🔸🔸الحلقة السادسة والخمسون بعد المائة🔸🔸********
السيرة النبوية العطرة
(( ردود فعل الصحابة رضوان الله عليهم على صلح الحديبية ))
________
ذكرنا بنود المعاهدة كانت أربعة بنود ، وكانت ثقيلة على نفوس المسلمين ..وكانت صيحات الصحابة
كيف نقبل هذه البنود وظاهرها جور في حقوق المسلمين
______
ولكن صلى الله على سيدنا محمد - صل اللهم عليه وسلم - {{ المؤيد }} من السماء ..وهل كانت بيعة الرضوان تحت الشجرة {{ بيعة الموت }} التي ذكرها الله في القران حتى لا يختلف عليها اثنان هل كانت إلا بأمر من الله عز وجل ؟؟
التي أثبت الله يده في البيعة فقال جل في علاه
{{ إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ }}
فالنبي صل اللهم عليه وسلم لا يختار إلا ما يرضي الله
وهو الذي قال عندما بركت ناقته القصواء قال :_والذي نفسي بيده
وكأنه يقول {{والله العظيم }} ولكن كان قسمه هكذا دائماً إظهاراً للعبودية {{ والذي نفسي بيده ، لا تدعوني قريش اليوم الى خطَّة ، تعظم فيها حرمات الله إلا أجبتها }}
________
فكانت البنود كما قلنا لم ترضي أحد من الصحابة
ولم تكن بوحي من الله ، فسورة الفتح نزلت فيما بعد
ولكن النبي صل اللهم عليه وسلم قبلها ..عند البند الاول
صاح الصحابة..انرجع الى مكة هذا العام ؟؟ ونحن محرمون وهدينا مقلد ومشعر لا ندخل ولا ننحر ؟؟ !!! ]]
فقال النبي صل اللهم عليه وسلم:_ يا سهيل وما عليكم لو خليتم بيننا و بين البيت ساعة من نهار ، فنطوف بالبيت وننحر هدينا ؟؟
قال :_ سهيل لا تتحدث العرب أنَّ أخذنا ضغطَّة[[ يعني انضغطنا غصب من عنا ]] ترجع هذا العام بلا عمرة وتعود في العام القادم
فقال النبي صل اللهم عليه وسلم لعلي :_اكتب
[[ فهذا الذي افقد الصحابة صوابهم كيف نرجع والنبي - صل اللهم عليه وسلم - قد رأى في منامه اننا ندخل البيت آمنين ومحلقين ومقصرين والآن يوقع على بند على ان لا ندخل ؟ !!!! ]]
والنبي- صل اللهم عليه وسلم - يشير لهم بيده أن اصمتوا
فقام عمر وارتفع صوته بين يدي النبي صل اللهم عليه وسلم
كيف نرجع محرمين ؟ !!! فقام له ابو عبيدة بن الجراح
قال :_ يا عمر !!!! أيرضى رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - وتأبى ؟ !!
أتهم رأيك يا عمر واسمع ..فجلس عمر ولكن على غير رضا
وعند {{ البند الرابع}}
أن يعيد المسلمين من أسلم من أهل مكة بعد الصلح لقريش، ولا تعيد قريش من ارتد من المسلمين الى المدينة
[[ أثار البند الأخير استياء وغضب ومعارضة جميع الصحابة تقريبا ]]
والسبب أن النبي صل اللهم عليه وسلم،لم يتمسك بأن تكون المعاملة بالمثل فتقوم قريش برد من ارتد من المسلمين الى المدينة
ولكن النبي صل اللهم عليه وسلم كان لا يريد في الصف الإسلامي الا المؤمنين فقط ووجود غير المؤمنين في المدينة يضعف المسلمين ويمكن أن يكون عينا لقريش
وقد أوضح صل اللهم عليه وسلم، وجهة نظره تلك للصحابة فقال لهم: - إن من ذهب منا إليهم [[ اي ارتد عن الاسلام ورجع ]] فأبعده الله [[ يعني الذي يترك الإسلام ويرتد ويعود إلى المشركين أبعده الله، ولا نريده ارتحنا منه ومن نفاقه]] - ومن جاءنا منهم سيجعل الله له فرجاً ومخرجاً [[ يعني سيكون هناك حل قريب لمشكلة هؤلاء نتيجة بنود صلح الحديبية، وهذا ما حدث بالفعل حيث تم فتح مكة بعد ذلك بعامين فقط ]]
وهكذا لم يكن عند الصحابة بُعد النظر التي كانت عند النبي صل اللهم عليه وسلم[[ وأثار هذا البند كما ذكرنا غضب المسلمين واستيائهم ]]
________
وبعد أن تم الإتفاق على بنود الصلح وقبل أن يتم توقيع المعاهدة
بين النبي صل اللهم عليه وسلم و {{ سهيل بن عمرو }}
حدث أمر لم يكن متوقعاً ، زاد من هم الصحابة وكربهم [[ يعني بلغتنا ، زاد الطينة بلة ]]
عندما أرادوا التوقيع سمعوا ضجة في صفوف الناس
فقام الرجال ينظرون فقال النبي صل اللهم عليه وسلم لمن حوله :_ ما الأمر ؟؟ واذا هو رجل من قريش
مقبل عليهم مسلماً ، و كان مستضعفاً في مكة حبسته قريش
اسمه {{ أبو جندل }} اتعرفون من هو {{ ابو جندل }} هذا ؟؟
هو ابن {{ سهيل بن عمرو }}
[[ نعم هو ابن {{ سهيل }} الذي يكتب المعاهدة الآن مع النبي صل اللهم عليه وسلم]]
كان {{ ابو جندل }} قد أسلم وكان أبوه {{ سهيل بن عمرو }} قد قيده وحبسه في بيته حتى لا يهاجر الى المسلمين في المدينة
وكان أبوه {{ سهيل }} يشرف عليه كل يوم حتى لا يتضامن ويتعاطف عليه احد من الناس
وبخروج ابوه {{ سهيل }} من مكة للمفاوضة كانت له فرصة