
•┈┈••• ❀ •••┈┈•
( وصية عُمرية جليلة )
كتب عمر _ رضي الله عنه _ إلى أمير جيشه سعد ابن أبي وقاص كتاباً يحضُّه فيه على تقوى الله ويُحذِّره المعاصي ... ،
_ أما بعد:
فإني آمرك ومن معك من الأجناد بتقوى الله على كل حال ، فإن تقوى الله أفضل العِدّة على العدو ، وأقوى المكيدة في الحرب ،
وآمرك ومن معك أن تكونوا أشد احتراسا من المعاصي منكم من عدوكم ، فإن ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدوهم ، وإنما يُنصر المسلمون بمعصية عدُوهم لله ، ولولا ذلك لم تكُن لنا بهم قوة ، لأن عددنا ليس كعددهم ، وعِدّتنا ليست كعِدّتهم ، فإن استوينا في المعصية كان لهم علينا الفضل في القوة ، وإن لم نُنصر عليهم بفضلنا لم نغلبهم بقوتنا .
واعلموا أن عليكم في سيركم حفظة من الله يعلمون ما تفعلون ، فاستحيوا منهم ، ولا تعملوا بمعاصي الله وأنتم في سبيل الله ، ولا تقولوا إن عدونا شرّ منا فلن يُسلّط علينا وإن أسأنا ، فرُبَّ قوم سُلّط عليهم من هو شر منهم ، كما سُلّط على بني إسرائيل كفار المجوس _ لمّا عملوا بالمعاصي _ ،
وسلوا الله النصر على أنفسكم ، كما تسألونه النصر على عدوكم ، وأسأل الله ذلك لنا ولكم .
🪔 وعمر الثاني ( عمر بن عبد العزيز ) وهو يَلِي أمر أمة محمد ﷺ في يوم من الأيام ، ويفيء الله على المسلمين فيئاً وهذا الفيء”¹“ تفاح ، فأراد أن يقسمه على الرعية ، وبينما هو يقسم هذا التفاح إذ امتدت يد صبي من صبيانه - طفل صغير - فأخذ تفاحة ووضعها في فمه ، فما كان من عمر إلا أن أمسك بفيه وأوجع فكيه ، واستخرج التفاحة من فمه وردها بين التفاح ، والطفل يبكي - ابن عمر يبكي - ويخرج ويذهب إلى أمه يذكر لها الحادثة ،
فترسل غلاماً من البيت ليشتري لهم تفاحاً ، وعمر بن عبد العزيز يقسم الفيء على المسلمين وينسى نفسه فلم يأخذ تفاحة واحدة ، ويذهب إلى البيت فيشم رائحة التفاح في بيته ، فيقول: " من أين لكم هذا ووالله ما جئتكم بتفاحة واحدة ؟! فأخبرته الخبر ، قالت: جاء ابنك يبكي ، فأرسلت الغلام وجاء له بهذا التفاح . قال: " يا فاطمة ! والله لقد انتزعت التفاحة من فمه وكأنما أنتزعها من قلبي ، لكني والله كرهت أن أضيع نفسي بتفاحة من فيْء المسلمين يأكلها قبل أن يقسم الفيء .
•┈┈••• ❀ •••┈┈•
هكذا تكون مراقبة الله جل وعلا ، وهكذا تكون تقوى الله جل وعلا ، 🌴 وبها النجاة: ﴿ وَيُنَجِّي اللَّـهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُون ﴾ [ الزمر: ٦١ ] .
•┈┈••• ❀ •••┈┈•
ما راقب عبدٌ ربَّه إلا أفلح وفاز ، وما الحياة الدنيا إلا متاع ، ما راقب عبدٌ ربَّه فَزلَّت به قدمه فأخطأ فارتكب فاحشة إلا عاد نادماً حسيراً كسيراً ؛ فيتقبَّله ربّه وهو أرحم الراحمين ، وأكرم الأكرمين بمنه وكرمه .
•┈┈••• ❀ •••┈┈•
💡”¹“ الفيء: هو ما أصابه المسلمون من أموال الكفار بغير إيجاف خيل ولا ركاب ، بأن صالحهم على مال يؤدونه ، ومال الجزية ، وما يؤخذ من أموالهم إذا دخلوا دار الإسلام للتجارة ، أو يموت واحد منهم في دار الإسلام ولا وارث له ، فهذا كله فيء .
🪔 كان _ رضي الله عنه وأرضاه _ خوفه من الله عظيمًا ، بل ما قاده وحده لتلك الأعمال المُشْرِقَة الخالدة إلاَّ خوفه من الله - عز وجل - كان يمر بالآية فيغلبه البكاء وهو يصلي بالناس ، 🌱 حتى يقول ابنه عبد الله: « صَلَّيْتُ خَلْفَ عُمَرَ فَسَمِعْتُ حَنِينَهُ”¹“ مِنْ وَرَاءِ ثَلَاثَةِ صُفُوفٍ » .
•┈┈••• ❀ •••┈┈•
🪔 بل ذُكر أنه خَرَج يَعُسُّ”²“ المدينةَ ذاتَ ليلةً ، فمَرَّ بدار رجلٍ من المسلمين ، فوافَقَه قائمًا يصلِّي _ يوم كانت دور المسلمين تعمر بالقرآن لها دوي كدوي النحل - ، فوَقَف ، فسَمِعَ قراءتَه يقرأ: " وَالطُّورِ " حتى بَلَغ: " إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (٧) مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ " ، فقال: قَسَمٌ وربِّ الكعبة حقٌّ ، فنَزَل عن حماره ، واستَنَدَ إلى حائط ، فلَبِثَ مليًّا ، ثم رجع إلى منزله ، فلَبِثَ شهرًا يَعودُهُ الناسُ ، لا يَدرون ما مَرَضُهُ رضي الله عنه .
هذه حاله مع آية من آيات القرآن .
فما حالنا مع كتاب الله ؟
" عُمْيٌ عن الذكر والآيات تَنْدُبُنَا لو كلَّم الذِّكْر جُلْمُودًا لأبكاهُ " .
🌱 كتب عمر بن الخطاب إلى ابنه عبد الله: " أَمَّا بَعْدُ ؛ فَإِنِّي أُوصِيكَ بِتَقْوَى الله ، فَإِنَّهُ مَنِ اتَّقَاهُ وَقَاهُ ، وَمَنْ أَقْرَضَهُ جَزَاهُ ، وَمَنْ شَكَرَهُ زَادَهُ ، اِجْعَلِ التَّقْوَى نُصْبَ عَيْنَيْكَ وَجَلَاءَ قَلْبِكَ ... " .
اللهم ربنا ، لا إله إلا أنت ، اعفو عنا ، واغفر لنا ، وارحمنا ، وعافنا في الدنيا والآخرة ، واجعلنا من عبادك وأوليائك الصالحين المتقين الأبرار الأخيار المقربين ، لا إله إلا أنت ، سبحانك ، إنا كنا من الظالمين .
اقرؤوا كلامها ↑ ... ، ( ما شاء الله ، تبارك الله )
وهذه كانت نصيحة الشيخ لها ↓ ،
" من ابتلي بذنب ملازم ، فعلاجه سهل يسير _ بإذن الله _ تخصيص الذنب بدعاء خاص يومياً " رب اصرف عني السوء والفحشاء واجعلني من عبادك المخلصين " وأمثاله ، عشرات المرات كل يوم في السجود ، وبين الأذان والإقامة ، وقبل السلام من الصلاة ، وفي جوف الليل كل يوم .
والشرط: الصبر على الدعاء والاستمرار فيه _ دون ملل وانقطاع _ ولو سنة و أكثر . أليس إذا أصابك مرض خطير ، تخصه بالدعاء كل يوم حتى يكشف . وسيرى العبد - والله - من نتائج الصبر على الدعاء مالم يحسب له حساباً " .
مجاهداتك المستمرّة لفعل طاعةٍ ما أو ترك معصية لا تضيع عند الله ، سيفتح الكريم لك باب المعونة ويهديك إن رأى منك صدق الإقبال والمجاهدة ، 🌱 قال تعالى: ﴿وَٱلَّذِینَ جَـٰهَدُوا۟ فِینَا لَنَهۡدِیَنَّهُمۡ سُبُلَنَا ﴾ . [ العنكبوت ٦٩ ]
💡عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: " قالَ مُعاذُ بْنُ جَبَلٍ: يا رَسُولَ الله ، ما التَّوْبَةُ النَّصُوحُ ؟ قالَ: أنْ يَنْدَمَ العَبْدُ عَلى الذَّنْبِ الَّذِي أصابَ ، فَيَعْتَذِرَ إلى الله ، ثُمَّ لا يَعُودَ إلَيْهِ ، كَما لا يَعُودُ اللَّبَنُ إلى الضَّرْعِ " .
📚 [ الدر المنثور في التفسير بالمأثور ]
🌱 عن النَّبِيَّﷺ ، قال: " يا أَيُّهَا النّاسُ ، تُوبُوا إِلَى الله ، وَاسْتَغفِرُوهُ ، فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَى الله ، وَأَسْتَغفِرُهُ فِي كُلِّ يَومٍ مِائَةَ مَرَّةٍ أو أَكْثَرَ من مِائَةِ مَرَّةٍ " .
📚[ مسند الإمام أحمد ]
" تُوبُوا إِلى الله " ،
🪔 قال العلماء: للتوبة ثلاث شروط:
1 _ أن يقلع عن المعصية ،
2 _ وأن يندم على فعلها ،
3 _ وأن يعزم عزما جازما أن لا يعود إلى مثلها أبدا .
فإن كانت المعصية تتعلق بآدمي ، فلها شرط رابع ، 4 _ وهو رد الظلامة إلى صاحبها أو تحصيل البراءة منه . والتوبة أهم قواعد الإسلام ، وهي أول مقامات سالكي طريق الآخرة .
" فمَن ندِم على ما مضى من الزلاَّت ، وأقلع في الحال عن الخطيئات ، وعزم أن لا يعود في مستقبله إلى الجِنايات ، فقد قام ( بشروط التوبة ) ، والله يقبل التوبةَ عن عبادهِ ويعفو عن السيئات " .
💡 ومما يعينك على الصبر على التوبة ، وترك ما كنت عليه وعدم التّحسر:
_ أن تعلم أنك كلما اجتهدت اليوم وصبرت كان الحساب عليك غدًا يسيرًا ، وكلما أطعت نفسك وآثرت الفانية على الباقية ، اشتد عليك الحساب غدًا .
_ وأن تعلم أن صبرك هذا جزاؤه سُكنى الفردوس ، والنظر إلى وجه الرّب سبحانه ، وأنّ عدم صبرك يحتّم عليك دخول النار ، والتعب والعنَت في ذلك اليوم ، فإذا تيقّنت من هذا هان عليك الصبر الأن .