وجاء {{ أبو بصير رضي الله عنه وأرضاه }} جاء بكل هدوء يركب بعير الرجل المقتول {{ خنيس }}
فأناخ البعير بباب المسجد ، ودخل وسلم والنور يشرق من وجهه
وقال :_ السلام على رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -
قال:_ وعليك السلام
قال:_ يا نبي الله ! - صل اللهم عليه وسلم -
أما انت قد أوفى الله ذمتك ، و قد رددتني إليهم [[ اي الى قريش ]] ثم أنجاني الله منهم ، واعتصمت بديني ورجولتي ولا حرج عليك
وهذا سلب المقتول [[وضع سيف المقتول والترس والمتاع والناقة ]]
هذا سلب المقتول اضعه بين يديك
فقال النبي صل اللهم عليه وسلم:_
يا ابابصير إني اذا خمسته [[ اي اعتبرته غنيمة ]] رأوني قريش لم اوفي لهم بالذي عاهدتهم عليه
ولكن شأنك بسلب صاحبك ، اذهب حيث شئت ، ولا تقم في المدينة
[[ الآن ما بقدر اجبرك ترجع لقريش لانك صرت مطلوب بدم ، وانا سلمتك وانتهت مهمتي ، والحق على قريش ما عرفوا يختاروا رجالهم ، اذهب واختر اي مكان اهرب فيه انت حر ولا تقيم في المدينة ]]
فقال أبو بصير:_ يا رسول الله- صل اللهم عليه وسلم - ، أعطني رجالاً أفتح لك مكة
فالتفت النبي صل اللهم عليه وسلم لاصحابه
وقال :_ ويل أمه مسعر حرب ، لو كان معه رجال
[[ ويل أمه كلمة مدح عند العرب ، يعني ويل امه على هل الخلفة مخلفه رجل بكل بمعنى الكلمة ، مسعر حرب ، بيقدر يشعل حرب ويوقع فيهم الرعب ، بس لو كان مع رجال حوله ]]
سمع {{ ابو بصير }} العبارة
وفعلا هو ابو بصير [[ اسم على مسمى ، وهو صاحب بصيرة رضي الله عنه ، ففهم هذه العبارة وعاهد نفسه ان يكون كذلك ]]
رجال !!!
اقسم بالله العلي العظيم {{ إنهم رجال }} صدقوا ما عاهدوا الله عليه
وأنزل الله فيهم شهادة في نص قرآني يتلى الى قيام الساعة
{{ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ }}
فاستأذن {{ ابو بصير }} وودع النبي صل اللهم عليه وسلم والصحابة وخرج ، لا أحد يدري أين توجه ؟؟
________
اما الدليل {{ كوثر }} فأمنه النبي صل اللهم عليه وسلم مع رجلين من اصحابه ، حتى لا يعتدى عليه في الطريق حتى اوصلوه الى اطراف مكة ودخل وأخبر قريش بالذي حدث
فقام {{ سهيل بن عمرو }}
وقال :_ ماهذا الذي عاهدنا محمد - صل اللهم عليه وسلم - عليه ، لقد نقض محمداً - صل اللهم عليه وسلم - عهده !!!!
فقام له ابو سفيان
[[ ولأول مرة من بداية السيرة يقول ابو سفيان حقاً وصدقاً ويلهم رشداً ]]
فقال ابو سفيان :_ وما على محمد - صل اللهم عليه وسلم - ؟ !!! [[ ما علاقة محمد ]] - صل اللهم عليه وسلم -
اذ دفع صاحبكم الى رسلنا ، ولكن الرجل قد قتل صاحبكم ولم يكن بأذن محمد - صل اللهم عليه وسلم -
وهذا هو {{ كوثر }} يقول لكم لم يقبله في مدينته، بل اخرجه منها
فماذا تريدون من محمداً- صل اللهم عليه وسلم - اكثر من هذا ؟؟
فأسند {{ سهيل بن عمرو}} ظهره لباب الكعبة
وقال :_ ورب هذا البيت لا ارفع ظهري عن بابها حتى تدفع دية صاحبي
فقال له ابو سفيان :_ ومن يؤدي ديته لك ؟ !!
قال :_ انتم
قال :_ نحن لم نأمر بقتله ، ولم نختره رسولاً ، انت الذي اخترته !!
قال :_ إذن يؤديها محمد - صل اللهم عليه وسلم -
قال ابو سفيان :_ إنه للسفه [[ يعني انت سفيه ]] وما على محمد - صل اللهم عليه وسلم - من ديته ؟؟
وقد قتله رجل منا كان طريداً ، لم يقبله محمدا - صل اللهم عليه وسلم - في صحبه
ثم اخذ بمجامع ثياب {{سهيل }} وانتزعه عن الكعبة ، وأبعد ظهره عن بابها
وصرخ به و قال :_ اصرف عنا هذا البلاء
[[لا تدخلنا بمشاكل ]]
فلم تدفع دية القتيل لا من قريش ولا من النبي صل اللهم عليه وسلم
وارتضت قريش بما جرى ، ويكفيهم أن محمد صل اللهم عليه وسلم، قد سلمه ولم يقبله بين اصحابه في المدينة ، وففى بعهده
_______
وكان {{ ابو بصير }} قد اتجه واختار موقعا حساساً
[[ حتى يعمل فيه ، بنبؤة النبي صل اللهم عليه وسلم مسعر حرب لو كان معه رجال ]]
أتجه الى منطقة اسمها {{ العيص}}
على بعد{{ ٢٢٠ كم }} من المدينة ، وهي في طريق تجارة قريش الى الشام
وظل {{ أبو بصير }} في هذا المكان وكلما مرت به قافلة من {{ قريش }} اعترضها وقتل منها، وأخذ من غنائمها ما استطاع
وسمع به المسلمون المستضعفون في {{ مكة }}
وعرفوا مكانه
فأخذوا يهربون واحدا وراء الأخر ، ويتوجهون اليه
وكان ممن لحق به {{ أبو جندل }} الذي ذكرنا قصته
حتى تجمع مع {{ أبي بصير }}
وكانت مجموعة قوامها {{ ٧٠ رجلا }}
ولما حضر {{ ابوجندل }}
قال له ابو بصير :_ يا ابا جندل ، انت أميرنا ، وإمامنا ، نصلي ورائك ونقتدي بأمرك
[[ فشكلوا عصابة ]]
واخذوا يهاجمون قوافل {{ قريش }} التي تمر بهذه المنطقة وهي طريق تجارة قريش الرئيسي الى الشام
ما تحركت لقريش تجارة
إلا نهبوها ، ولا مر فيهم راكب إلا قتلوه
وسمع العرب بذلك