Смотреть в Telegram
إكسير الحياة 💥
يفجر بالمئات من مرتاديها في لحظة واحدة، لا أعلم كيف تبدو في تلك اللحظة، هل يغمرها السرور كونها تخلصت من عبئ صغير أم أنها تبدو حزينة كما لو أنها متمثلة فينا نحن حين تنقبض قلوبنا مع كل يوم يزداد به المشهد أكثر دموية وفقدان للأروح.. لا أعلم كيف قادني المعنى…
مرحبا أسيل،

كم مرة حدثتك بأنك أجمل أثير يبرق في خيالي؟ كم مرة زعمت بأنني أحبك، ذلك الحب الذي يقض مضاجع الروح في الجسد؟ كثيرة هي حكاياتي تلك التي بدوت فيها عاشقًا متيمًا، كثيرة تلك النصوص التي كتبتها بدافع ذاك التوجس، وكثيرة تلك المواقف التي ألمحت فيها بأن ثمة نارًا تشتعل في القلب.

رغم كل هذا، هناك كلمة بمثابة غصة أعترف بأنني أجبن من أن أقولها لك على الملأ. هذه الكلمة بالذات ثقيلة على القلب، عصية على اللسان. لغتي ذاتها لا تسعفني أن أدلي بها بطريقة تتماهى مع عمق الشعور. يخيل لي أن ثمة جرمًا كبيرًا أكون قد اقترفته إن أنا حاولت.

هاوية في قعر ذاك الجحيم تنتظرني هناك عند خط الاعتراف بالتماس مع اللهفة. خليط من الأهواء يترصدني عند كل تفكير وفي باب كل أمنية. حتى وصلت إلى اكتشاف خطير وساذج سأحكيه لك الآن كما لم أفعل في كل مرة:

اكتشفت بأنني أضعف من أن أعشق أو أحب، أضعف من أن أغامر بعبور منحدر هائل كهذا. أضعف من أن أطلق طائر ذاك الشعور كي يهيم في سماء هذا الوجود المترع بالفرص. فرص كثيرة خنقتها عند أول نظرة كانت في طريقها إلى القلب.

قلب ربما سيظل أسير الخوف إلى الأبد. كم كنت غارقًا في أوهامي حين وضعت تلك النقاط على الحروف لأبرهن للعالم أنني أعيش قصة حب كبير. أعترف لك وحدك أنت بأنه لا يوجد أصعب من أن أعيش تمثيلية تلك الكلمات المفعمة بالشعور، أن ألعب دور عاشق تكبله مخاوفه، يساوره قلق الفراق قبل أن تلفحه عذاباته.

أعيش كل يوم قصة جديدة أستعذب فيها قسوة الغياب مع نشوة اللقاء. أشعر بلذة لرؤية تلك الأطياف التي هي من نسج الخيال. الجانب المخيف في ذلك السيناريو أنني أصدق. أقع في شراك ذلك الإيمان بكل تلك الغيبات التي أعيشها حضورًا مدهشًا.

لدرجة أن أتحاشى التفكير في كوني أنزلق في هوة عبثية لا قيمة لها بجانب الحقيقة: حقيقة أن أعيش بدهشة الحب كل تفاصيل هذه الحياة.

كم يؤسفني أن أعترف لك بأنني عشت كل هذه الأعوام ثمرات الحب كشعور أشاهد آثاره في طريق كل المحبين الذين صادفتهم أو التمست فيهم ذاك التوهج وهم يجسدون أسمى معانيه في حاضرهم. أراقب فقط بكل ذلك العوز الذي يحرمني من بلوغ تلك الأمنية القريبة.

أتوارى خلف قضبان ذاك الخوف بروح هزيلة متعبة لا ترقى لأن تخوض تجربة حياتية من حق أي ذات أن تهنأ بها. مخاوف لا أفهمها أعيش تناقضها بأبجدية مقلقة وتفاوت كبير.

إن أول تلك المخاوف النمطية تتمثل في الرفض. تأتي الأخرى تباعًا، أخف وطأة وتنكيلاً. القصة أشبه بأن تجد نفسك قد حققت كل معايير الجودة والانتماء، إلا أنك لست مؤهلًا جينيًا لأن تقيم في تلك البلدة التي كلفتك بيع كل ما تملك في سبيل الانتقال إليها.

مجرد تخيل أن يُصد ذاك الباب أمام تدفق مشاعرك اللامحدودة هو خيبة لا يمكن أن يُشفى منها. إنها تجتث كل ما فيك من أمل وتدفن الحب في نهر تشعر بجريانه في أعماق الروح. أن تنطفئ شعلة الحب العظيمة في بداية توهجها، تلك مفارقة تورثك شكًا لا يقين بعده أبدًا.

أن تخنق اللهفة في أوج اكتمالها يعني أن تمتلئ حذرًا وحزنًا ومشقة كبيرة في التعامل مع أمواج تلك المشاعر التي تنشأ من تيارات الماضي البريء. تُسرق الدهشة من عينيك، كما لو أن هذا الوجود يعجز عن الإتيان بشيء جديد يعيد رسم حدود الرؤية في هذا العالم الذي تشعر فيه بالغربة مع كل يوم جديد.

وصولًا إلى متاهة تكون فتحت بابها إن حدث وتكلل الموقف بالقبول. عندها لا تعرف من أين تبدأ. رحلة مليئة بالتساؤلات تظل قائمة عند كل محطة، تضع خيارات لانهائية متشابهة. عليك أن تحدد أيها يناسب ميولك الوجداني للوصول إلى نقطة مشتركة.

تكتشف حينها أي نوع من الكائنات أنت، حتى تحظى بجميلة تقف أمام عينيها وتحدق فيهما، كما لو كانتا هوة عميقة عليك أن تنط بنفسك في أحداهما. لكنك تقف متأملًا، تتسارع أنفاسك ويزيد نبضك، دون أن تدرك كم أصبحت مخيفًا بالنسبة لعاشق يعيش في عالم موازٍ بعيدًا عن الحقائق، أو لعله يعيش تلك الحقائق كيفما اتفق له في خياله ويوظفها دون أيما ارتباك.

أنا يا أسيل،

لا أجيد إلا التمني أحيانًا. قد لا يكون خوفًا بقدر ما هو برود يسكنني وأتريث عنده دائمًا. متبلد الإحساس، لا أخطط لفعل أي شيء. إلا أنه يفاجئني دائمًا شعور بالخيبة يغمرني، وشحنة من التأنيب ينقبض لها قلبي حين أصحو من المنام.

في تلك اللحظة فقط، أدرك حقيقة وجودي وسوء الوضع الذي أنا فيه. أجدني حينها مجوفًا، فارغًا من كل شيء. حينها تبدأ الخواطر والهموم تجتاحني، وكأن كل شيء قد فاتني.

في الوقت ذاته، ثمة ذات أخرى لا أعلم من أين تنبثق. هكذا فجأة، تضع خيارات أخرى ووعودًا زائفة تحاول أن تقنعني بأن كل شيء ينتظرني في المستقبل.

تقول لي إن كل هذا الشتات والقلق سيزول مع الوقت. تبسط الأحلام أمامي وتجعلها كلها ممكنة، كما لو أنني أملك مفاتيح كل شيء. أتعجب حينها من مدى ذلك التناقض الذي يتجلى في فترة الاستيقاظ فقط.
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Бот для знакомств