🔸🔸الحلقة الواحدة والستون بعد المائة🔸🔸***********
السيرة النبوية العطرة (( فتح جميع حصون خيبر ))
_______________
قلنا أن {{ علي بن ابي طالب }} رضي الله عنه وأرضاه ، قتل بطل اليهود {{ مَرحب }} وهنا أصيب اليهود بالرعب والفزع الشديد
لأن بطلهم {{ مَرحب }} كما ذكرنا كان من أشد الفرسان في تاريخ العرب عامة، ولم يكن اليهود يتخيلون أبداً أن يقتله أحد من المسلمين ..فلما قتل {{ علي }} مرحب خرج اخو {{ مَرحَب }} يريد الثأر لأخيه وكان اسمه {{ ياسر }} وكان فارسا عملاقاً ، ضخم الجثة
مثل أخيه وكان ايضا من أبطال اليهود مثل أخيه ، مرحب الذي قتل
فكانوا أربعة أخوة معرفون بالقوة وهم
١_ مرحب
٢_ ياسر
٣_عامر
٤_الحارث
فلما خرج {{ ياسر }} برز له {{ الزبير بن العوام }} رضي الله عنه [[ ابن عمة النبي صل اللهم عليه وسلم]] وكان عمره {{ ٣٥ عام }}
وكان نحيفاً وطويل القامة
وبدأ قتال شرس بين بطل اليهود {{ياسر }} وبين {الزبير بن العوام }} رضي الله عنه حتى قتل الزبير ، ياسر فأصيب اليهود {{ بالرعب }}
واستطاع المسلمون أن يخلعوا باب الحصن ودار قتال مرير حول الحصن وسقط بعض أشراف اليهود وابطالهم في القتال
حتى انهارت مقاومة اليهود وأخذوا يتسللون من الحصن هربا الى الحصن الذي يليه وهو حصن {{ الصعب }}
وكانت الحصون مبنية بطريقة أن يؤدي كل منها الى الآخر
______
ففتح اول الحصون حصن {{ ناعم }} وانتقل اليهود الى الحصن الذي يليه وهو حصن {{ الصعب }} وبدأ الحصار والهجوم على الحصن
وكان حصن {{ الصعب }} لا يقل صعوبة عن حصن {{ ناعم }}
_______
وأراد الله تعالى أن يبتلي المؤمنين ، ويختبرهم اختبارا آخر صعبا الى جانب صعوبة الحرب وهو {{ الجوع }}
اذ دخل المسلمون في جوع شديد جدا ..يقول أحد الصحابة
:- لقد جهدنا وما بأيدينا من شيء
وكان هنالك ثلاثين حمارا خرجت من بعض الحصون
فأخذها رهط من المسلمين وذبحوها ليأكلوها [[ وكانت العرب تأكل الحمير عند الضرورة، ولم يكن قد نزل تحريم أكل الحمير ]]
فلما رأى النبي صل اللهم عليه وسلم النار مشتعلة وشم رائحة اللحم
قال: _ على أي شيء توقدون ؟؟
[[ لان النبي صل اللهم عليه وسلم، يعلم أن الجيش ليس معه لحم يطبخ ]] فقالوا: _ لحوم الحُمُر الأهلية
[[ في هذه اللحظة الحرجة ينهى النبي صل اللهم عليه وسلم عن اكل لحوم الحمير وهم في جوع شديد ]]
فقال :_ لا تأكلوا من لحوم الحمر شيئاً وأهرقوها
[[ وكان هذا كما قلنا ، اختبارا صعبا فوق صعوبة المعركة، لأن الصحابة في جوع شديد، وهناك مجهود كبير يبذل في القتال، واللحوم قد نضجت، ورائحة الشواء ارتفعت، وبفضل الله تعالى نجح جميع الجيش في الإختبار، ولم يأكل أحد من هذه اللحوم، وكان ذلك من تربية النبي صل اللهم عليه وسلم التربية الإيمانية للصحابة ]]
وبعد هذا الموقف الصعب ، وبعد استجابة جميع الصحابة لأمر النبي صل اللهم عليه وسلم
وقف النبي صل اللهم عليه وسلم يدعو الله تعالى
ووقف المسلمون يؤمنون خلفه
{{ اللهم قد عرفت حالهم وأن ليست بهم قوة وأن ليس بيدي شيء أعطيهم إياه فأفتح عليهم أعظم حصونها عنهم غناء ، واكثرها طعاما و ودكا }} [[ والودك هو دهن الأنعام ]]
_______
في اليوم التالي وبعد {{ ٣ أيام }} من الحصار ومحاولة فتح الحصن
خرج أحد مقاتلي اليهود واسمه {{ يوشع }} وطلب المبارزة فخرح اليه {{ الحباب بن المنذر }} رضي الله عنه ،فقتله
ثم خرج من اليهود أحد فرسانهم واسمه {{ الديان }}
يطلب المبارزة فخرج اليه {{ عمارة بن عقبة }} رضي الله عنه فقتله
وشد المسلمون هجومهم على الحصن حتى نجحوا بفضل الله تعالى ، في فتح الحصن
وتسلل اليهود هرباً الى الحصن الثالث في منطقة {{النطاة }} وهو حصن {{ القلعة }}
______
وكان حصن {{ الصعب }} الذي فتح بعد دعاء النبي صل اللهم عليه وسلم أغنى حصون خيبر بالطعام ، فوجدوا في ذلك الحصن من الشعير ، والتمر ، والسمن ، والعسل ، والسكر ، والزيت ، والودك شيئا كثيرا ونادى منادي رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -
وقال لهم :_ كلوا واعلفوا دوابكم ولا تحملوا منه شيئاً
فأكل المسلمون حتى شبعوا وكان من ضمن الطعام الذي وجدوه
{{ البصل والثوم }} فأكلوا منه وهم جياع
وكان قد بنى النبي صل اللهم عليه وسلم، للمعسكر مسجدا للصلاة يصلون فيه فلما كان وقت الصلاة
وذهب الناس إلى المسجد و إذا بريح البصل والثوم
فقال صل اللهم عليه وسلم:_من أكل الثوم أو البصل من الجوع أو غيره فلا يقربنَّ مسجدنا
[[ وليس في ذلك نهي عن أكل الثوم والبصل أي مطلقا، إنما النهي عن إتيان المسجد لمن أكلهما ]]