اللهمِّ إني إستودعتك روحاً أخذتها فإجعلها في سلامٍ و أمانٍ و طمأنينةٍ إلى يوم يبعثون ، اللهمَّ إرحمها برحمتك التي وسعت كل شيء ، يارب طيِّب قبرها و متِّعها بالروض و النعيم و أكرِمها بنُزُل المتقين وأرزقها جبالاً من الحسنات التي لا تعد و لا تحصى يارب العالمين.
حين ترى أنّ الله عَصَمَك عن ملاحقة التّافهين، والرّكض خلف يوميّاتهم، والانشغال الدائم بهم، وأشغَلَكَ بما ينفع أُمّتك، ويُحيي همّتك، ويغرس فسيلتك! فاحمَد الله ألف مرّة ثمّ اسأله الثّبات الثّبات..
الإيمانُ ليسَ أن تدعو فيُستجاب لك.. فتؤمن، فذاك إيمانٌ مشروط! الإيمان الحقيقي هو أن تدعو فتُسدّ في وجهك الدروب وتدعو فيسبقك الصحب، وتدعو فتُدمي أقدامك أشواكَ الطريق، فما تزيد أن تقول: ربّ ما ألطفك أيُّ خيرٍ تُريده بي؟ ثمًّ ما زلت تدعو! حتى يجبر الله كسرك، ويجازيكَ أضعاف الأجور لأجل صبرك، وظنك برحمته خيرًا.. لن يُخيِّبك!
إذا رأيت نملة في الطريق فلا تدسها وابتغ بذلك وجه الله عسى أن يرحمك كما رحمتها. . وتذكر أنها تُسبح لله فلا توقف هذا التسبيح بقتلك لها». وإذا مررت بعصفور يشرب من بركة ماء فلا تمر بجانبه لتُخيفه وابتغ بذلك وجه الله عسى أن يؤمنك من الخوف يوم تبلغ القلوب الحناجر». وإذا اعترضتك قطة في وسط الطريق فتجنب أن تصدمها وابتغ بذلك وجه الله عسى أن يقيك الله ميتة السوء، وإذا هممت بإلقاء بقايا الطعام فاجعل نِيتك أن تأكل منها الدواب وابتغ بذلك وجه الله عسى أن يرزقك الله من حيث لا تحتسب». فافعل الخير مهما استصغرته فلا تدرى أي حسنة تدخلك الجنة.
فاختبرها الله بأن تركها وابنها في صحراءٍ جرداءٍ لا ماء فيها ولا بشر !
فلما وجدها آمنة مطمئنة أن الله لن يُضيِّعها أرسل لها جبريل- عليه السلام- فقال لها: لا تخافي الضَّيعة، إن الله لا يُضيِّع أهله.
وضرب بجناحه الأرض فخرج الماء، وساق الله لها بلدًا كاملة بهلاكها وتشتيتها، فخرجت قبيلة-جرهم- من سبأ هائمة حتى وصلت إليها وجاوروها فآنسوها واستأنسوا بها!
العبرة كلها في اليقين، الله عز وجل يختبر المرء في أشد ما يحبه، فإذا رضيَ وسلم، سخر الله له الكون كله لينام قرير العين، سبحانه ما أعظمه.
كَانَ مِن قولِ رَسولِ الله صَلَّ الله عليهِ و سَلّم:( رِفقًا بالقَوارِير ) إذ كَان رسولُ الله يَعامِلُ زوجَاتِهِ أفضَل مُعاملَة و جاء فِي قولِ زَوجتِهِ عائشَة _ رَضي الله عَنها_عن مُعاملته لَهُنّ إنه كان أكرم الناس خُلُقاً، وكان ضحّاكاً بسّاماً، كما أنه كان يقوم بالعمل معهنّ ومُساعدتهنّ في أعمال البيت، وكان يخدم نفسه بنفسه، ولا يصرخُ في وجوههنّ، أو يطلُب منهنّ خدمته، ويجلس معهنّ، ويأخُذ بِمشورتهنّ، ويُسامِرُهنّ، ويستمع لِحَدِيثهنّ، وهذا كُله في جميع أوقاته.